fbpx
كشف حقائق وأسرار عن سامي ديان واختطاف القنصل السعودي ومقتل اللواء قطن
شارك الخبر

 

يافع نيوز- خاص بالتزامن مع القضية

سامي ديان هو شاب في الثلاثة وعشرون عاماً من عمره من مواليد جعار بمحافظة أبين، إعتقلته السلطات اليمينة يوم 21 يونيو 2012م بعدن وتم نقله مباشرة إلى صنعاء على متن طائرة خاصة اوصلته مباشرة إلى السفارة الامريكية ومن ثم نقله إلى منزل الرئيس عبدربه منصور هادي ، وتتهمه السلطات اليمنية بالضلوع في أغلب العمليات التي إستهدفت ضباطاً أمنيين في عدن وضواحيها وبلغ عددهم (41) ضابطاً على مدى أكثر من عام مضى ، كما تحدثت مؤخراً مصادر أمنية عن تورطه في إختطاف القنصل السعودي عبدالله الخالدي ، والتورط في عملية إغتيال الشهيد اللواء سالم قطن قائد المنطقة  العسكرية الجنوبية .

ومع أن هناك من شاهد سامي ديان عدة مرات وهو يرتدي سلاحه ويجول في عدة أماكن في محافظات لحج وعدن وأبين ، إلا أن الخلاف الذي ساد بين قيادات أنصار الشريعة وسامي ديان مؤخراً أثناء سيطرتهم على محافظة أبين جعلهم يطردون سامي ديان من منزله في جعار ، وهو ما أكدته أخبار صحفية حينها مما جعل سامي ديان يلجأ إلى منطقة جبلية بيافع ، كما أصدر تنظيم القاعدة بياناً  عقب إعتقال ديان نفي فيه أي صلة لسامي ديان بتنظيم القاعدة ، مما يؤكد أن جهات نافذة كانت تعمل على إستغلال غباء ديان لتنفيذ عملياتها الاجرامية وإلغاء الصلة نحو ديان الذي لم يبلغ من العمر أكثر من ثلاثة وعشرون عاماً .

وما حدث مؤخراً هو الشيء الذي ترك في نفوس كل الناس تساؤلات لم يجيب عنها احد ، وما تم ترديده من أنباء أو إتهامات أو ما ذكرته مواقع إخبارية وصحف بأنها إعترافات لسامي ديان أثناء التحقيقات معه بمسئوليتة عن إختطاف القنصل السعودي عبدالله الخالدي الذي لا يزال مختفياً حتى اللحظة ، وكذلك مسئوليته عن إغتيال اللواء سالم قطن ، حيث جعلت تلك الأنباء من الساحة كما لو أن المشهد لم يكتمل بعد ، حيث شكلت عمليتي إختطاف القنصل السعودي ، وإغتيال اللواء قطن ، رأياً عاماً غاضباً ونتجت عنها أمور وتفاقمات لا تزال تتوالى ولا يعرف أحد إلى أين ستصل ، فإختطاف القنصل السعودي عملية ليست سهلة كما أن اغتيال اللواء قطن هي الأكثر دقة وتنظيم بين قضايا وحوادث الاغتيالات التي حدثت سابقاً ، وهو ما يجعل الأمور في تناقض وتساؤلات بحاجة للأجابة عنها ، حيث تؤكد حيثيات العملية أن هناك عملاً مخابراتياً دقيقاً حدث في العملية التي مالت سخطاً شعبياً ورسمياً وعالمياً واسعاً .

ما يهمنا هنا هو حقائق ترتبط بقضيتين من أهم القضايا بل جريمتين بشعتين تعرض لهما القنصل السعودي واللواء الشهيد سالم  قطن ، ولهذا فقد بحثنا عن حياة الشاب سامي كون الأنباء المتداولة مؤخراً تشير الى ضلوعه في هذه الجريمتين .

هناك في منطقة جعار حيث مسكن الشاب سامي يقول من يعرفوه أنه تعرض للطرد والملاحقة من قبل أنصار الشريعة وتم إباحة دمه وتحليل قتله من قبلهم ، وفي عدن أكدت المعلومات أن سامي كان في يافع أثناء إغتيال اللواء قطن ، وأن جهات عملت على توسيط ديان للأفراج عن القنصل السعودي لكن عملية الوساطة فشلت بسبب طلب الجماعة المسلحة والمختطفة للقنصل مبالغ مالية طائلة وبالعملة السعودية .

