fbpx
شركاء ولكن !

 

كتب – عادل حمران.
واقع ما بعد الحرب ليس كما قبله هكذا قالوا او هكذا اعتقدنا جميعا، رغم الخلافات او التباينات مع الشرعية إلا اننى لن نقف في صف الحوثي ضدها، فعلى الأقل نحن و هم شركاء ! و تجمعنا في حكومة الشرعية الكثير من التفاصيل التي قد تجبرنا على التعايش معهم هكذا كان ردي لصديقي الذي سألني قاصدا إحراجي حول موقفي من تفاصيل الاحداث الاخيرة وخصوصا هزيمة الشرعية في مأرب و مناوراتها في شقرة!
نظر نحوي بتعجب وصرخ بصوت مسموع بعد أن وضع يده ع كتفي، شركاء .. مالك يا شركاء ثم هدأ قليلا و قال بلا فلسفة شركاء على كيف ؟؟؟
مثلا يا صديقي اننى نحارب الحوثي و نخوض غمار معارك دامية نقدم خلالها خيرة ابطالنا فداء لهذه الارض، نسعى جاهدين في ترميم جراح ابطالنا و ندفن جثث شهدائنا و ذكرياتهم وأحلامهم بكل هدوء وبدون ضجيج، رغم انهم بدون رواتب ولا ذخائر ولا حتى ارقام عسكرية.
وشركائنا يا صديقي واعني قادة الشرعية يهرولون لقضاء فترة نقاهة في الفنادق ومن الفندق يتابعون سير المعارك، ويقضون ليالي قاسية وأيام صعبة يتنقلون بين جبهات الفيس و الواتس، يسهرون الليل و ينامون النهار،
يتقاضون رواتبهم بالدولار ومع كل انتصار يستلمون بالدولار، و يسعون جاهدين لشراء العقار، معتقدين انهم ثوار وكل جهودهم لاجل الوطن!
جلس ووضع رجله اليمنى على اليسرى و شبك أصابعه وطالع ملامحي بوجع، اااح اكمل يا عادل ،، ابتسمت بحزن وقلت له وبعد النصر يا رفيقي يعود أبطالهم من الفنادق و ابطالنا من الخنادق معهم القرارات و معنا الأوراق و الملفات نبحث منهم عن رقم عسكري و الفتات لنسد جوعنا و نرمم جراحنا، فيما يعودون وبيدهم مفاتيح كل شيء وغالبيتهم تمكنوا من تأمين مستقبلهم و مستقبل اولادهم و احفادهم ترقيات و مناصب و وزارات و سفريات و نثريات!
بينما ابطالنا بلا علاج ولا رواتب و لا وظائف ومن توفق بوظيفه اقسم باليمين المغلظة بانه لم يحصل عليها إلا  عبر وساطات و خسائر وعاده مش اَي حد فقط من رضوا عنه شركائنا و مئات الكوادر و الخريجين يا صديقي عساكر فلا تستغرب أن وجدت جنود يحملون شهائد من الهندسة و الطب و العلوم فنحن في زمن الجهل بينما تجد مؤسسات الدولة يديرها اناس لا يحملون شهائد ثانوية وتجدهم هنجمة و سيارات و فلوس و عقولهم فاضية ومع ذلك يقنعوننا بانهم مع اليمن الجديد، وانهم يسعون للم الشمل و اصلاح الوطن رغم انهم عاجزين عن اصلاح انفسهم، ففاقد الشيء لا يعطيه.
ورغم كل ذلك هم شركائنا بشهادة العالم كله، ان هزموا فهم جنوبيين ومن حقهم العيش معنا بسلام، وان انتصروا فنحن مجرد عبيد للإمارات ولسنا احرار و ليس لدينا خيار الا الرضوخ للحكومة الشرعية ورجال الدولة، وضع اعوج يا رفيقي وزمن أغبر ما عرفناش راْسه من ساسه !، ان هزموا من الحوثي شمتوا بالتحالف و تعذروا بالذخيرة و الدعم و شتموا الجغرافيا و صنعوا مبررات وأن انتصروا تحدثوا بلغة التكبر ليس بين شقرة و عدن إلا دقائق، يا صديقي هذا الوضع لا يسر عدو ولا صديق ولكن هم شركائنا و قادتنا يتحملون نصيب الأسد من حالة التخبط التي نعيشها فمن يقدم تنازلات دون مقابل يستحق ما يحدث واكثر !
#عادل_حمران