fbpx
الخروج من فوهة الغضب الی آفاق الحلول الاسعافية والجذرية

العميد الركن ثابت حسين صالح

واجهت عدن ومحافظات الجنوب وما زالت تواجه سلسلة لا تنتهي من الأزمات المفتعلة من قبل دعاة الوحدة بالقوة ورموز الفساد والاستبداد .
فما أن تتنفس الصعداء للخروج من أزمة حادة مؤلمة حتى يفتعلون في وجهها أزمة آخری أكثر حدة والما وعدوانا .
تعدت عدن أزمات الإرهاب والفوضی والقات وقبلها القتل والدمار لتواجه أزمة آخری أراد من أدار خيوطها سياسيا وإعلاميا ونفسيا واقتصاديا أن تكون القاضية علی قيادة عدن الجنوبية المقاومة بقيادة عيدروس الزبيدي وبالتالي أن تكون هذه الأزمة قد قضت علی آمال وطموحات أبناء الجنوب بوطن حر امن ومستقر ومزدهر .
تلك هي أزمة الكهرباء وفي توقيت بالغ الحرج صيف عدن الحار حيث تصل درجة الحرارة الی حوالي 40 درجة مئوية مع نسبة رطوبة عالية جدا تتجاوز ال 90 % .
بدات هذه الازمة بتخريب ما تبقي من طاقة كهربائية لا تغني ولا تسمن من جوع ومنع إيصال أو تفريغ شاحنات المواد التشغيلية اللازمة من قبل المستمثر المورد المحتكر الذي سلم له ومنذ سنوات امتياز التوريد لهذه المواد وبالتالي أصبح المتحكم الأوحد بمصير أكثر من مليون من سكان عدن عدی ملايين الجنوبيين الآخرين في المحافظات الجنوبية المجاورة لحج وأبين والضالع وسط فساد محكم ومستشري في مؤسسات دولة 7/7 كالنفط والمصافي والكهرباء والمياه ناهيك عن المؤسسات المالية وتحكم صنعاء بالشؤون المالية والإدارية ليس فقط من جانب حكامها في صنعاء نفسها بل ومن قبل الجناح الشمالي الشرعي المقيم في الرياض .
وتزامن هذا مع حملة تحريض واسعة ضد قيادة محافظة عدن وكأنها المسؤولة عن أزمة موروثة مزمنة منذ عشرات السنين وتحديدا منذ حرب 1994م عندما بدأ مسلسل الاطفاء وبشكل تدريجي تصاعدي وصل ذروته خلال وبعد حرب 2015م.
استغلت القوی المعادية وخاصة حزب الإصلاح تذمر الناس وشغلت ماكنتها الإعلامية الضخمة وطابورها الخامس لإشعال نار الغضب الشعبي العارم الذي لا لوم عليه الملتهب اصلا وفعلا جراء هذه الأزمة الخطيرة الخانقة .
اقفلت في وجه قيادة محافظة عدن التي كانت قد نبهت لهذا الخطر المحدق منذ وقت مبكر لكن حكومة الشرعية كانت تعاملها بإذن من طين واذن من عجين … اقفلت أمامها كل الأبواب ، ولم يبق أمامها غير بابين اثنين لا ثالث لهما :
الباب الأول : هو استنهاض همم وعزائم سكان عدن وصبرهم ووعيهم النضالي وحدسهم السياسي … وهو ما حدث فعلا وشكل خط الدفاع الأمامي الحصين والمنيع وكان لكاريزما عيدروس الشخصية دورا مؤثرا في هذا العامل الحيوي الهام .
أما الباب الثاني فكان التوجه الی دول التحالف العربي المسؤولة أخلاقيا وقانونيا في ظل هذه الحرب عن مواجهة ازمات كهذه . فكانت دولة الإمارات العربية المتحدة كعادتها سباقة وجادة لنجدة ونصرة عدن والجنوب عامة.
قررت الإمارات إيجاد حلول عاجلة استثنائية واستراتيجية وعلى مرحلتين. حيث تتضمن المرحلة الأولى وهي مرحلة الحلول الاسعافية توفير قطع الغيار والصيانة للمولدات الموجودة وتزويدها بالوقود اللازم .
فيما تتضمن المرحلة الثانية وهي مرحلة الحلول الجذرية الاستراتيجية بناء محطات توليد الكهرباء بطاقة كاملة وكافية علی المدی البعيد .
وتبقى معضلة استئصال بؤر وعناصر الفساد وإيجاد حلول استراتيجية مامونة ومضمونة لاستقلال الجوانب المالية والإدارية لهذه المدينة ذات التاريخ المدني الحضاري العريق وتحريرها من شبح الاستغلال والجشع وتأمين سيادتها وكرامة وعزة أهلها .