fbpx
جنود الإمارات باليمن.. يد تحمي وأخرى تبني
شارك الخبر

يافع نيوز ـ العين الاخبارية

“يزرعون الخير وينشرون الأمل.. يد تحمي وأخرى تبني”، هذه مهام جنود الإمارات البواسل العاملين ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. كما حددها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.

جاء ذلك في تغريدة له، أمس السبت، وجّه خلالها “تحية اعتزاز وفخر” لجنود الإمارات، مشيدا “بتضحياتهم وشجاعتهم”، ومؤكدا أنهم “باقون سندا وعونا للشقيق في صيانة أمن منطقتنا واستقرارها”.

كلمات موجزة ومعبرة محملة بالدلالات العميقة والرسائل المهمة، تضع إطارا واضح الملامح للمهمة الإماراتية في اليمن في الماضي والحاضر والمستقبل.

زراعة الخير ونشر الأمل وتواصل البناء وتوفير الأمن، أمور يستشعرها أهل اليمن، فأينما يممت وجهك في المحافظات اليمنية، ستجد أثرا بارزا لجهود الإمارات الإنسانية والتنموية والخيرية.

وهي جهود تتواصل على مدار الساعة لمد يد العون والغوث للأشقاء، غير عابئة بحملات التشويه والتضليل والبهتان، التي يقودها تحالف الشر القطري- الإخواني – الحوثي وإعلامه.

جهود إنسانية رائدة

أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن جهود دولة الإمارات باقية لإعانة ومساندة الأشقاء، كونها تنطلق من إيمان راسخ بما يربط الشعبين الإماراتي واليمني من وشائج قربى ضاربة في عمق التاريخ وعلاقات أخوية أقوى من أي اعتبارات أخرى، وكفيلة بهزيمة أي حملات تشويه لدور الإمارات.

فالمصير واحد والهم مشترك، وبالتالي ما تقدمه الإمارات هو التزام إنساني وأخلاقي تجاه الأشقاء ولن تدخر وسعاً في القيام به، ولا تنتظر جزاء عليه.

فتقديم العون والمساعدة، نهج رسّخه الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير عليه القيادة الإماراتية ولم تحد عنه لأنه بمثابة رؤية حكيمة ونظرة ثاقبة وإرث متفرد.

فهذه الجهود كانت محل إشادة وتقدير دولي وأممي على الدوام، خصوصا أن دولة الإمارات تصدرت المركز الأول عالمياً، كأكبر دولة مانحة للمساعدات إلى الشعب اليمني لعام 2019، وفق تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” عن البلدان الممولة لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن منذ بداية عام 2019 وحتى 23 سبتمبر الماضي.

وقدمت دولة الإمارات في إطار جهودها لتخفيف معاناة الأشقاء اليمنيين، 367 مليون درهم (100 مليون دولار أمريكي)، لدعم خطة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن لعام 2019، ليصل حجم المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات منذ 2015 إلى أكثر من 22 مليار درهم (6 مليارات دولار أمريكي).

المساعدات تم توجيهها إلى 15 قطاعاً حيوياً مثل: النقل والتخزين وتوليد الطاقة وإمدادها والخدمات الاجتماعية والقطاع الصحي، ودعم الحكومة والمجتمع المدني وغيرها، بهدف المساهمة في توفير الاستقرار والتنمية في المحافظات والمناطق اليمنية.

ومنذ مطلع العام الجاري 2020 تواصل دولة الإمارات، عبر ذراعها الإنسانية “هيئة الهلال الأحمر”، تسيير قوافل الإغاثة إلى المحافظات المحررة في إطار جهودها المبذولة من أجل التخفيف من معاناة الأسر اليمنية، تجسيداً للنهج الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات.

وبلغ عدد السلال الغذائية، التي تم توزيعها منذ بداية عام 2020، نحو 1210 سلال تزن “97 طنا و768 كيلوجراما” استهدفت ستة آلاف و50 فرداً من الأسر المحتاجة والمتضررة في محافظة حضرموت.

بينما بلغ عدد السلال الغذائية التي تم توزيعها منذ بداية 2020 في محافظة شبوة 510 سلال استهدفت ثلاثة آلاف و570 فردا من الأسر المحتاجة والمتضررة بمعدل 42 طنا.

الجهود العسكرية.. بسالة وتضحية

على الصعيد العسكري، منذ أن دخلت الإمارات كشريك رئيسي ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أخذت على عاتقها تحقيق المحافظة على مقومات الدولة اليمنية، وهزيمة المشروع الإيراني ودحر المليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية في اليمن.

