fbpx
أمُّ الصُّرُوم.. في تراثنا الشعبي

علي صالح الخلاقي:
كثير من المعتقدات الشعبية يمتزج فيها الدِّين بالخرافة في الذاكرة الشعبية ويتناقلها الأبناء عن الآباء والأجداد دون إخضاعها للعقل والمنطق وروح العلم وجوهر الدين، وهناك الكثير من المسميات والرموز التي لها حضور في تراثنا الشعبي، منها ما يرمز للخير ومنها ما يرمز للشر، ومنها شخصية (أُمِّ الصِّرُوم) وهي في الذاكرة الشعبية من أسماء الجن، بل هي أم الجن، وهي كناية عن كل الشرور كما في الحكايات والأشعار.
• وفي هذا المعنى يقول الشاعر الشعبي يسلم يوسف علي المنصري:
زادت همومي ونفسي حايـره
والقلب محتار من كثر الهمــوم
إن سرت قابل لقيت الساحـره
وان سرت باطن لقيت أم الصروم
• وفي الزوامل التالية يدور موضوعها حول ثأر قديم، في مطلع القرن العشرين الماضي، بين آل باكازم وأهل الجبل، وقد جرت بين الشاعرين على سبيل الدردشة، والعظة من الماضي، الذي لو عاد بمساوئه لألتهم الجميع، أو كما عبر شاعر الجواب( با توكل الحية عيال ام الصروم) .
بدأ الشاعر سعيد عزب القيناشي:
حيا بكم يا ذي ولبتوا عندنا
حيا الله الليلة بلمات الكزوم
عاد الوجع بين الريايا والكبد
حما اذكر الخمسين ذي عند الخصوم
– جواب حيدرة الحتير:
الله يحيي كل من حيا بنا
ونسأل الرحمن بالنعمة تدوم
ما لارجعنا للعويد الاوله
با توكل الحية عيال أم الصروم
وفي صراع قبلي بين الطواسل والمرازيق أبدى الشاعر جازع بن الخرازة المرزقي عدم رضاه عن حُكم قبلي، كما يتبين من قوله:
حيا لكم يا ذي ولبتوا عندنا
يا ذي طرحتوا سالفه بين الجزوم
من مثلها ياهل الكبُود الموجعه
لا حد يحانق في سنين أم الصروم
• وللشاعر محسن علي غالب السليماني (أبو سلطان) زامل في هذا المعنى:
اتَمَسكَنهْ أُمّ البلأ وَتْمَكّنَهْ
واحنَا هرمنا يا عسى حسن الختُوم
كُنّا برَدنا من عيال الساحره
ويبدّلُوهم في عيال أمِّ الصّروم
أجارنا الله وإياكم من شرور أم الصروم …