fbpx
اليمن والمنظمات غير الحكومية كالمستجير من الرمضاء بالنار!
شارك الخبر

كتب – د.طارق مزيدة.
المنظمات الأجنبية غير الحكومية هي عبارة عن منظمات تقوم وظيفتها على توجيه وتوظيف الدعم الدولي الموجه لليمن في القطاعات المختلفة ضمن مصفوفة المسؤوليات المتبادلة المشتركة مع مجتمع المانحين التي تم الاتفاق عليها أثناء انعقاد مؤتمر الرياض للمانحين خلال الفترة 4-5/سبتمبر 2012م والاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء اليمن المنعقد في نيويورك في الـ 27 من ذات الشهر.
هناك عوامل كثيرة ساعدت في وجود هذه المنظمات وزيادة نشاطها ، منها الوضع الصعب نتيجة الحرب التي تشهدها بلادنا ، بالإضافة إلى وجود فساد كبير في مرافق الدولة المختلفة وعدم قدرة هذه المؤسسات على استغلال ذلك الدعم بحيث تقوم هذه المنظمات باستلام الدعم الدولي وتوظيفه على أرض الواقع.
جميع هذه المنظمات يوجد لها مقرات ومكاتب خارج اليمن تقوم بوضع الطرق والسياسات المختلفة لاستقطاب الدعم و البحث عن قنوات مختلفة لتوظيفه.
موازنة المشاريع المنفذة عبر هذه المنظمات
موازنه المشاريع الممنوحة عبر الدعم الدولي يتم إهدار جزء كبير منه من خلال الجوانب اللوجستية التي تشمل عمل هذه المنظمات لتغطيه النفقات الكبيرة في الجوانب التالية:
?-إيجار مكاتب خارج اليمن.
?- رواتب لموظفين يعملون في مكاتب المنظمات الرئيسية خارج اليمن.
?-إيجار مكاتب المنظمات في اليمن.
 ?- نفقات لشراء أثاث ومعدات مكتبية وورقية واتصالات.
?-إيجار سيارات ومحروقات و توابعها .
?-رواتب للموظفين الأجانب والمحللين الذين يعملون في مكاتب المنظمات في اليمن.
?- حصة كل منظمة من تنفيذ المشروع يشمل تقريبا بين 10 إلى 15 بالمائة من موازنة المشروع الذي ستقوم بتنفيذه.
?- تذاكر سفر وإيجار سكن وتكلفة إقامة للطاقم الأجنبي العامل في المشروع.
تقوم هذه المنظمات بمنح الطواقم المحلية العاملة لديها رواتب وحوافز زهيدة جدا مقارنة بالرواتب الممنوحة للطاقم الأجنبي ، على الرغم من اعتماد هذه المنظمات في تنفيذ مشاريعها على الطاقم المحلي ، كما تقوم بإنفاق جزء كبير من موازنتها في إيجار سيارات بدلاً من شراء سيارات سيعود فائدتها للجهة المستهدفة بعد إنجاز المشروع الذي قامت بتنفيذه.
إذا أمعنا النظر إلى ما تم سرده فإننا سنجد أن ما يصل من أثر إلى الواقع الملموس للمواطن اليمني من تنفيذ هذه المشاريع الممنوحة ضعيف جدا ، وما تقوم من إنفاقه هذه المنظمات إذا التزمت بتنفيذ بنود المشروع بشفافية وصدق في العمل لايتعدى?? إلى ?? بالمائة وما يتم إهداره يتعدى  60 إلى 80 بالمائة من موازنة المشاريع الإنمائية وغيرها عبر هذه المنظمات! ، وبالتالي فإن ما سيصل للشعب اليمني من إجمالي الدعم الممنوح لا يتعدى ثلثه!.
طرق وآليه عمل هذه المنظمات
يبدأ عمل هذه المنظمات من خلال الجهات الحكومية ممثلة بوزارة التخطيط والتعاون الدولي ، ومع المنظمات الحكومية الأخرى منذ تسجيلها في بلادنا ، وتلزم هذه المنظمات بتوقيع الاتفاقية الأساسية مروراً بالاتفاقيات الفرعية الخاصة بالمشروعات وما يتخلل ذلك من مفاوضات بين الجهات المستفيدة والجهات المستهدفة والتي تشمل كل جوانب المشروع من إجراءات تنفيذية والخدمات الإدارية واللوجستية وغيرها للحصول على موافقة تنفيذ المشروع.
لا يتم القيام بأي عمل أو نشاط إلا عبر موافقة من وزارة التخطيط والتعاون الدولي والجهات ذات العلاقة والاختصاص وبموافقة من الجهة المستهدفة لتنفيذ أي مشروع بعد القيام بعمل الدراسة الخاصة بهذا المشروع وتقديمها للجهة المانحة للحصول عل الموافقة بتمويل الدعم اللازم لتنفيذ المشروع والجهات الأخرى ذات العلاقة حسب ما ينص عليه القانون اليمني الذي يستوجب من المنظمات الدولية غير الحكومية الحصول على الموافقة قبل أن تقوم بأي عمل أو نشاط إلا عبر موافقة من وزارة التخطيط والتعاون الدولي والجهات ذات العلاقة والاختصاص في البلد.
آليات الرقابة
حسب لوائح وزارة التخطيط والتعاون الدولي ، تعتبر الجهة المستفيدة هي العنصر الرقابي أو المشرف على العملية وهي المسؤولة الأولى. نتيجة الوضع الراهن بسبب الحرب الدائرة وانتقال الحكومة للعاصمة المؤقتة عدن والإمكانات المادية الصعبة وعدم توفر الموازنة اللازمة لوزارة التخطيط والتعاون الدولي بإنزال فريق  للمراقبة الميدانية والإشراف على تنفيذ المشاريع يتم حالياً الاكتفاء بمراجعة التقارير المرفوعة من قبل هذه المنظمات عن سير المشاريع والنشاطات المختلفة. كما تقوم الجهات المانحة بالرقابة  والمتابعة عبر التصديق على التقارير المرفوعة من هذه المنظمات ، أي أنهم محددون بنظام معين وتصفية مع المانحين وهو الرقيب عليهم أيضا. تعمل في بلادنا مئات من المنظمات غير الحكومية عربية وأجنبية وتنقسم إلى منظمات أمريكية ومنظمات أوروبية ومنظمات عربية وإسلامية والجمعيات المحلية. معظم دعم هذه المنظمات يرتكز على مشاريع الإغاثة في ظل الوضع المأساوي في البلاد  كون المشاريع التنموية توقفت في ظل الوضع القائم في البلد نتيجة الحرب.
نطاق عمل هذه المنظمات
– منظمات تعمل في التدريب والتوعية.
– منظمات تعمل في مجال الإغاثة.
– منظمات تعمل في مجالات الصحة أو التعليم.
وغيرها من المنظمات العاملة في الجوانب الحقوقية والطفولة والمرأة.
*المصدر / الدكتور طارق مزيدة / استشاري الجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية
نائب مدير مستشفى الجمهورية النموذجية بعدن
أخبار ذات صله