fbpx
الانتساب للمؤسسات العسكرية لا الانتساب لشخص القائد.. رسالة للعسكريين
شارك الخبر

بقلم/مشتاق الشعيبي

أثار انتباهي سؤال وجواب يترددان كثيرا على ألسنة العسكر المستحدثين في الجنوب وهو مادفعني لكتابة هذا الموضوع البسيط لأني صراحة أرى في الإجابة شيئا مقززا ولا يبشر ببناء جيش وطني مستقل يكون ولاؤه المطلق لله ثم للوطن الغالي وإنما يوحي بتكوين مليشيات موالية لشخصيات بعينها _والعياذ بالله_ أو دعونا نقول إنها عبارات دخيلة استمديناها من ثقافة الجيش والأمن اليمني الشمالي الموالي للقبيلة أكثر من ولائه للوطن والدولة.

ولبناء جيش وطني مخلص مستقل ينبغي على القيادة العسكرية فيه غرس القيم الوطنية السامية كحب الوطن والاستماته في الدفاع عنه والانتماء إليه وإلى مرافقه ومؤسساته العسكري والأمنية والمدنية المختلفة لا الانتماء إلى شخص القائد بعينه مهما بلغت مكانته أو دوره النضالي أو حجم قبيلته أو منصبه القيادي لأن ذلك سيعود سلبا على الوطن في المراحل القادمة وسيكرس ثقافة المناطقية إن لم نتنبه له من الآن.

عندما يمر جندي من منتسبي اللواء الأول مشاة على سبيل المثال ومعه سلاحه الشخصي وجعبته من نقطه عسكرية في الخط الرابط بين عدن والضالع أو بين عدن وأبين أو بين أي محافظتين في الجنوب فإن الجندي الواقف بالنقطة وأول ماتقع عينه على السلاح يبادر بالسؤال: الأخ تبع من ؟
أنا شخصيا مش مطمئن لهذا السؤال أبدا لكن طالما وقد صدر ينبغي على الجندي المستجوب أن يبادر بالإجابة ويقول أنا تبع اللواء الأول مشاة لكن وللأسف الشديد تجده يرد بالقول أنا تبع “أبو فلان” وبعدين يطلب منه بطاقته العسكرية.

لذلك كان على الجندي صاحب النقطة لحظة رؤيته السلاح مباشرة طلب البطاقة العسكرية فقط والبطاقة العسكرية بحد ذاتها كفيلة بأن تكشف له هذا الجندي يتبع أي وحدة عسكرية أو أمنية وانتهى الأمر وكان على الجندي الراكب أن يحسن الإجابة على السؤال وينتسب إلى لوائه العسكري لا إلى “أبو فلان” لأن اللواء العسكري ليس ملكا للقائد “أبو فلان” .

وتبقى رسالتي لكم أيها الأخوة المجندون في المؤسستين العسكرية والأمنية هي انتسابكم إلى جهات عملكم فحسب انتسبوا إلى ألويتكم انتسبوا إلى مؤسساتكم انتسبوا إلى مرافق عملكم ومنشآتكم ولا تنتسبوا إلى أشخاص مهما بلغت مكانتهم في قلوبكم عودوا أنفسكم على خدمة وطنكم وحب الانتماء إليه والانتساب إلى مؤسساته ولا ترضوا لأنفسكم أن تكونوا إمعات وتنتسبوا لأشخاص بعينهم لأن هؤلاء الأشخاص سيرحلون يوما ما أو ربما تتفاجؤون بتحول مواقفهم الوطنية بعكس طموحاتكم لاقدر الله وستضعون أنفسكم في مأزق محرج لكن الوطن لايتحول ولايتبدل ومؤسساته ثابتة بثبوته.

ولذلك قل أنا من منتسبي إدارة أمن عدن ولاتقل أنا تبع شلال.
قل أنا من منتسبي اللواء الأول دعم وإسناد ولا تقل أنا تبع أبو اليمامة.
قل أنا من منتسبي قوات حماية المطار ولا تقل أنا تبع الشيخ محمد الخيلي
وقل أنا من منتسبي وزارة الداخلية ولا تقل أنا تبع الميسري.
قل أنا من منتسبي ألوية العمالقة ولاتقل أنا تبع هيثم قاسم.
وقل أنا من منتسبي اللواء الأول صاعقة ولاتقل أنا تبع أبو قاسم الصولاني.
ولايعني ذلك الاستنقاص من حق القادة لا وألف لا ولكن حبا بالوطن وشوقا لإعادة بناء مؤسساته.

فهكذا أيها الأبطال تعلموا ثقافة الانتماء للوطن والانتساب إلى مؤسساتكم العسكرية والوطنية فإن ذلك جزء من إعادة بنائها وشرط أساس للتخلص من العنصرية والتبعية التي جنيناها من ثقاقة مشائخ القبائل في الشمال.

أخبار ذات صله