fbpx
استعدوا لها

أبو عهد الشعيبي

إذا ما أخذنا بـ الإعتبار أن الرئيس هادي قد تعلم واستفاد من دروس الأحداث التي عاصرها طوال الثلاثة العقود الماضية من حياته، وأنه اليوم أكثر فهمًا وإستيعاباً لـ الشمال بتركيبته القبلية والفئوية والسياسية ولـ  الجنوب بمعاناته ومآسيه وحقوق شعبه وتطلعاته فأن الأجدر به في هذه اللحظة الفارقة جداً أن يدير الوضع الراهن بعقلية القائد المجرب وبالاعتماد على مساعدة الكفاءات الجنوبية وما لديها من خبرات وتجارب في كل المجالات لا سيما العسكرية والأمنية وأن يضع جانبا منه تقارير وإرشادات وكالة الاستخبارات السعودية ودوائر حزب الإصلاح اليمني الخاصة في تقدير الواقع ومآلات الأحداث الراهنة لأنها تعتمد معايير بحسابات مزدوجة لن تقوده إلا إلى الهزيمة والإنكسار  !

في الشمال اليوم يبدو الثنائي المتعجرف عفاش والحوثي هما الأبرز والأقوى عسكرياً ومادياً ولديهما خبرات وقدرات لا يستهان بها ويحضيان أيضاً بالتفاف شعبي كبير ،وقياسا لكل المؤشرات والعناوين والمعطيات التي أفرزتها الأحداث الأخيرة بعد السيطرة بالقوة على صنعاء وما نجم عن ذلك من ردود فعل محلية وخارجية فأنهما اليوم أمام مرحلة تحول تاريخية لإتمام تنفيذ المخطط كاملا ،ولا بد أنهما سيمضيان بتحالف وتلاحم مستمر لمواجهة هادي الذي لجئ إلى عدن في محاولة ل إخضاع الجنوب ،وفي السبيل إلى ذلك يبدو سيناريو الحرب هو الأقرب والأنسب من بين كل السيناريوهات المتحركة لفرض الأمر الواقع على الخصوم ب القوة ..

فلا حوار يجدي ولا بناء دولة ممكن ولا شراكة وطنية ستتحقق ،كل ذلك يُردد إعلاميا كتسويقات رخيصة الغرض منها كسب الوقت المزيد من الإستعداد ،وسهل جدا عليهما تحقيق إصطفاف شمالي قوي خلفهما فورقة الوحدة كفيلة بكسب عامة الناس والقبائل إلى صف من سيرفع شعار حمايتها وأجزم بأن المواطن الشمالي يثق تماما بأن ( الثنائي ) هو الاقدر على خوض هذا الغمار باتجاه الجنوب  !

في المقابل الخيارات أمام الرئيس هادي تضيق يوما بعد آخر وقد بات على المحك تماما يا أما التسليم لرغبة قوى الهيمنة واللصوصية والذهاب بنفسه وبالجنوب إلى المجهول أو الإلتحام الحقيقي ب الشعب العربي الجنوبي وقواه الثائرة  لخوض غمار الشرف والحريّة والمضي نحو تحقيق التطلعات والغايات الكبار على أرضنا الغالية ..

وبشيء من الحكمة يستطيع تحويل الدعم السياسي الخارجي له إلى سند حقيقي وواقعي على الأرض لإستعادة دولة الجنوب القوية والمستقرة البعيدة عن شرور النزاعات الطائفية والعرقية الضامنة لكل الشركاء في المنطقة والعالم مصالحهم الإستراتيجية ،فالسفير الامريكي ومثله السعودي والفرنسي والإماراتي قدموا إلى عدن من صنعاء لخدمة مصالح بلدانهم بعد ٢٥ سنة من تجربة الوحدة الفاشلة بين البلدين ،وأعتقد بأن هؤلاء السفراء أضحوا أكثر يقينا بان صنعاء لا يمكن أن تكون دولة حقيقية فضلا عن أن يكون بمقدورها أن تفرض وحدة ب القوة والهيمنة على بلد شعب آخر ..

وما أتمناه ونحن في هذه الظرف العصيب أن لا يكرر الرئيس هادي تجربة الرئيس البيض في ٩٤م في إهدار الوقت وعدم الإستعداد الكافي وإهمال التشاور والتنسيق والتلاحم مع الاخر الجنوب وشد الصفوف لمواجهة التحديات والمخاطر ،وأن لا يثق ب الشماليين أبداً أبدا من أي صنف كانوا لأنهم سيعاملونه ب الحيلة والكيد وعند أول منعطف سيخذلونه مهما تغنوا ب المذهب وبالاصطفاف الطائفي ،إنها الحرب فاستعدوا لها ..

والعاقبة للمتقين والله المستعان

والحمد لله رب العالمين