من هو سامي ديان  ..؟

هو سامي فضل عبدربه عوض ديان  من مواليد فبراير 1988م بمدينة جعار محافظة أبين ، والدة يعمل قاضياً في الادعاء العام وله ثلاثة من الأولاد وثلاث من البنات احدهم هو سامي ديان  ، تلقى تعليمه الابتدائي بشكل طبيعي في جعار وتوقف عن الدراسة في الصف السادس الابتدائي ، له شخصية غريبة كما يقول مقربون منه حيث يحب التبجح أو ما يسموها باللهجة العامية ” الشبحه ” التي تجعل الشخص يتفاخر بأشياء لم يفعلها ، تم أعتقاله عام 2007م ، بعد أن إتهمه مدير الأمن السياسي بمديرية خنفر بوضع قنبلة في برميل قمامة يقع بجانب منزل مدير الأمن السياسي ، ومورست حينها في المعتقل ضده تعذيبات جسدية ونفسية كبيرة ، وتم وضع كرتين حديديتين على طرفية بعد تقييده بالقيود ولعدة أيام رغم أن سنة لم يتجاوز 18 عاماً حينها.

ويضيف مقربون أنه منذ ذلك الوقت وبعد الإفراج عنه بقرار رئاسي أصدره الرئيس علي عبدالله صالح ووقع عليه نائب الرئيس عبدربه منصور هادي “الرئيس الحالي ،حيث بدأت تظهر عليه علامات الكراهية للدولة نتيجة للانتهاكات والتعذيب الذي مورس ضده من قبل أجهزة الأمن إلا أن العلاقة العدائية لديان بأجهزة الدولة لم تستمر طويلا كما يفيد بعض المقربون من ديان، إذ انه التقى بعدد من القيادات العسكرية العليا في الدولة وتم صرف له أراضي وسيارة وأشياء أخرى ، مما يؤكد علاقته بشخصيات عليا في الدولة .

كان سامي شاباً يتأبط السلاح  دوماً ولديه علاقات وطيدة مع جماعات مسلحة في أبين ولحج ويافع وتتهمه السلطات باختطاف أطقم عسكرية وسيارات تابعة للجيش اليمني ، لكن الأمر أختلف جداً بالنسبة للأتهامات الخطيرة التي وجهت له مؤخراً ، كاغتيال اللواء قطن و إختطاف القنصل السعودي والذي كان يتواجد في منزله بعدن .

تفاصيل جديدة عن إختطاف القنصل السعودي

في رحلة بحثنا عن الحقيقة فيما يدور حولنا وجدنا متناقضات في روايات وأخبار تم نقلها من السلطة للرأي العام ، فرغم كل الروايات التي تضاربت بشأن مصير القنصل السعودي وكيفية إختطافه ، أكدت لنا معلومات  أن عملية إختطاف القنصل السعودي جاءت على خلفية عمل أخلاقي إرتكبه القنصل ، حيث تزوج الرجل عرفياً بفتاة تنتمي إلى أسرة راقية بعدن وتعود أصولها إلى محافظة أبين ، ولأن الأسرة الراقية التي يعتقد بأن فيها شخصيات مسئولة في الدولة اليمنية فقد تم التستر على الموضوع ، حيث جاء إختطاف القنصل السعودي بتأشيرات وترتيبات من تلك الشخصيات المسئولة ضناً منهم أنهم يلبون رغباتهم في استثمار الموقف ليحصلوا على أموال سعودية ، لكن منذوا عملية إستعانة هؤلاء المسئولين بمسلحين من القاعدة لإختطاف القنصل السعودي جعل الخاطفين يتمردون على أوامر المسئولين الذين دفعوا بهم لإختطاف القنصل السعودي وبالأخص بعد أن نجحت عملية الاختطاف وتم نقل القنصل إلى مكان يسيطر عليه مسلحون من القاعدة ،ولم يعد لأولئك المسئولين صله بالخاطفين بعد أن رتبوا وزودوا الخاطفين بكل المعلومات ، كما رفض الخاطفين المبالغ المالية التي عرضت للأفراج عن القنصل السعودي .

ويبدوا أن  المسئولين اليمنيين الضالعين في عملية الاختطاف قد شعروا بمدى الخطأ الفادح الذي ارتكبوه تجاه ذلك ،وخاصة بعد رفض الخاطفون الانصياع لأوامرهم بأخذ أي مبالغ مالية ، طالبين مبالغ تصل إلى أكثر من 15 مليون ريال سعودي ،  وأخذ الأمر الآن  مدى أطول وأعمق في هذه العملية .

