fbpx
 من يرشد عبد الرحمن الراشد..؟

الأستاذ عبد الرحمن الراشد جبل الإعلام العربي الكبير صاحب عمق فكري ورصانة رأي يحسب له ألف حساب , لكنه في مقاله الركيك شكلا ومضمونا  والصادر في صحيفة الشرق الأوسط  يوم الجمعة – 02 فبراير 2018 مـ العدد  1431

والمعنون بصيغة سؤال استنكاري  (( من وراء مسلحي عدن ؟ )) والذي تمخض فيه فكر ذلك الجبل الكبير فأر خرج من جحر مظلم يقرض جبنه متعفنة  حيث يقول :

(( مع بوادر هزيمة المتمردين الحوثيين في العاصمة اليمنية، صنعاء، اندلعت المعارك في العاصمة المؤقتة عدن. وافتعال المعارك في الجنوب ليس مصادفة بل يعبر عن قلق الذين كانوا يراهنون على دوام الحرب في الشمال وفشل مشروع الشرعية، الذي يظنون أنه يحقق لهم نجاحاً مجانياً بإقامة دولة خاصة بهم في جنوب اليمن.

تزايدت هزائم المتمردين في الشمال، أي الجماعة الحوثية، منذ انشقاق شريكهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وساءت أكثر بعد قتلهم له، حيث انقلب معظم أتباع صالح ضدهم

وسعت الأطراف الإقليمية المعادية، مثل قطر، إلى تأجيج الوضع برفع وتيرة التحريض الدعائية للميليشيات الانفصالية الجنوبية ضد الحكومة .

إلى قوله : قوات الحكومة التي كانت تعتقد أنها ستستعيد صنعاء وجدت نفسها معرضة لخسارة عدن. تطور سياسي وعسكري سيئ، ويثبت المخاوف القديمة من أن القوى الجنوبية الميالة للانفصال مخترقة من قبل القوى نفسها التي تريد إطالة أمد الحرب في اليمن، وتحديداً إيران وقطر)) هذا لعبد الرحمن الراشد .

وعليه أقول :

 من أرشدك يا أستاذ عبد الرحمن الراشد إلى هذا المقال البعيد عن الحق والمنافي للحقيقة التي أشرقت شمسها في سماء الجنوب نصرا عربيا مؤزرا على فلول المد المجوسي بسيل من دماء أبناء الجنوب وبآلاف الشهداء والجرحى , وشهد للجنوبيين العدو قبل الحليف ,  وكلهم يا عبد الرحمن الراشد , راشدين ومن المقاومة التي تطلق عليها مليشيات انفصالية !!!

شيء لا يصدق ما حمل كاهل عبد الرحمن الراشد من بضاعة مزجاة , خاصة هذه الأيام والقضية الجنوبية بلغت الآفاق دراسة ودراية عند قادة وساسة ومحللين رصينين ومن مختلف بلدان العالم ,  وقيادة المجلس الانتقالي في حالة انعقاد دائم مع لجان قوات التحالف العربي وعلى تواصل مع أعلى الدوائر السياسية لدول التحالف .

هل كان الراشد مغيب عن الأخبار في كهف من الكهوف منذ انطلاق عاصفة الحزم , وصحا بعد 3 سنوات ليشاهد الأفاقين على قناة الجزيرة ثم عرج على تقرير محمد العرب اليومي المكرر لقناتي العربية والحدث الأكبر على مدى ثلاث سنوات من فرضة نهم !! ؟

وأين كان الراشد يوم لبى أبناء الجنوب وذادوا وفدوا بأرواحهم جنب إلى جنب أخوانهم أبناء المملكة والإمارات وأين كان يوم هلل العرب والمسلمون وشهد العالم بأسره تحرير عدن والمحافظات الجنوبية خلال أشهر معدودة ؟

وهل هذا الرأي أو التحليل فعلا للكاتب الكبير عبد الرحمن الراشد يرتقي إلى مستوى من يعد مفكر عصامي نظن أنه ترمل إخلاصا لابنه  القلم وفضله وبنات أفكاره على الطيبات التي أحلها الله لعبادة , محتسبا الكلمة الصادقة له عند الله ومتخذ القلم أبنه البار وبنات أفكاره عوضا عن زينة الحياة الدنيا ؟.

فكيف له  في هذا المقال العقيم أن يلوي عنق الحقيقة ويتهم من هزم المشروع الإيراني على أرض الجنوب بأنهم مخترقين من إيران ومدعومين من قطر الأخوان التي كشفت أحداث عدن التي استنكرتها ,  أيادي إرهاب الأخوان الممول من قطر والذي يستهدف التحالف العربي قبل المقاومة الجنوبية ومع سبق الإصرار والترصد وبفيض من الأفاقين الذين فتحت لهم قطر خزائنها وقناة الجزيرة أحضانها على مدار الساعة !!!

أما كان أجدر بك يا كاتبنا الكبير أن تستقي معلوماتك من قيادة التحالف العربي التي هي اليوم على دراية تامة عمن هو صادق العهود معها  ومن هو خائن متخاذل متآمر مراوغ .

ختاماً :

من يرشد عبد الرحمن الراشد إلى ضوء الشمس حتى يرى بأم عينية ومن يفتح صمامات أذنيه حتى يسمع الحقيقة ,  لكني أظنه في برج عاجي يبعد عن عدن بعد الحق عن الباطل .

لا أقول كيف ضل عبد الرحمن الراشد  وغرد خارج السرب , بل كيف تناغم مع أسراب غربان حزب الإصلاح اليمني ؟.

حيث يقول  أن قوات الشرعية  تقترب من تحرير صنعاء اليمن ولم يكلف نفسه التأكد من ساعة التوقيت التي على يده ومن تاريخ اليوم الذي كتب فيه مقاله بعد 1150 يوم من انطلاق عاصفة الحزم , والمسافة بين مرابض من يسميها قوات الشرعية التي يبلغ قوامها 300 ألف عري أو يزيدون وبين صنعاء اليمن 25 كم متر فلو أن تلك القوات تتقدم كل يوم 25 متر فقط  لكان محمد العرب في قلب صنعاء اليمن يقول يا عبد الرحمن الراشد نحن هنا !!!

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم .

 أرشد الله عبد الرحمن الراشد إلى طريق الحق , متمنيا أن يعيد النظر (فيما تجنى به على الجنوب ومقاومته الباسلة ) كرتين !!!

بقلم / صلاح ألطفي