fbpx
فلول التشدد تهدد مسار الانفتاح والإصلاح بالسعودية
شارك الخبر

يافع نيوز – صحف:

أظهر هجوم بسكّين على أعضاء فرقة مسرحية أثناء أدائهم عرضا في العاصمة السعودية الرياض، مجدّدا، وجود فلول للتشدّد وممانعة عملية الإصلاح والانفتاح التي يقودها ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان.

وذكر التلفزيون الرسمي السعودي أن رجلا طعن ثلاثة أعضاء في فرقة مسرحية بسكين خلال عرض حي، في الرياض الاثنين، قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه، مضيفا أن الضحايا في حالة مستقرة.

وتطمح السعودية إلى تنفيذ برنامج إصلاحي لا يقتصر على الاقتصاد، بل يمتدّ إلى الجوانب الاجتماعية والثقافية وحتّى الدينية.

ورزحت المملكة خلال عشريات ماضية تحت نير منظور متشدّد للدين تحرسه شخصيات دينية منغلقة لكن لها سطوة اجتماعية وسياسية لافتة.

ومثّل تقليص صلاحيات الشرطة الدينية المعروفة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إحدى أكثر الخطوات السعودية جرأة في كفّ يد المتشدّدين عن المجتمع.

ورغم ما تحظى به عملية الإصلاح والانفتاح من دعم سياسي قوّي، فإنّ طريقها لن تكون سالكة وخالية من العوائق في كلّ الأحيان، وذلك بالنظر إلى تغلغل المنظور القديم داخل شرائح من المجتمع.

وخفف ولي العهد السعودي قيودا اجتماعية وشجع الترفيه الذي كان محظورا في المملكة المحافظة، مما يجازف برد قوي من منتقدين دينيين.

وتعبيرا عن الإصرار على تمرير برنامجه الإصلاحي، توعّد الأمير محمّد بن سلمان بتدمير “المتطرفين اليوم وفورا”، وعدم إضاعة ثلاثين سنة أخرى، قائلا “نريد أن نعيش حياة طبيعية، حياة تترجم ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم ونساهم في تنمية وطننا”.

ووقع حادث الطعن في حديقة الملك عبدالله بوسط الرياض، وهي واحدة من عدة مقار تستضيف “موسم الرياض” الذي يستمر شهرين ويأتي في إطار مساعي الحكومة التي تستهدف انفتاح المجتمع السعودي وتنويع اقتصاده بعيدا عن النفط.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن المهاجم يمني الجنسية يبلغ من العمر 33 عاما، وأضافت أنّ الضحايا، وهم رجلان وامرأة، تعرضوا لجروح سطحية وحالتهم الصحية مستقرة ويلقون العناية الطبية اللازمة.

وظهر في تسجيل مصور بثته قناة الإخبارية السعودية على موقعها على تويتر رجلا يرتدي زيا عاديا يعدو مسرعا على خشبة المسرح نحو مجموعة من أعضاء الفرقة المسرحية ثم يسقط على الأرض بينما يطارده شخص آخر.

وظهر في تسجيل مصور آخر على الإنترنت من زاوية أخرى المهاجم وهو يسقط على المسرح بينما يلوذ أعضاء الفرقة بالفرار.

وجاء على الموقع الإلكتروني لموسم الرياض أن الفعاليات الفنية في الحديقة تشمل عروضا حية وموسيقية وتركيبات ضوئية وتسلق الجدار وغيرها.

وتعدّدت خلال السنتين الماضيتين الفعاليات الثقافية في السعودية بشكل لافت، واتّخذ بعضها طابعا “جريئا” قياسا بالطبيعة المحافظة للمجتمع السعودي، غير أنّ الانتقادات لتلك الفعاليات، والهجوم عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من وجهة نظر دينية وأخلاقية، أظهرت أنّ البلد لا يخلو من مراكز تشدّد وممانعة للتطوّر والانفتاح، ما سيتطلّب المزيد من العمل الفكري والتربوي الجاد والمثابر لتفكيك تلك المراكز، فضلا عن الجهد الأمني الضروري لمواجهة التشدّد والإرهاب.

أخبار ذات صله