وخلال رحلة بحثنا في الأمر وصلنا إلى معلومات تحدثت عن قيام شخصين أحدهما يدعى أنيس السويني بينما الآخر يدعى محمد سالم الربيعي باللقاء بالقنصل السعودي ، ومن ثم تحركوا للوساطة بالأفراج عنه ، حيث حضر هؤلاء الشخصين إلى سامي ديان للتواصل من قبله مع الخاطفين الذين يعرفهم من خلال علاقته بهم وعندما تم التواصل من قبل سامي تم الحديث عن فدية وقدرها (15مليون ريال سعودي) ، لكن الوسيط سويني كان رفض المبلغ .

كان سامي ديان في يافع وتم التواصل معه من أجل إعلان توبته وترتيب لقاء له مع الشيخ حمود الهتار المكلف بالتواصل مع الجماعات المسلحة ومحاورتها وإعلان توبتها .

لكن مصادر أكيدة مقربة من أسرة ديان قالت انه نزل إلى عدن بوساطة من الشيخ النقيب الذي رافق ديان للنزول الى عدن في ظل وساطة للأفراج عن القنصل السعودي عبدالله الخالدي

وتساءلت مصادر مقربة من أسرته لماذا عندما كان سامي ديان يتواجد في عدن ويدخل ويخرج إليها بكل حرية لم يتم توجيه إليه أي اتهامات كما لم يتم القبض عليه .

عملية إغتيال اللواء سالم قطن

من المعروف أن أي عملية إغتيال أو تفجيرات إنتحارية  تكون خلفيتها معلومات مخابراتية تعرف أين وكيف ومتى يخرج هذا الشخص أو ذاك المراد تصفيته ، كما أن المتفجرات أو العبوات  أو الأحزمة الناسفة لا يصنعها إلا خبراء أو من تدربوا في أفغانستان ، بهذه العبارات يفاجئنا أحد أقارب سامي ديان ، ويضيف أن سامي لم يكن متواجداً في عدن وأنه كان في يافع ، ولم يكن بينه وبين  قطن شيئاً وانه كان له تواصلات مع قيادات عسكرية في الجيش اليمني بينهم وزير الدفاع اليمني الذي طلب من سامي سابقاً السماح له بزيارة جعار قبل أن يتم طرد سامي من جعار من قبل جماعات أنصار الشريعة .

فإغتيال الشهيد قطن عملية ليست سهلة ، وتحاول الجهه التي نفذت عملية الاغتيال بحق الشهيد قطن إلصاق التهمه بسامي ديان الذي صار ضحية كما يقول أحد مقربيه ” فإذا انبطح الثور كثرت السكاكين ” ، ولأن سامي الآن معتقل فسيجدوها فرصة لإتهامه والتخلص من جريمتهم ، وهي الجريمة الكبيرة التي تؤكد أنها جاءت على خلفية صراع بين أقطاب السلطة بصنعاء ، كما أنهم يريدون بعملية إتهامهم لديان باغتيال قطن  زرع فتنة قبلية أو مناطقية  بين أبين ويافع وهو الشيء الذي فشلوا في زرعه أو نبشه ، كما أن غباء سامي جعلهم يحملونه كل ما حدث  .

كيف أعتقل سامي ديان ..؟

كان سامي في يافع حيث يمكث هناك هارباً من جماعات أنصار الشريعة التي توعدت بقتله وأباحت دمه بحسب مصادر مقربة من أسرته ، ومؤخراً تم التواصل معه من قبل الشيخ النقيب كي يتم إشراكه في عملية الوساطة للأفراج عن القنصل السعودي فوصل عدن برفقة الشيخ النقيب وتم إلتقاء سامي بــ”أنيس السويني و محمد سالم الربيعي ” للتواصل مع الخاطفين الذين يعرفهم سامي وحينها لم يتم الاتفاق وفشلت الوساطة .

