fbpx
“اتفاق السلم والشراكة” يُنقذ صنعاء
شارك الخبر
“اتفاق السلم والشراكة” يُنقذ صنعاء

يافع نيوز – وكالات

وقع الحوثيون، أمس الأحد، مع بقية الأحزاب السياسية اليمنية اتفاقا برعاية الأمم المتحدة للسلام ينص خصوصا على تشكيل حكومة جديدة ووقف النار ورفع مخيمات الاعتصامات من صنعاء ومحيطها، وذلك بعد ساعات من سيطرة المتمردين على معظم المقار العسكرية والسياسية في صنعاء .
وأعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الفرقاء السياسيين في اليمن نجحوا في التوصل إلى اتفاق تاريخي يضمن بناء البلاد . ودعا ، في كلمة ألقاها عقب توقيع الاتفاق مع الحوثيين، كافة الأطراف إلى العمل معا والمضي قدماً .
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) انه “جرى (مساء الأحد) في دار الرئاسة وبحضور الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر وممثلي الأطراف السياسية بمن فيهم “الحوثيون” التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني” .
ووقع عن الحوثيين مهدي المشاط، وهو مدير مكتب زعيم التمرد عبدالملك الحوثي وحسين العزي عضو المكتب السياسي ل “أنصار الله”، وهو الاسم الرسمي للحوثيين . وتم التوقيع بعد اجتماع استمر ساعتين بين ممثلي الحوثيين وهادي وابن عمر .
وينص الاتفاق بحسب النص الذي قرأه ابن عمر وبثه التلفزيون اليمني الرسمي، على ان يجري الرئيس مشاورات تفضي إلى تشكيل “حكومة كفاءات” في غضون شهر، فيما تستمر الحكومة الحالية التي استقال رئيسها محمد سالم باسندوة في وقت سابق أمس بتصريف الاعمال . وبحسب الاتفاق، يعين هادي رئيساً للوزراء في غضون ثلاثة أيام كما يتم تعيين مستشارين سياسيين للرئيس من الحوثيين والحراك الجنوبي .
ويفترض ان يكون رئيس الوزراء الجديد “شخصية محايدة لا حزبية” فيما تقدم المكونات السياسية اسماء مرشحيها للحكومة الى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء . وينص الاتفاق على ان يتم خفض أسعار الوقود ليصبح 3000 ريال لصفيحة العشرين ليترا، ليكون بذلك قد تم خفض نحو نصف الزيادة السعرية التي طبقت على أسعار الوقود اعتبارا من نهاية يوليو/تموز .
وقال مستشار الرئيس اليمني فارس السقاف، في تصريحات أمس، إن اتمام الاتفاق جاء بعد مخاضات شاقة قادها جمال بن عمر . وأضاف السقاف، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، “أن من اهم شروط الاتفاق الانسحاب الكلي للمسلحين الحوثيين من كل مرافق الدولة”، مؤكداً أنه تم الاتفاق على وقف إطلاق النار داخل العاصمة وإقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية في أسرع وقت ممكن لا يتجاوز الأسبوع او الأسبوعين .
وفي الجانب الأمني، ينص الاتفاق على أن تتسلم الدولة المنشآت الحيوية وان تزال مخيمات الاحتجاجات من صنعاء ومحيطها، على أن يتم “وقف جميع اعمال العنف فوراً” في صنعاء .
ويسعى هذا الاتفاق الى وضع حد للأزمة الخطيرة التي وضعت اليمن على حافة الحرب الأهلية منذ اطلق الحوثيون في 18 اغسطس/آب تحركاً احتجاجياً للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن رفع اسعار الوقود .
وفي غضون ذلك، ذكرت مصادر في صنعاء أن الحوثيين رفضوا توقيع الملحق الأمني من الاتفاق السياسي مع الحكومة اليمنية عقب سيطرتهم على مقار رئاسة الوزراء وقيادة الجيش والبنك المركزي والإذاعة في صنعاء . وينص الملحق الأمني من الاتفاق المكون من سبعة عشر بندا على وقف فوري لإطلاق النار يتزامن مع التوقيع على الاتفاق السياسي . كما ينص على رفع مظاهر السلاح والمخيمات من العاصمة ومداخلها، إضافة إلى تنفيذ توصيات نتائج الحوار الوطني المتعلقة بنزع السلاح من جميع الأطراف .
وفي وقت لاحق من مساء أمس، ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الشرطة العسكرية بدأت بإجراءات تسلّم كافة المباني الحكومية التي وصل اليها وسيطر عليها الحوثيون خلال الاحداث التي شهدتها العاصمة أمس وذلك بناء على طلب ممثلين عن الجماعة، بما يكفل الحفاظ على كافة محتويات تلك المباني وضمان عدم تعرضها للعبث أو التلف أو النهب .
وقالت الوكالة إن عملية التسلّم والتسليم بين الشرطة العسكرية والحوثيين جرت تحت إشراف ومتابعة وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد .