fbpx
في الذكرى الثانية عشرة لرحيله .. الشيخ العصامي عمر قاسم العيسائي (1919-2008م) … (6 الأخيرة)
شارك الخبر

كتب – د.علي صالح الخلاقي
نماذج من قصائد المدح والرثاء
 ومسك الختام..أورد نماذج مما قيل في الشيخ عمر قاسم العيسائي من أشعار, رحمه الله وطيّب ثراه. فمن قصيدة عصماء كان الشاعر الأديب فضل النقيب الذي ربطته بالفقيد الراحل صلاة وثيقة منذ وقت مبكر, قد أهداها  إليه قبل بضع سنوات على وفاته بعنوان (يا سيد القوم), يقول فيها:
سَحَائبُ الخَيرِ مِنْ كَفَّيْكَ تَنْهَمرُ
 جَزَاكَ ربُّكَ كُلَّ الخَيْرِ يا عُمَرُ
يا سَيّدَ القَوْمِ:مَنْ شَابُوا ومَنْ وُلدُوا
 ومَنْ تَفَتَّوْا ومَنْ غَابُوا ومَنْ حَضَرُوا
فَأَنْتَ تَمْنَحَ مِنْ قَلْبٍ مَشَاعِرَهُ
 تَفِيْضُ بِالحُبِّ والأَخْلاق تَزْدَهِرُ
عَلَّمْتَنَا أنَّ خَيْرَ الفَضْلِ قَاطِبةٌ
 مَا لَيْسَ يُطْلَبُ أو يَسْرِيْ بهِ خَبَرُ
وأنّ لِلّهِ أَشْخَاصَاً على يَدِهِمْ
 تُقْضَى حَوَائجُ مَن عَفَّوا ومَنْ صَبَرُوا
أَبَا سَعِيْدٍ وَقَدْ كَانَتْ مَنَابِتكُم
 تِلْكَ الجِبَالِ الَّتي بالرِّيح تأْتَزرُ
أَرْضُ “العَيَاسى”حيث النّسر مُنْكَسِرُ
 والخَصْم مُنْدَحِرُ والصَّخرُ مُنْحَدِرُ
لَوْلاَكَ والشَّيخ”أبوْ بَدْرٍ”بِهمّتهِ
 “عَليُّ” في النَّاسِ ما كانَتْ لِتُذّكرُ
وَلاَ ارْتَقَى اسْمُهَا في ألفِ واجَهةٍ
 بَهَيةِ الْحَرفِ بالأَضْواءِ تَنْغَمِرُ
عَلَوْتُمَا في سَمَاها فاعْتَلَتْ بكُمَا
 كَمَا عَلا في السَّماءِ النَّجْمُ والقَمَرُ
ومن أجمل ما قيل في رثائه قصيدة بعنوان (أيادٍ بيضاءُ من غير سوء) للشاعر الأديب الدكتور سالم عبدالرب السلفي, ألقاها في أربعينية الفقيد في كلية التربية يافع, قال فيها( ):
يا أَحرُفي, قومي إلى الشعراء
 وخُذي من الأموات والأحياء
صُوغي من الكَلِمِ الجميل قصيدةً
 أَرثي بها عُمَرَ النَّدى العيسائي
رَجَلٌ إذا ارتاح الأنامُ بجُودهِ
 تَعِبُوا من التعديد والإحصاء!
رجل إذا امتدت يداه لطالبٍ
 ما قطُّ يوماً أُرجعت لوراءِ
جَرَت العطايا من يديه سَليقةً
 من غير تزييفٍ وغيرِ رياءِ
أحيا يديه بالمكارم والندى,
  يا للحياة ِ تكون في الإفناءِ!
لم يكنز المال الكثير, وإنما
 كَنَز الدُّعاءِ في فَمِ الفقراءِ
ما نَفْعُ مالٍ زائلٍ إن لم يَكُنْ
 يبني لأُخراه عظيمَ بناءِ
وهذه الخاطرة الشعرية  من كلمات د.عيدروس نصر ناصر نقيب( )
هرمُ الخير الذي نعرفهُ
 ينثر الخيرَ بشتَّى الصُوَرِ
كان مخزون جمالٍ دائمٍ
 يغرس البرَّ كغرس الشَجَرِ
كان نهراً دافقاً منتشراً
 فائضاً في الحقل طيب الثَمَرِ
قد فقدنا قمراً مبتمساً
 طيِّب الذكرِ جميل الأَثَرِ
غير إنَّا ما فقدنا نبلهُ
 وسجاياهُ وحسن النَظَرِ
إنه باقٍ هنا ما بيننا
 عبقاً يزكو كعطر الزَهَرِ
يزرع الآمال في أنفسنا
 يمسح البؤسَ وحزن البَشَرِ
يعزف الحبَّ لنا أغنيةً
 ويداري سهدنا في السَّفَرِ
وهذه الأبيات من قصيدة رثاء للشاعر الشيخ محمد سالم الكهالي يقول فيها( ):
رحل من الدنيا عمر قاسم رحل
 رحل من الدنيا كثير الخير والإحسان
يا سُعد مَنْ مثله تقدَّم بالعمل
 كم مِنْ مُعَوَّق ذي كفلهم ذلك الإنسان
كم من مدارس, كم مساجد, كم بذل
 وكم مريض أنقذ وكم منَّه شبع جيعان
وكم طرق ذي شقها, ما شي بخل
 وكم نفوس أنقذ وكم منّه كسي عريان
وكلية يافع شهادة لم تزل
 على نفقته عادها محسوب حتى الآن
