fbpx
للصبيحة.. حان الوفاء حان

عزيز العيدروس
جسام تلك التضحيات التي قدمها أبناء الصبيحة – حماة الحد – طيلة عامان في أشد الجبهات استعارا” واخطرها استراتيجية، وقف فيها الأشاوس في معركة وسمت بالصمود الأسطوري لفئة قليلة شحيحة الإمكانات المادية والآلات العسكرية لقنت أعتى دروس الفداء لجحافل جرارة من الغزاة بشقيها الجيش المدرب عسكريا” المزود بالعتاد الحربي وقطعان همجية ذات الطابع القبلي المسترخص للموت في سبيل خدمة الاسياد واكتساب الغنيمة.
لم يرد الغزاة مناطق الصبيحة بعينها طمعا” فيها بل أرادوا استخدامها كمنطقة عبور للولوج صوب قواعد عسكرية أكثر عمقا” واقترابا” من العاصمة عدن..لم يرضخ أبناء الصبيحة لأهداف الغزاة بالرغم من حسابهم لكلفة التضحية التي ستحصد أرواح وتريق دماء خيرت أبنائهم إلا أنهم فضلواء الاستشهاد متمترسين علی أن لا تستباح ذرة من تراب الوطن الطاهر… مرت فترة ليست بالوجيزة واستمر الصمود والاستماتة وازداد تصاعد أرواح الشهداء وعجت المشافي بالجرحی واوشكت الإمكانات أن تنفذ ومازال الثبات والعهد هو ذاته ولو لآخر رجل في تلك المناطق..


عند انتصار المقاتلون الجنوبيون في غالبية الجبهات الداخلية وطرد الغزاة منها ولملمت الأمور شكليا” أتت فكرة الدعم والاسناد في حملة شعبية عامة تم أشهارها من قبل محافظ لحج ونائبة ونخبة من المناضلين الجنوبيين ورؤساء المجموعات الداعمة لتشد عضد المقاتلين في جبهات الصبيحة وتشاركهم معركة الدفاع وتوفر الدعم الحربي والمادي وتكفل أسر الشهداء وتضمد الجراحات النازفة وفق ماتتوفر من طاقات جماعية ونظمت عمليات الحملة بإتقان وقد شرعت في تأدية واجبها الوطني والاخوي لحماية الجسد الجنوبي الواحد…


لست هنا بصدد تقديم الشكر لرئاسة الحملة الشعبية لدعم وإسناد جبهات الصبيحة ومؤسسيها وكل من أسهم فيها، بل هي مواقف بطوليه تمليها عليهم واجباتهم الوطنية، وسندونها للتاريخ، وجزيلا من الشكر هنا أتوجه بتقديمه لدور التحالف العربي الذي أسهم ولو ليس بالدور الكافي لنصرة تلك الجبهات.


واوجه دعوة لكل من يقراء سطوري من أبناء الوطن في الداخل والخارج أن يبادر في تسجيل مشاركته في الذود عن حمی الوطن والإسهام في الإسناد والدعم لجبهات مناطق الصبيحة بالاتصال المباشر مع اللجان المشكلة للحملة أو عن طريق الحسابات البنكية المعلن عنها أو مباشرة في المديريات عن طريق اللجان المشكلة من قبل السلطات المحلية حيث وقد سجلت مديرية المفلحي يافع بادرة السبق بتشكيل لجان لتنظيم الدعم وارجو ان تحذو كافة السلطات المحلية حذوها في مديريات الجنوب أجمع.

 

ورحم الله الشاعر المحضار حين قال:

حب في القلب راسخ للجبال الشوامخ = لي تربيت فيها وإنقضا لك بها شان = حان الوفا حان
لك عليهم دين = لك محل ما تغير في سواد العين
إنت منه وين = إنت في الشعب لخضر تقطف الأغصان

حان الوفا حان