fbpx
من أدخل الحوثيين إلى صنعاء يا حلفاء قطر؟

صالح ابو عوذل

خرج تنظيم الإخوان في اليمن والممول من دولة قطر المتمردة على جيرانها، بخطاب حرب ضد الجنوب والجنوبيين، واصفا الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي الجنوبي بـ”القوى الانتهازية والبدائية”، محاولا نفي عمالته كتنظيم لإيران والحوثيين وتزويدهم بالأسلحة والطائرات المسيرة ووقود الصواريخ، وقبل ذلك تمكينهم من صنعاء، بدعوى انهم شركاء وطنيون في “انتفاضة 11 فبراير” التي حولها حلفاء قطر لانتكاسة مكنت حلفاء ايران من كل اليمن.
ليس جديدا، خطاب كهذا من حزب لم يعرف عنه الا كل ما هو عنف وإرهاب وتهديد ووعيد، فهو التنظيم الذي لم يخجل قادته عن ترديد فتاوى التكفير التي اعتلى قادة التنظيم منابر المساجد لتكفير الناس والطعن في اسلامهم وتكفيرهم لمجرد انهم أرادوا الخلاص.

الخطاب الاخواني الجديد والمنشور في الموقع الرسمي “الإصلاح نت”، جاء ردا على ما اسماها اتهامات للحزب بعرقلة الحرب ضد الحوثيين، وهي بكل تأكيد ليست اتهامات جنوبية فحسب، ولكنها أيضا اتهامات من ساسة كبار في التحالف العربي والسعودية تحديداً، فهل هؤلاء الذين كشفوا دور تنظيم اخوان اليمن في تمويل الحوثيين بالأسلحة والطائرات المسيرة ووقود الصواريخ بتراخيص من “مطار مأرب العسكري”، أعضاء في الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي الجنوبي.

هل من كشف عملية اغتيال الضابط المأربي ضيف الله السوادي في سجن الشرطة العسكرية تحت التعذيب لمجرد انه رفض توصيل شحنة أسلحة ونواظير لليلية للحوثيين؟، من قوى الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي الجنوبي، او بمعنى أدق هل هم جنوبيون؟ حتى يكون الخطاب بهذه اللغة.
هل الإعلامي اليمني والمذيع في قناة الشرعية صالح بن عامر البخيتي الذي فضح من هو الممول الحوثي، ينتمي الى الجنوب، وهل هو من القوى الجنوبية البدائية؟؛ كما يصفها خطاب الحزب.. لست مخولا بالدفاع عن احد الا عن الجنوب والقوى الجنوبية التي أنتمي إليها.

وعلى وصف قناة الجزيرة القطرية “لكن ما الحيلة والكذب يقود إلى الكذب”، فقد زعم حزب الإصلاح انه من تصدى للحوثيين وانه هو قاتلهم، مجردا الجنوبيين من دورهم في تحرير بلادهم.
“لكن ما الحيلة والكذب يقود إلى الكذب”، أليس حزب الإصلاح الإخواني هو من سارع قادته عقب تسليم عمران إلى صعدة للقاء زعيم حركة التمرد الحوثية وفتح ما اسماه اعلام الحزب بـ”صفحة جديدة”، مع التنظيم الذي اعترف مكتب زعيمه الديني عبدالمجيد الزنداني بأنه الحزب أوقف 50 ألف مقاتل من الذهاب لقتال الحوثيين ومنعهم من التقدم صوب صنعاء، بل وتم إيقاف قوات الفرقة الأولى مدرع التي تمتلك في قوامها عشرات الأولية العسكرية من إيقاف سيطرة الحوثيين إلى صنعاء، بعد ان فر زعيمها المحسوب أيضا على الإخوان في ملابس “حرم السفير السعودي”.

