fbpx
مؤشرات وكواليس التسوية السياسية لحرب اليمن( ٣)

 

كتب – العميد الركن ثابت حسين صالح.
في الحلقتين السابقتين تناولنا المسار السياسي والدبلوماسي الأمريكي الأوروبي العماني باتجاه الوصول إلى تسوية ترضي السعودية بضمانات حوثية ومشتركة…
وكنت قد وعدت أن أكرس الحلقة هذه (الثالثة) للمسار الجنوبي…لكني رأيت أن أبدأ هذا المسار الأهم بالتمهيد التالي:
الشعارات والأهداف المعلنة لحرب ٢٠١٥م كانت غير الحقيقية.
الحوثيون تحركوا في سبتمبر ٢٠١٤م تحت شعار إسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة (حكومة باسندوة) لكن الأهداف الحقيقية كانت غير ذلك : السيطرة على صنعاء والانقلاب على مخرجات الحوار الوطني وبالتالي الانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب هادي.
في مارس ٢٠١٥ حشد الحوثيون قواتهم باتجاه الجنوب ومروا عبر محافظات تعز واب والبيضاء ومارب وكأنهم في رحلة ترفيهية…وعبر ابين ولحج وصلوا إلى عدن وكان الجيش اليمني الموالي للرئيس صالح في استقبالهم وتحت تصرفهم.
كان الهدف المعلن من هذا التحرك (الغزو الثاني الجنوب) إلقاء القبض على ما أسموه “الفار هادي” ، وعندما تفاجأوا بهروب الرئيس هادي من عدن ومن ثم إلى الرياض عبر عمان…غير الحوثيون هدفهم المعلن إلى القضاء على الدواعش (الطواعش) لكنهم في حقيقة الأمر لم يقتلون أو يعتقلون داعشيا واحدا أثناء حربهم تلك ، بل على العكس تعايشت مع وجودهم تلك الجماعات وكانوا سمنا على عسل ولم يسجل اي نشاط لهذه الجماعات الإرهابية الا بعد هروب الحوثيين من الجنوب.
المهم أن الهدف الحقيقي لغزوة الحوثيين للجنوب لم تختلف كثيرا عن غزوة ١٩٩٤م وبالتحديد القضاء على الحراك الجنوبي الذي كان قد قض مضاجع صنعاء ووصل صوته عاليا واضحا اليها والى الخارج.
التحالف العربي بقيادة السعودية أطلق عاصفة الحزم بأهداف معلنة منها استعادة الشرعية إلى صنعاء والقضاء على الانقلاب الحوثي لكن الهدف الحقيقي كان القضاء على الخطر الإيراني المهدد للامن السعودي خاصة والخليجي عامة.
صور الإعلام الحرب على أنها حرب بين الشرعية والانقلابيين …اما الحقيقة فقد كانت متعددة الأوجه لكن أساسها وجوهرها شمال وجنوب.
في الحلقة القادمة ان شاء الله، سنركز على تطورات الوضع الجنوبي من الناحيتين السياسية والدبلوماسية.