fbpx
اليمن منكوب في أخلاق نخبه

منصور صالح

شاهدت مقاطع فيديو تدمي القلب ،تظهر معاناة أمهاتنا ، واخواتنا من نساء الشمال وهن يتعرضن للضرب،وأخريات مكبلات بالقيود، مايعكس بشاعة الوضع في هذه المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثي .
مثل هذه الانتهاكات و الوضع المأساوي المبكي ينبغي ان يهزا العالم الذي يتشدق بحمايته ودعمه لحقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة .
شخصياً كنت اتمنى -وهذا ماكان يجب- ان اناشد السلطة المدعية بشرعيتها لحكم اليمن ان تتحرك وتفعل شيئا لأجل هؤلاء النسوة ، على الأقل كواجب أخلاقي وانساني،لكنني أدرك انني ان فعلت هذا فكأنما انا أسخر واتعمد إهانة هذه الجماعة المغتربة المجردة من كل شيء إلاّ من ملايين تنفقها على ابواقها الإعلامية ،وطبعا اصافة إلى البطائق الممغنطة لغرف نومها في فنادق الرياض.

ما تنقله الصور والأخبار القادمة من صنعاء من انتهاكات لحقوق امهاتنا وأخواتنا العزيزات بين ضرب وسجن وتجنيد ، لا يدين الحوثي لوحده ، بل يديننا جميعاً وأولنا سلطة الوهم الشرعي ،ومنظمات حقوق الإنسان وأقلام الدفع المسبق واللاحق. يدين كل هؤلاء الذين غلت أيديهم عن فعل أي شيء عدا الارتزاق وخرست ألسنتهم عن القول الحق وتفرّغت لخلق أعداء آخرين ، لا لشيء سوى لأنهم انتصروا في وطنهم وحرروا أرضهم وحموا كرامة شعبهم.

لو أن شرعية الوهم والاستفزاز ومنظمات الدجل واقلام الارتزاق سخرت ماتبذله من جهد في استهداف الجنوب وشعب الجنوب،والمجلس الانتقالي ، واجتهدت في سبيل الانتصار للمظلومين والمهانين والمعذَّبين في مناطق الحوثي وهي المعركة الأصلية لهؤلاء لكانوا قد فعلوا الكثير ولكان الجنوب وشعبه ومجلسه مؤازراً و نصيراً لهم .

معيب ومخزي هو الموقف السياسي والإعلامي الرسمي ومن يواليه تجاه مايجري في صنعاء وغضهم الطرف عن كل ذلك ،ولو كان قتل أو حبس أو ضرب امرأة ، ومبالغتهم في استهداف أي فعل جنوبي ولو كان مجرد منشور على صفحة فيسبوك ، ولنا ان نتصور كيف لو ان مايحدث في صنعاء حدث في عدن .. ورأينا ضرب النساء بالشوارع وجرهن للسجون وتكبيلهن للقيود ياللهول ماذا عساهم فاعلين.
صبراً جميلا امهاتنا واخواتنا في صنعاء،ولا عزاء لكن فهذا قدركن ، فأنتن في بلد منكوب في أخلاق وقيم نخبه من الساسة والإعلاميين ومنظمات حقوق الانسان .