ومنذ اللحظات الأولى لعاصفة الحزم التي انطلقت 26 مارس/آذار 2015، كانت دولة الإمارات سباقة في إنزال جنودها بالعاصمة المؤقتة عدن للمساهمة في تحريرها.

وكان لجنود الإمارات البواسل دور كبير وبارز في تحرير العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة لها أبين ولحج ومناطق الساحل الغربي ومأرب.

وبالتزامن مع ذلك أسهمت القوات الإماراتية في تنظيم قوات الجيش الوطني وتأهيل المقاومة ضمن ألوية عسكرية، وتزويدها بما تحتاج من سلاح لبدء معارك تحرير باب المندب.

وهي المعارك التي حققت فيها قوات التحالف انتصارات نوعية وصولاً إلى مدينة الحديدة وخلال وقت قصير جداً، وكبّدت مليشيا الحوثي خسائر كبيرة.

كما قدمت الإمارات خلال هذه المعارك كوكبة من أبطالها شهداء رووا بدمائهم الطاهرة تراب اليمن، نصرة للحق والشرعية والواجب.

وعقب تحرير العاصمة المؤقتة عدن، تم تحرير العديد من المحافظات اليمنية، التي كانت تعيش فراغاً أمنياً كبيراً، بسبب الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي.

وسارعت الإمارات إلى إعادة تفعيل الأجهزة الأمنية وإعادة تأهيل كامل مقرات الشرطة اليمنية، ودعمها بما تحتاج من أجهزة ومعدات وتدريب.

ودعما لتلك الجهود أسهمت الإمارات في تأسيس الحزام الأمني لمحافظة عدن والمحافظات المجاورة، ثم تشكيل قوات النخبة في العديد من المناطق، والتي كانت لها جهود بارزة بالتعاون مع القوات الإماراتية في توفير الأمن وتطهير تلك المحافظات من عناصر الإرهاب.

ومرارا، أكدت الإمارات دعمها ومساندتها لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني ويسهم في استقراره وأمنه.

وجددت التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والأمن والسلام في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.

وشددت على أهمية تكاتف القوى اليمنية وتعاونها وتغليب المصلحة الوطنية العليا للتصدي للمخاطر التي يتعرض لها اليمن وفي مقدمتها الانقلاب الحوثي.

بناء مستقبل اليمن

إيمانا منها بأهمية التعليم والصحة والشباب في بناء مستقبل الوطن، اهتمت الإمارات بعودة العملية التعليمية إلى وضعها السابق عقب تعرض معظم المدارس والمرافق التربوية للتدمير من قبل مليشيا الحوثي.

واحتل أيضاً قطاع الصحة أولوية متقدمة في الدعم المقدم من دولة الإمارات، حيث استنفرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهودها بوضع خطة شاملة تضمن عودة القطاع الصحي للعمل بعد أن تعرض للتدمير، وما زالت تلك الجهود تتواصل حتى اليوم.

ونفذت هيئة الهلال الأحمر خلال السنوات الماضية بناء على توجيهات القيادة الإماراتية، مئات المشروعات في مجال إمدادات المياه الصالحة للمناطق والمحافظات اليمنية التي تعاني شحا في هذا المرفق الحيوي، واستفاد منها مئات الآلاف من السكان في المناطق الجبلية والصحراوية.

وفي إطار اهتمام الإمارات وقيادتها بتوفير سبل الاستقرار الاجتماعي والنفسي للشباب اليمني الذي يقع عليه عبء التنمية والإعمار في اليمن، نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي العديد من الأعراس الجماعية تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعم استقرار الشباب وتعزيز النسيج الاجتماعي في اليمن.

وتأتي مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ضمن استجابة الإمارات لمتطلبات الأشقاء في اليمن من الدعم والمساندة في جميع المجالات، واستمرارا لجهودها في تحسين جودة الحياة ودعم الأوضاع الإنسانية ورفع المعاناة عن الساحة اليمنية.

نهج التسامح وروابط الأخوة

وتأكيدا لنهج الأخوة وتقديرا لوشائج القربى بين البلدين، التي كانت دافعا رئيسيا لتدخل الإمارات في اليمن منذ البداية، واصلت الإمارات جهودها على مختلف الأصعدة التنموية والعسكرية والإنسانية.

وتجاوزت الدولة الإماراتية عن الإساءات والافتراءات التي تعرضت لها، وذلك لإعلاء مبدأ التسامح، سعياً لإخماد الفتنة ورأب الصدع من أجل تحقيق مصلحة الشعب اليمني.

وما تزال تسعى بكل قوتها بالتعاون مع السعودية للتصدي لأجندات ومطامع التمدد والتوسع الإيراني وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ومكافحة التطرف والإرهاب بمختلف أشكاله.