قبل أن يتم القبض على سامي تم تحويل له مبلغ مالي من جهة غير معروفة وعندما  شعر سامي بشيء ما بحسب مصادر مقربه من أسرته تم إرسال احد زملاءه لاستلامها ومن ثم توجه مساء 21 يونيو للخروج من عدن بعد أن كان يعيش فيها ويتنقل بكل حرية ، فتم القبض عليه في نقطة دار سعد ، ومعه مرافقين وعلى متن السيارة أسلحة وذخائر بحسب مصادر الاعتقال ، ليتم نقله مباشرة إلى صنعاء على متن طائرة خاصة والإعلان  عن القبض عن منفذ عملية أختطاف القنصل السعودي وإغتيال الشهيد قطن .

تقول مصادر مقربة من أسرة سامي انه  لم يسبق له أن سافر إلى أي مكان ولم يخرج من اليمن ، ويضيف قريب له أنتم لا تعرفون سامي فسامي هو شاب يحب الفشخرة الكذابة وقد تم تحذيره الآلاف المرات ، فمرة حصل وأن حدث انفجار في إدارة عدن وكان نائماً في منزله بعدن ، وما انتبهنا إلا وسامي يتحدث في التلفون ويقول “هاه كيف هو صاحبكم صلحها أو لا  ” استغربنا كثيراً متى خرج سامي وهو متخفي في منزله منذ أيام ، وعرفنا أن هذا الشخص مصاباً بمرضاً نفسياً .

ويتسائل أقاربه الآن عن مصيره وعن مكان تواجده وهل يحق لهم زيارته أو توكيل محامي للدفاع عنه ، حتى يتم إظهار الحقيقة ، أم انه سيكون ضحية لعمليات كبيرة يتورط فيها قيادات عسكرية وجهات نافذة كي تتخلص من جرائمها البشعة .

ومن بين كل ما حدث تبقى الحقيقة غائبة ويبدوا المشهد كما لو أن  هناك حلقات مفقودة في سلسلة الأحداث ، حيث تجمع السلطة في معلوماتها  متناقضات يتم العمل عليها من قبل مواضع وصحف تابعة لأقطاب الصراع في السلطة حيث يريد كل منهم إستثمار الموقف لصالحه وإتهام الآخر بالمسئولة عن الأحداث وعن الجرائم التي تحدث .

ومن تخريفات تلك المواقع أنها تنشر عن مسئولية سامي ديان ومشاركته في مواجهة قوات الأمن المركزي بالمنصورة ، وهي المعلومات التي تبرر فيها تلك المواقع والصحف جرائم القتل والقنص  للمدنيين الذين تستهدفهم قوات الأمن المركزي ، ولو أن هناك مسلحين  يواجهون قوات الجيش والأمن المركزي في المنصورة كما تروجه صحف ومواقع إصلاحية ومؤتمرية  لت على الأقل قنص أو قتل واحداً منهم على الأقل كي يتم إثبات عملية أن هناك مسلحين يواجهون قوات الجيش في المنصورة .

لم نجد خلال رحلة البحث عن الحقيقة التي تابعناها أي علاقة لسامي ديان بالحراك الجنوبي غير أن سامي ديان كان يحاول الالتصاق بالحراك الجنوبي عبر شخصيات هي الأخرى تحاول الالتصاق به ، وتم إيضاح ذلك من قبل قيادات في الحراك الجنوبي وببيانات رسمية أنذاك ، عندما نفوا صلة هؤلاء المسلحين بالحراك الجنوبي السلمي .

ولإثبات ذلك فإن قيادات الحراك كانوا رفضوا أن يقيم ديان في ردفان معقل الحراك الجنوبي كما تم رفض مشاركته في أي معارك مسلحة حدثت في ردفان لتفادي أي ترويجات عن تواطئ بين الحراك الجنوبي مسلحي يشتبه بانتماءهم للقاعدة .

فهل يا ترى أن الحلقات المفقودة في سلسلة الأحداث ستنكشف أم أنها ستظل مخفية ليتحمل مسئوليتها أناس قد يكون لهم علاقة بها إلى جانب شركاء كبار لهم .. وهل سيتم القبض على شركائهم ..؟ أو أناس ليس لهم ليس لهم علاقة بها ولكن تم استغفال غبائهم ..؟  ثم أن هناك تساؤلات تلقي بظلالها على الواقع ومنها مثلاً ، لماذا لم يتم أعتقال سامي ديان من قبل رغم تواجده بعدن بقضية اختطافه للقنصل السعودي حيث الفترة منذ ما بعد اختطاف القنصل السعودي  وحتى اعتقال ديان مسافة طويلة ..؟ وهناك إجابات وخفايا سيتم كشفها في الأيام القادمة .

أخبار ذات صله