fbpx
(( عندما يَنبري الصّناديد للغاياتِ النبيلة .. ))
شارك الخبر

بقلم – علي ثابت القضيبي
  ١// غمرتني طمأنينة بالغة بعد قراءتي  لما سطرهُ قلم د . ناصر الخبجي بعنوان 🙁 إتفاق الرياض هو عاصفة سلام والجنوب يحقق تقدماً سياسياً كبيراً ) وهذا نشرته صحيفتنا الغرّاء 4مايو الصّادرة في ٦ نوفمبر الفارط ، ومن قراءتي  للموضوع بتأني ومراراً ، لأنني أحسستُ أن هذا التناول هو قراءة وخلاصة لأيام المفاوضات وحيثياتها وماترتّب عليها ايضاً ، ومنه أيقنتُ أننا إزاء قيادة جنوبية تتحلّى بممكنات سياسية لايُستهان بها ، كما ويمكنها التعاطي مع معطيات الواقع من ناحيةٍ ، ومن ناحية أخرى لاتتزحزح أو تفرط في مقتضيات ومطالب قضيتنا الجنوبية العادلة والمشروعة مطلقاً ..
  ٢// خلال أيام مفاوضات جده ، وهي جاءت أثر أحداث عسكرية عاصفة ، فقد كان شارعنا الجنوبي مُحتقناً ومُتخماً بالتأويلات والتوقعات لما يجري في هذه المفاوضات ، أو لِما يمكن أن تتمخّض عنه ايضا ، وهذا لأنّ جنوبنا قد فاض به الكيل من شرور ومساوئ الإرتباط بهذه الوحدة السيئة الصيت ، وطبيعي أنّ ثمة بونٍ شاسعٍ بين مايدور في عقول الساسة والقادة ، وايضا ماتفرضهُ عليهم معطيات وإشتراطات الوقائع السياسية وإرتباطاتها بالإقليم والعالم و .. و .. وبين مايصبو اليه العوام والذي يتلخّص في : ( خلصونا مما نحنُ فيه ) وحسب .
  ٣// إنّ مُهمة فرض السلام والحفاظ عليه ، وايضاً التعاطي بحنكةٍ مع مقتضيات مُهمةٍ نبيلة ونوعية كهذه ، وخصوصاً فيما إذا كان الخصمُ من نوعيةٍ نقيضةٍ لهذه الغاية ، أو من نوعيةٍ أوغلت في العبث والنهب للثروات العامة ، وأوغلت ايضاً في تخليقِ وتبني كياناتٍ إرهابية إجرامية للحفاظ على مصالحها ، كما وهي على إستعدادٍ لإشعال فتيل الإحتراب لمجرد الإقتراب أو المساس بهذه المصالح ، فنجاح قيادتنا في الحفاظ على مقتضيات السلام ، وفي الوقت عينه فضح الٱخر وأمام الملاء يُعَدٌ نصراً نوعياً وبإمتياز ايضاً ، وما بالنا والوسطاء يتكفّلون بلجمِ جموح قوى النهب أو محاولات تكرار التّعدي على جنوبنا ! مع أن جنوبنا اليوم غير جنوب الأمس وبكثيرٍ ايضاً ..
  ٤// في حديث الدكتور الخبجي هذا عن مفاوضات جده ، فقد أشار الى تحديد الأولويات المُتمخضة عن هذه المفاوضات ، ومنها البدءُ بمعالجة القضايا الداخلية ووضع الحلول لها ، وفي مقدمتها قضيتنا وتحقيق تطلعاتنا وحقنا في الإستقلال وإستعادة دولتنا ، ناهيك عن مكافحة الفساد والإرهاب بكل أشكاله ، والأهم في تصحيح ومعالجة الإختلالات والأوضاع التي تمسٌ المواطن في المحافظات المحررة ، وإيقاف الإختراقات والعبث داخل الحكومة .. كل هذه من المسائل التي تستحقٌ تأملها طويلاً ولاشك .
  ٥// مفاوضات جده أفرزت ملمحاً مُضافاً الى رصيد قيادتنا السياسية ، فإلى جانب الإناءة والصّبر الذي تحلّت به هذه القيادة في هذه المفاوضات ، كانت الحنكة السياسية معياراً مُتفرداً توشّحت بهِ وهي تتعاطىٰ مع مُفردات قضايا محورية طُرِحت على الطّاولة ، وإستطاعت بذلك أن تَخلص الى هذه النتائج ، والأهمّ في تعرية الٱخر أمام الملاء وتجريدهِ من لبوسه الزّائف .. ولذلك جاءت نتائج المفاوضات مُعبرةً وبصراحةٍ عن ضرورة التخلص من العبث والفساد في الحكومة ، وعن ضرورة مكافحة الإرهاب ، والمجئ بحكومة نوعيةٍ ، وكل هذا له خلفياته ودلالاته العميقة ولاشك .
  ٦// لقد أتقن طاقمنا القيادي المفاوض دوره كلاعبٍ سياسي ماهرٌ وثقيل لايُستهان به ، وقضيتنا الجنوبية اليوم تخرج الى فضاءاتٍ رحبة – ٩٢ فضائيه تناولت المفاوضات – وهذا ليس بالشئ القليل مقارنة بمعطيات اللحظة .. كما وكان من اللطيف والواقعي إعتراف قيادتنا السياسية بالدور المحوري الذي إضطلعت به المملكة وعائلها ووليٌ عهدها في شأننا اليمني والعربي عموماً ، كما والغدُ يحفل بالكثير والكثير ولاشك .. أليس كذلك ؟!
     ✍ علي ثابت القضيبي
    الخيسه / البريقه / عدن .
أخبار ذات صله