fbpx
الإمارات والسعودية.. علاقات استراتيجية ومواقف موحدة في مواجهة التحديات
شارك الخبر

يافع نيوز – وام

تستند العلاقات الأخوية بين الإمارات والمملكة العربية السعودية إلى أسس راسخة من التاريخ المشترك والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، وتصب في دعم المصالح المشتركة وتعزيزها.

وتمثل علاقات البلدين الثنائية التي ارتقت الى مستوى الشراكة الاستراتيجية ركناً أساسياً من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج والأمن القومي العربي، إضافة إلى منظومة الأمن والاستقرار بالمنطقة كلها.

ويحظى البلدين بمكانة عالمية مرموقة بفعل ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف والتعصب والإرهاب والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.

وشهدت العلاقات بين دولة الامارات والمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تطوراً هائلاً وتقدماً كبيراً في جميع المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية وذلك بدعم وتوجيه القيادة الرشيدة في كلا البلدين الشقيقين.

ويرجع الفضل في تأسيس العلاقات المتينة ما بين البلدين إلى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود “طيب الله ثراهما”، اللذين حرصا على نهج التنسيق والتعاون المستمر بين البلدين، وقد استمرت هذه العلاقات في تميزها بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة.

وحققت العلاقات الثنائية نقلة نوعية تمثلت في حرص القيادة في كلا البلدين الشقيقين على مأسسة هذه العلاقات من خلال تأسيس لجنة عليا مشتركة في مايو 2014 برئاسة وزيري الخارجية في البلدين.. وقد عملت هذه اللجنة على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمنا واستقرارا لمواجهة التحديات في المنطقة وذلك في إطار كيان قوي متماسك بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.

وفي نفس الشهر من عام 2016 وقع البلدان على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما يهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة، حيث نصت الاتفاقية على أن يجتمع المجلس بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين.

وفي ترجمة سريعة لنتائج إنشاء المجلس التنسيقي جاء انعقاد “خلوة العزم” التي التأمت على مرحلتين الأولى في 21 فبراير 2017 بأبوظبي بمشاركة أكثر من 150 مسؤولاً حكومياً وعدد من الخبراء في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في البلدين والتي بحثت سبل تفعيل بنود الاتفاقية الموقعة بينهما بإنشاء المجلس، ووضع خارطة طريق له على المدى الطويل ليكون النموذج الأمثل للتعاون والتكامل بين الدول، ولتعكس حرص البلدين على توطيد العلاقات الأخوية بينهما والرغبة في تكثيف التعاون الثنائي عبر التشاور والتنسيق المستمر في المجالات ذات الأولوية .

وانعقدت المرحلة الثانية من “خلوة العزم” في 13 إبريل 2017 بالرياض وناقشت آليات تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية وذلك من خلال عدد من المواضيع أهمها البنية التحتية والإسكان، والشراكات الخارجية، والإنتاج والصناعة، والزراعة والمياه، والخدمات والأسواق المالية، والقطاع اللوجستي والنفط والغاز والبتروكيماويات والشباب والتطوير الحكومي والخدمات الحكومية وريادة الأعمال والسياحة والطاقة المتجددة، والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة.

وفي يونيو 2018 رفعت الإمارات والمملكة العربية السعودية مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مراحل غير مسبوقة اشتملت على رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً ضمن “استراتيجية العزم” التي عمل عليها 350 مسؤولا من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية.

اقتصاديا.. تمتلك الإمارات والسعودية أكبر اقتصادين عربيين كما أنهما يعدان من أهم الدول الـ 10 المُصدرة عالميا بإجمالي قيمة صادرات من السلع والخدمات تقترب من 750 مليار دولار في عام 2018.. في حين استحوذ البلدين معا على ثلثي الصادرات العربية من السلع غير النفطية إلى العالم خلال 2018 واحتلا المركز الـ 6 عالميا من حيث الصادرات السلعية إجمالا.

وتعتبر الإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين للسعودية على صعيد المنطقة العربية بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين العام الماضي 107.4 مليار درهم بنمو 35% عن عام 2017 البالغ 79.2 مليار درهم ما يعكس قوة الشراكة الاستراتيجية ووحدة الرؤى بين البلدين الشقيقين في المجالات التنموية كافة.

وتبلغ قيمة الاستثمارات الإماراتية في المملكة العربية السعودية ما يزيد عن 34 مليار درهم تعكس نشاط ما يقارب 122 مشروعا استثماريا لنحو 65 شركة ومجموعة استثمارية، فيما تجاوز رصيد الاستثمارات السعودية المباشرة في دولة الإمارات حاجز الـ16 مليار درهم في ظل وجود 4004 علامات تجارية سعودية مسجلة في الإمارات و73 وكالة تجارية و26 شركة.

وفي المجال السياحي، جاء السوق السعودي في المرتبة الثانية ضمن أهم الأسواق السياحية للإمارات لعام 2018 وذلك فيما يخص عدد نزلاء المنشآت الفندقية من خارج الدولة بـ 2 مليون نزيل بما يقارب 10% من إجمالي نزلاء الفنادق بالدولة في عام 2018 وبزيادة 2% عن عام 2017.

ووصل عدد السياح الزائرين من دولة الإمارات للوجهات السعودية المختلفة في عام 2018 إلى نحو 740 ألف سائح قضوا ما يقرب من 4 ملايين ليلة وأنفقوا 2.9 مليار ريال سعودي.

وفي خطوة جديدة نحو مزيد من التعاون والتكامل في قطاع السياحة، يجري التنسيق حاليا بين البلدين لإصدار تأشيرة مشتركة لتمكين زوار الإمارات من زيارة السعودية وبالعكس.

وتسير الناقلات الوطنية في كلا البلدين نحو 651 رحلة أسبوعياً بمعدل رحلة كل 15 دقيقة تنطلق في الاتجاهين منها 468 رحلة للناقلات الوطنية الإماراتية و183 رحلة لشركات الطيران السعودية، وتصل معدلات الإشغال على هذه الرحلات إلى مستويات مرتفعة تستدعي في أوقات الذروة تسيير المزيد من الرحلات في الاتجاهين لتلبية الطلب المتزايد من المسافرين.

وتجسد العلاقات الثقافية بين البلدين مستوى الترابط الجغرافي والاجتماعي بين شعبيهما، وقد تعززت هذه العلاقات عبر قنوات متعددة أبرزها قطاع التعليم الذي شهد في البدايات سفر طلاب الإمارات إلى السعودية للالتحاق بمدارس مكة المكرمة والإحساء والرياض، في حين تستقبل الجامعات والمعاهد الإماراتية اليوم عددا كبيرا من الطلاب السعوديين.

وتمثلت العلاقات الثقافية بين البلدين في مستويات عدة، سواء من خلال إقامة العديد من الاتفاقيات والبرامج المشتركة، أو على مستوى التداخل الثقافي بين المؤسسات الجامعة التي تعمل في هذا السبيل والمبدعين والمثقفين في البلدين، وذلك ضمن رؤية ترتكز إلى أن العلاقة بين البلدين الشقيقين، تعززها علاقة شعبين لهما امتداد وتاريخ وموروث ثقافي واجتماعي وجغرافي واقتصادي لا يمكن التشكيك فيه.