لو كان من يملك كما فعله فعل
 ما كان باقي باليمن بائس ولا عَطْشَان
وللشاعر الشعبي ثابت عوض اليهري قصيدة رثاء بعنوان(أبُّ الأيتام) جاء فيها( ):
في حزن بالغ تلقينا نبأ فاجع
 هز الضمائر وجَفَّت له رِيَشْ لقلام
ما أهْوَلَهْ من نبأ أُبْهِتْ له السامع
 وَتَنَكَّسَتْ له بيارق في السماء وأعلام
مفادهُ أن والدنا عُمر وادع
 دنيا امتنحته ثمانون وثمان أعوام
ألهمكم الله جميعاً يا بني يافع
 بالصبر في موت والدكم أبو الأيتام
أبُّ المريض, أَبُّ البائس , أبُّ الجائع
 وكل أعمال فيها خير له إسهام
شهماً كريماً لفعل الخير بيسارع
 وإيتاء ذا القربى, باراً في صلة لرحام
ولا له دون إرضا الله من دافع
 لا يخشى في طاعة الله لائمة لوَّام
ومن قصيدة رثاء من كلمات الشيخ عبدالرب قاسم العيسائي (أبو طه) نورد هذه الأبيات المختارة:
جانـي خبـر شهـر واحــد يـومـه التـاسـع
 اهـتــز مـنــه شـعــوري وقـــت مـذيـاعـه
دمـع الأسـى والحـزن مـن مقلتـي نابـع
 زفــيـــر لــحـــزان بــالــوجــدان نــبَّــاعــه
شامـخ جبـل طـاح مثـل العُـّر فـي يـافـع
 مُذهـل خبـر لـه جمـيـع الـنـاس ملتـاعـه
الأرض تبـكي ومــن نــازل ومـن طـالــع
 فـرقـة عـُمَـْر نــار كُلاً حَسّ بـأضـلاعه
كريـم يحمـل كــرم حـاتـم بـطـل شـاجـع
 بصمات خيـره شـواهـد شاهد إبـداعه
كـل المحاسـن بـهـا شـيـخ الـكـرم بــارع
 للـخـيـر سخَّر طـمـوحاته وأطـمـاعه
يـا كـم ويــا كم بــيــده أطـعـم الـجـائع
 اقسم قسم فـي حياتـه نـاس مـا جاعـه
كــلا جـنـا واقتـطـف مــن زرعـــه الـيـانـع
 مـاظـن واحــد حُرم كُلاً مَلا صَـاعــه
اسـمـك مخـلـد عـمـر قـاسـم أبــو يـافـع
 لا بــــاع يــافــع ولا يــافــع عـُـَمــر بــاعـــه
فــي كــل مـيـدان يـذكـر اسـمـه الـلامـع
 مـن يعتـزي بــه يـنـال السـمـع والطـاعـة
اسمه علم نـور يضـوي بالسمـاء السابـع
 وسيـف بالصـخـر تسـمـع دَوْيَهْ أصقـاعـه
هـــذه تـعــازي ابـــو طـــه لـكــم جـامــع
 حـكـم القـضـاء والـقـدر ما نـقـدر إرجـاعــه
لا زال قـلـبـي يــراودنــي ومــــش قــانــع
 انــــه فـرقـنــا وأنــــا مَقْدَرت اقـنــاعــه
ونختتم بأبيات من قصيدة (وداع الأبرار) للشاعر خالد القعيطي( ):
“عُمَرٌ” توارى بين طيَّاتِ الثرى
 وإذا الأسى بادٍ بتغريدِ الطيور
تبكيك “يافع” والأسى في جوفِها
 بمرارةٍ لم تنطوِ عنها الصدور
يا أيها الابن الذي أحببتها
 وصنعت مجداً بين صفحات الدهور
سيظل ما قدمت فوق سفوحها
 وتظل فيها ذلك الليث الهصور
جسدٌ توارى والمناقب ترتقي
 ومحبة تبقى على مر العصور
هيهات أن تنساك يافع لحظة
 فلقد سكنت بها إلى يوم النشور
ستراك في نظرات جيل قادم
 نَهَلُوا على أطرافها علماً ونور
وتراك حين الفجرُ يرسل نوره
 ومع الدُّجى والليل يحتضن البدور
طوبى لمن بالخير أسعد أهله
 وبنى على الدنيا المدارس والجسور
ولقد صنعت مآثراً لا تنتهي
 وسطرت آيات السعادة والسرور
وزرعت في كل النفوس مشاعراً
 قد تعجز الأبيات عن وصف الشعور
*********
(من الورقة المقدمة إلى ندوة “ظاهرة الهجرة اليافعية عبر التاريخ – تحت عنوان شخصيات مهاجرة, التي عقدت في قاعة الشيخ عمر قاسم العيسائي بكلية التربية يافع يوم 24سبتمبر2019م ونظمها مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية والنشر)..
أخبار ذات صله