fbpx
تعليقاتي السريعة على تصريحات السفير الامريكي ماثيو تولر في عدن

*الدكتور محمدعلي السقاف

في زيارته الاولى لعدن في هذا اليوم الخميس أدلي السفير الامريكي في مؤتمر صحفي تناول فيه عدة قضايا حول موقف بلاده من الازمة اليمنية ومن تعنت الحوثيين وتهديدهم لدول الجوار بالأسلحة الثقيلة هذه النقاط التي أشار اليها نتفق بالمجمل معاه فيما أشار اليه.


ولكن تصريحه بالقول : ان حكومة بلاده ( لا تدعم ) الجماعات التي تسعي لتقسيم اليمن لان امريكا والعالم كله يدركون ان مصلحتهم تكمن في يمن موحد أمن ومستقر “.


قبل التعليق مباشرة علي مضمون هذا التصريح نشير الي انه لم يسمي موقف حكومته ضد انفصال او فك ارتباط قد يحدث في اليمن وإنما استخدم عبارة ان بلاده لا تدعم من يسعون الي تقسيم اليمن مما يعني ان هذه العبارة لا تخص الجنوب وحده .


وعدم الدعم لا يفهم بالضرورة انه ضد ما اسماه بالتقسيم ولم يدين حدوث ذلك وإنما الساعيين الي التقسيم لن يحظوا بدعم بلاده.


والملاحظة إشارته ان امريكا والعالم يدركون ان مصلحتهم تكمن في يمن موحد… والسؤال هنا وماذا عن مصلحة المعنيين مباشرة وهو شعب الجنوب..؟ هل مصالح امريكا والعالم تطغي علي مصالح شعب الجنوب وربما مصلحة التقسيم قد تكون في مصلحة الشعبين !!.


هنا من الواضح ان الموقف الامريكي عبر تصريح سعادة السفير ماثيو تولر لا يدين بشكل مطلق فكرة الانفصال او فك الارتباط
لانه كرجل مثقف خريج هارفرد يعلم ان مبادئ الرئيس الامريكي ويلسون الأربعة عشر المقدمة للكونجرس الامريكي في يناير ١٩١٨ اقرت حق الشعوب بتقرير المصير وهو المبدأ الذي ينص عليه ايضا ميثاق الامم المتحدة التي لعبت الولايات المتحدة دوراً كبيراً في صياغته.

وبالطبع هو يعلم ان حق الشعوب في تقرير مصيرها من القواعد الملزمة في القانون الدولي (jus-cogens ) والولايات المتحدة دعمت حق استعادة دول البلطيق الثلاث استقلالها من الاتحاد السوفيتي وذهبت ابعد من ذلك بان قالت لهم انكم لستم في حاجة الي الاعتراف بكم لاننا معترفين بكم قبل خمسون عاما قبل يتم ضمكم من قبل ستالين الى الاتحاد السوفيتي ؟؟.

وماذا موقف امريكا من الاتحاد اليوغسلافي… ـلم تشجع مع اورًوبا تفكك يوغسلافيا وانفصالها كدول مستقلة ؟ وتحديداً موقفها الشجاع آزاء كوسوفو حين قررت الانفصال من دولة صربيا كانت من أوائل الدول التي اعترفت بها .

هل تلك المواقف ياسعادة السفير احد أوجه ازدواجية السياسة الامريكية تحدد حسب المناطق الجغرافية ولاتخضع بالضرورة الي المبادئ والتاريخ والقانون الدولي.

واشير هنا انني دعيت مرتين للحديث عن الحراك الجنوبي في ٢٠١١ و٢٠١٢ في واشنتطتون وفي احداهما كان من بين الحضور ٣ سفراء امريكيين سابقين في اليمن.

والدكتور نبيل الخوري نائب سفير في صنعاء لم يعترض احدهم علي ورقتي بل تم نقاش موضوعي حول أسباب الحراك وحق الجنوب في استعادة دولته والوحيدة التي لم تكن موافقة علي طرحي السفيرة الجميلة والرائعة باربارا بودين ذات العلاقات الوثيقة بالمرحوم الدكتور عبد الكريم الارياني ز

المهم ياسعادة السفير… تعلمون ان الجنوب يشرف علي باب المندب وخليج عدن والمحيط الهندي وهو بحكم ماضي دولته كدولة علمانية مؤهل ولديه القدرة في محاربة عناصر القاعدة وداعش الذين في الأصل تعلم من يدعمهما في اليمن
من المؤمل ان يصل الشعبين الي حل في ترتيب مستقبلها بحرية واستقلالية متأكداً حينها انكم والمجتمع الدولي ستباركون ما يتم تقريره للمستقبل.