fbpx
صحيفة.. دول الخليج تريد من الوساطة العمانية أفعالا إيرانية بدل الكلام المعسول
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب:

أكّدت مصادر خليجية أن الوساطة التي تقوم بها سلطنة عُمان بين إيران من جهة ودول مجلس التعاون، على رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى، مرشحة للفشل في غياب توافر شروط معيّنة.

وأوضحت أنّ في مقدّم هذه الشروط إقدام “الجمهورية الإسلامية” في إيران على أفعال تثبت أنّها جادة في فتح حوار في العمق مع السعودية والإمارات بدل الكلام المعسول عن حماية أمن المنطقة عن طريق دولها بعيدا عن القوى الأجنبية وذلك في محاولة واضحة لكسب الوقت.

وأشارت إلى أنّ هناك أمكنة عدّة تستطيع إيران أن تثبت فيها أنّها مستعدة للانتقال من الكلام الجميل إلى الأفعال الملموسة.

وقالت المصادر نفسها إنّ اليمن، حيث لدى إيران الميليشيات الحوثية المسمّاة “أنصارالله” التي تأتمر بأوامرها، يأتي في مقدّم هذه الأماكن التي تستطيع فيها إيران إظهار حسن نيتها ورغبتها في فتح صفحة جديدة مع دول الخليج العربية.

وأرسلت سلطنة عمان في الفترة السابقة مجموعة من الرسائل السياسية بشأن التوسّط بين دول الخليج وإيران.

وتجسّ مسقط نبض الخليجيين في أي مبادرة أو تحرك للتخفيف عن إيران وإيجاد حل لأزمة طهران المتنامية في المنطقة.

وتأتي زيارة نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان المكلف بالملف اليمني إلى سلطنة عمان ولقائه بالسلطان قابوس بن سعيد في أعقاب اتفاق أنهى صراعا على السلطة في جنوب اليمن.

وكان مجلس الوزراء السعودي الذي انعقد، الاثنين الماضي، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أكّد على أهمّية اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي كخطوة على طريق تثبيت الاستقرار في اليمن.

وفي ما اعتبرته المصادر الخليجية تمسّكا سعوديا بموقف حذر من التصرفات الإيرانية، قال البيان السعودي إن مجلس الوزراء عرض تطورات الأحداث ومستجداتها في المنطقة والعالم وأشار إلى “ما أكدته المملكة العربية السعودية من دعم وتقدير لجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واستنكارها لاستمرار إيران بالخداع والمراوغة وتأخرها في توفير المعلومات المطلوبة منها للوكالة عن برنامجها النووي، وضرورة مطالبتها بالتعاون الكامل، واحترام حصانات مفتشي الوكالة وامتيازاتهم”.

وحمل بيان مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، رسالة قوية إلى إيران، في خطوة قال مراقبون إن الهدف منها ألا تفهم طهران أن رغبة المملكة في البحث عن حل شامل للملف اليمني وفق تفاهمات مشروطة، تنم عن ضعف.

ويرى متابعون للشأن الخليجي أن الموقف السعودي يحمل رسائل متعددة لإيران والمجتمع الدولي، وأولها أنه إذا لم يتم ضبط أنشطة طهران النووية وسعيها المحموم نحو تطوير برنامجها، فإن المملكة ستكون في حل من أي التزام وستعمل بدورها على تأمين أمنها القومي من خلال برنامج يكون قادرا على منافسة البرنامج الإيراني.

وإذا فشلت الوكالة الدولية في التحكم في الجموح الإيراني، فإن ذلك سيفتح المنطقة على سباق لا يتوقف إلى التسلح، لن يقف عند السعودية وإيران.

ولفت المتابعون إلى أن التصريح السعودي القوي يهدف إلى التأكيد على أن لا وجود لنوايا سعودية في فتح قنوات حوار مع إيران مثلما انساقت إلى ذلك وسائل إعلام محسوبة على إيران انطلاقا من تحركات الرياض لصياغة تفاهمات يمنية-يمنية تفضي إلى حل سياسي شامل يشمل الحوثيين أيضا.

ويعتقد هؤلاء أن فتح قنوات سعودية مع الحوثيين لا يمكن أن يخرج من دائرة مساعيها لإغلاق الملف اليمني عبر حوار بات يمثل رغبة واسعة داخل اليمن قبل أن يكون حاجة سعودية.

ولجأ مسؤولون إيرانيون في المدة الأخيرة إلى إطلاق تصريحات تغازل دول الخليج، وتسوق لمبادرة حوار إيرانية ليس فيها من محتوى سوى هدف إذابة الجليد مع دول مجلس التعاون، وخاصة السعودية، التي تنظر إلى المحاولة الإيرانية على أنها مناورة ظرفية لتلافي الضغوط الدولية، وخاصة في ظل إصرار واشنطن على فرض المزيد من العقوبات على طهران.

وعرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بداية الشهر الجاري وفي مؤتمر بالدوحة، ما أسماه “مبادرة هرمز للسلام”، التي قوبلت ببرود خليجي.

وأوضح أنّ المبادرة تقوم على ثلاثة مبادئ رئيسية، هي: عدم التدخل في شؤون الغير، وعدم الاعتداء، والالتزام بأمن الطاقة. وتلخّص هذه المبادئ مجمل المطالب التي تطرحها دول الخليج على إيران لإقامة علاقات طبيعية معها، دون أن تقوم طهران بأي خطوات عملية لتجسيدها على أرض الواقع ما يفسّر الريبة الخليجية الدائمة من الدعوات الإيرانية المتكرّرة للحوار.

ويعرف الخليجيون أن تغير لهجة إيران باتجاه دول الخليج، ومغازلة بعضها مثل الإمارات، ناجم عن حالة ضعف وشعور بالعزلة الناجمة عن مخلفات استهداف أمن الملاحة في الخليج واستهداف ناقلات النفط.

وزادت الأمور تعقيدا بالنسبة إلى إيران بعد موجة الاحتجاجات في العراق ولبنان، والتي باتت تهدد مكاسب طهران والميليشيات الموالية لها وسط تخوف من أن تنتقل تلك الاحتجاجات إلى مدن إيرانية مختلفة سبق أن عاشت موجة من التظاهرات والمواجهات مع الأجهزة الأمنية والميليشيات التابعة للحرس الثوري أواخر 2017 وبداية 2018.

وتعيش إيران وضعا صعبا، وهو ما اعترف به الرئيس حسن روحاني، أمس، حين قال إن بلاده تعيش أصعب أيامها منذ اندلاع الثورة عام 1979.

وأضاف في كلمة له خلال لقائه مسؤولين من ولاية كرمان جنوبي البلاد، أن إيران لم تواجه سابقا صعوبات في بيع البترول وتحرك ناقلات النفط، كالتي تواجهها حاليا، وأنها تمر الآن بظروف غير طبيعية.

أخبار ذات صله