fbpx
رسائل جنوبية !

علي سالم بن يحيى
(1)
قناة “صوت الجنوب” تتوقف مؤقتاً، لظروف مالية كما قيل، خبر لا يبدو عادياً، خاصة عند أحرار الجنوب، فتوقف القناة معناه (موت) الصوت الهادر في سماء الفضاء، إضافة إلى أنه تأكيد لاستمرارية (الفشل) الجنوبي في مجالات عدّة، وهذا معناه مزيداً من التشفّي من أعداء النجاح الجنوبي!
لا أعتقد أن أي جنوبي غيور على قضيته سيكون سعيداً لإيقاف القناة، رغم كثير من السلبيات المصاحبة لها، فهي لم تتحرر من ريموت إدارة المكونات الحراكية، وتدار بعقليات (ليست) فضائية، لكن وجودها صار ضروري جداً، فهي الصوت، والواقع المعاش، وكانت أثناء الحرب مشعل النور وتستحق حب الجنوب كله.
“صوت الجنوب” بحاجة لدعم رأس المال الجنوبي، وتحتاج للتطوير، كي تبقى معلماً ونبراساً في ظل معارك (الإعلام) المحتدمة، وكي لا يقال: “إن المشاريع الجنوبية فاشلة”!!!.
(2)
أنتصر القائد عيدروس الزُبيدي في معركة الضالع ضد الحوثي العفاشي، لإيمانه المطلق بقضيته، ولم (يولول) ويتأفف من غياب دعم قوات التحالف العربي، وصنع من سواعد رجاله صواريخ وقنابل وآليات!.
بينما أنصرف غيره لتعزيز جبهات التصدي بفلاشات و(أكشنها) ظلمت المقاومة الحقّة، وصوّر الأمر وكأنه (لعب عيال)!.
بالمناسبة هناك فرق بين من يبوس التراب ومن (يبوس الوااااوووااا)!، مع أمنياتي بالنصر المؤزر لكل الأحرار في جبهات القتال.
(3)
سياسة الإقصاء المتبعة من قبل مطبخ هادي لبعض الشخصيات الجنوبية.. لا تخدم سوى الطرف المعادي.. يا ليتهم يتعلمون من زياراتهم المتعددة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تبرهن أن الاتحاد قوة!.
(4)
ينبغي على الإعلام الجنوبي الانتقال من محاكاة (المراهقة وسن البلوغ)، إلى مرحلة أكثر تقدماً واحترافية تلامس العقل والمنطق، فبكل أسف هناك من يقدمون خدمات جليلة للعدو وهو (جالس في داره)، سعياً للسبق الصحفي، أو لقلّة وعي. مزيداً من الصبر والتروي و “دع ما يريبك إلى مالا يريبك”!.
(5)
جلست عصراً في مقهى الشجرة بالشيخ عثمان، لشرب (شاهي ملبّن) بالنكهة العدنية، وجلس بجانبي رجل وقور طاعن في السن، كنت أفكر كثيراً في موضوع ما، لم أنتبه له وهو يشير إليّ، ابتسمت: تفضل يا حاج.. قال: “عفوا أريد (ألصّي سيجارة)، وأخاف أن تؤذيك، هل تسمح لي؟!.
بطبعي أتأثر من التدخين، لتحسس في الصدر، ابتسمت مرّة أخرى وقلت له: “خذ راحتك، أنت على رأسي”!. بعدها دخلنا في أحاديث ممتعة، صرنا كأصدقاء، تذكّر زمانه (الأولي)، ثم عاد للحديث عن السيجارة، وقال لابد من الاستئذان من الغير، حفاظاً على حقه.. ثم ضحك.. وقال: تربية (بريتش)، علمونا الأدب والاحترام والنظام”!
قلت له: وما رأيك في تربية اليوم؟!
قال: لا تربية، وما نشاهده (قلّة أدب)!
ثم قال لي: “كنت أعمل مع أحد كبار الضباط الإنجليز، وقبل أن يغادروا عدن، قال لي:
“أسفي على عدن والجنوب، سيتعبون.. ويهانون.. وسيذكروننا كثيراً، علمناهم اللغة العربية والإنجليزية والنظام”!!!.
وقبل أن يغادر المقهى قال: “يا ابني.. الاستعمار الحقيقي كان في زمن الوحدة وبعد حرب صيف 1994م تحديداً، من سلمناهم وطن بقلوب بيضاء، تعاملوا معنا بغدر، وكانوا أسوأ من المحتلين”!!.
(6)
في ظل عالم متسارع بمتغيرات طالت كافة جوانب الحياة، تبارت (الاسامي) طلوعا ونزولاً، وسيطرت أسماء: محمد، عبدالله، علي، أحمد وعمر كأسماء محببة لملايين البشر.
وسياسياً أتضح أن هناك انقلاباً حصل في أسماء الحكام والقادة _بصفة غير مألوفة_ فظهر:
عبدربه، جعفر، فرج، عيدروس، شلال، مسفر وجحدل!
ولو أضيف (خميس وجمعة) ستكتمل ملامح الانقلاب (الإسمي) ولا عزاء لعلي وعبدالله وصالح!!!.