“لكن ما الحيلة والكذب يقود إلى الكذب يا حلفاء الدوحة”، أليس الإصلاح هو الحزب السياسي الذي كان يحاور الحوثيين في فندق موفنبيك بصنعاء، في حين كان جحافل مليشيات إيران تحاصر الرئيس عبدربه منصور هادي في منزله، لكن ما الحيلة والكذب يقود إلى الكذب، فمن “زعم ان الإصلاح القوة الوحيدة التي عرقلت الانقلاب في بدايته”، بل الحقيقة ان الإصلاح القوة الوحيدة التي مكنت الحوثيين دون قتال من صنعاء، ونصبت لهم الخيام في ساحة التغيير، بل ان الإصلاح وأموال قطر التي جعلت من الحوثيين قوة سياسية، شاركت في مؤتمر الحوار اليمني؟، هل من جعل الحوثيين قوة سياسية في اليمن في حين انهم متمردون وخارجون عن النظام والقانون؟ هل هو المجلس الانتقالي الجنوبي؟.
من افترش الأرض امام اقدام عبدالملك الحوثي، يقدم له الولاء والطاعة، وخرجت قناة سهيل بخطاب “طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، كانت كفيلة بفتح اليمن امام مليشيات الحوثي لتعيث فيه قتلا وتنكيلا، وكان مصير من رفض من قيادات واعضاء تنظيم الإخوان لهذا التحالف، السجن كما حصل محمد قحطان الذي قال عنه حميد الأحمر انه متمرد على توجهات الحزب في حديث بث على نطاق واسع مع جمال بن عمر.
قال حميد الأحمر مخاطبا جمال بنعمر “لدينا في الحزب شخص متمرد اسمه محمد قحطان”، وكان حينها زعيم الإخوان يتحدث مع جمال بن عمر عن لقاء زعيم الحزب محمد اليدومي وزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، وقد رفض قحطان مخرجات اللقاء لينتهي به المطاف في السجن، ويعرف نشطاء الاخوان التفاصيل الخفية التي قادت قحطان الى سجن سري لا احد يعرف عنه أي شيء.
وكما تقول الجزيرة عن حلفاء الدوحة “لكن ما الحيلة والكذب يقود إلى الكذب”، يقول الإصلاح في بيانه “الإصلاح كحزب سياسي مدني، فإنه لا يمتلك جيوشا وأسلحة دولة، ولا يوجد تحت تصرفه إمكانيات مادية بحجم إمكانيات دولة تخوله لشراء أسلحة حديثة ونوعية والحشد للتجنيد”، لكنه في ذات البيان يناقض ذلك بجملة من المزاعم من ابرزها “تحرير الجنوب ومنع الحوثيين من التوغل صوب عدن”، في تناقض غريب ومضحك، فقد تحدث عن ما مقاومة الحوثيين في تعز وإب والبيضاء، في حين ان الصور التي وثقت حينها للحوثيين ان هناك من قام بنقل المقاتلين على سيارات مدنية وايصالهم الى مشارف الجنوب.
يقول الحزب في بيانه “وإذا كان قادة المجلس الانتقالي الجنوبي والإعلام التابع لهم أبرز من يتهمون تجمع الإصلاح بعرقلة الحسم العسكري ضد الانقلاب، فإنهم -في الواقع- يدركون أكثر من غيرهم أن الإصلاح هو من عرقل نجاح الانقلاب منذ بدايته”؛ فين تمت عرقلت الانقلاب الحوثي، فأي عرقلة يتحدث عنها حلفاء الدوحة، وهم من اخرج الحوثيين من كهوف مران واتوا بهم الى وسط ساحة الجامعة، من عرقل الانقلاب وقوات الفرقة الأولى مدرع لم تطلق طلقة رصاص واحدة صوب الحوثيين.
ينفي الإصلاح وبكل بجاحة انه لا يتحكم في السلطة الشرعية لليمن، في حين ان الجميع يعرف انه لم يعد احد يعارض الحزب في داخل الحكومة الشرعية، والدليل ما تعرض له وكيل وزارة الاعلام الأستاذ أيمن محمد ناصر الذي اقيل لسبب انه تحدث عن المؤامرات التي يحيكها التنظيم ضد الجنوبيين.
من يتحكم في الحكومة الشرعية غير علي محسن الأحمر الرئيس الفعلي وعبدالله العليمي الذي لا يصدر قرار جمهوري الا بموافقته وقد رفضت عشرات القرارات والتوصيات لسبب ان أصحابها “كتبوا تغريدات على تويتر عن العليمي”.
“لكن ما الحيلة والكذب يقود إلى الكذب”، يقول الإصلاح “إن المقاومة الشعبية التي شكلها الإصلاح في بداية الانقلاب هي من أعاق الوصول السهل لمليشيات الحوثيين إلى مدينة عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية، بفعل معارك إب (يريم والرضمة) ومعارك تعز والبيضاء، وقبلها معارك حجة وعمران والجوف”؛ طالما وهو من فعل كل ذلك، لماذا فشل الحزب في تأمين بلدة صرواح او اخراج الحوثيين منها على اقل تقدير.
يخاطب بيان حزب الإصلاح قادة المجلس الانتقالي الجنوبي قائلا “هل يدركون أن الإصلاح كان له الدور الأكبر في تحرير عدن”، لكن الحقيقة ان لا دور للإصلاح في معركة تحرير عدن الا بنهب المعونات الاغاثية التي جرى تخزينها في مستودعات قبل ان تظهر في سوق السيلة للبيع على المواطنيين.
ونعود لتكرار وصف قناة الجزيرة القطرية “لكن ما الحيلة والكذب يقول إلى الكذب”، فالتنظيم الذي يقول انه قوة سياسية لا تمتلك جيشا ولا إمكانيات دولة، يتحدث دون خجل عن انه “يعيق تقدم الحوثيين اليوم نحو الجنوب في محافظتي مأرب وتعز وأطراف محافظتي الضالع وإب، ولولا ذلك لكانت المعارك الآن تدور في عدة محافظات جنوبية”؛ فكيف بهذا الحزب الذي أدمن قادته الكذب والنفاق وكأن ذلك من ابجدياته، فمن سلم السلاح والمواقع للحوثيين في شمال الضالع، ومن فرح بتوغل الحوثيين صوب الضالع الجنوبية، أليس هو التنظيم الذي سخر ناشطوه صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للنيل من الضالع ومن الجنوب، أليس هو الحزب الذي روج ناشطون لاستراتيجية “دقوا الضالع ويافع لكي تطبقوا مشروع دولة اليمن الاتحادية”.
ويكفي..