fbpx
( بتله على ثور زاحف ) ..!!

 

فضل المحلائي

يقال في الأمثال العامية الردفانية الشهيرة ( بتله على ثور زاحف ولا تغردان لصحاب ) ويقال تزلاب وتطلاب وتوداد وهي مفردات تحمل نفس المعنى ومضرب المثل يشير إلى الاعتماد على الذات كوسيلة مُثلى وطريقة فُضلى للنجاح في الحياة والأبتعاد عن الإلحاح في مسألة الآخرين , الإنحناء والأرتماء والتوسل والتسول والمواقف الذليلة والهزيلة والتزلاب وحلق الاشناب على أعتاب اربابالصولجان والحجاب لن يعيد الشرعية إلى مطارحها ولن تستعيد قرارها المسلوب وعرشها المنهوب ومائها المسكوب وطبلها المثقوب وجسدها المعطوب واقتصادها المحلوب ما يعيدها إلى قرارها ودارها هو سطوتها وقوتها في الميدان في ظل قيادة حاكمة وحازمة وحاسمة لا قيادة حالمة ونائمة في الفنادق قيادة على أرض الواقع تمتلك الخيار والقرار , اليوم الشرعية مجردة , مبردة لا قيادة ولا ريادة ولا سيادة تغط في سبات عميق  على فراشها والوسادة ما بيدها زمام ولا خطام وعلى شدقها فدامة ولجام والحق الجنوبي لم يأتي بالغردنة والتطلاب والتقلاب والهرولة والكعدلة والمهانة والمدهانة ولا بالانزلاق على ابواب أهل الريا والنفاق والشقاق , الجنوب لن يعود بالغزل من قبل بائعي الحقين في سوق العسل ( المتطبعين ) خلف ( المطبعين ) ممن نزلوا عند رغبة ( الكفيل ) وأطاعوا ( الوكيل ) لما فيه خدمة الإستيطاني ( الدخيل ) وعلى حساب الثوابت الوطنية والعربية والإسلامية , أن الركوع والخضوع والخنوع لن يوصل إلى مرام ولم يحيي رميم العظام ولن يحقق غاية ولا يرفع راية بل يجلب الحسرة والألم حينها لا ينفع الندم , الخروج من هذا المأزق والمنزلق يتطلب تظافر الجهود وتراص الصفوف والاعتماد على الذات وعودة أصحاب الفنادق والتخلي عن سياسة البيادق والخنادق ولعلعة الرشاشات والبنادق والدخول في حوار داخلي جاد بين قيادات الجنوب وقيادات الشمال يخرجنا من جحر الحمار ومن هذا الدمار ويعيد لنا الأمن والاستقرار , فهل هنالك من رجاحة عقل وحماسة وسماحة تقودنا إلى مخارج تزيح عن كاهل الشعبين الجراح والألم وتجلب الخير والأمل , فتحت نفس الطبع لن تعود الشرعية إلى مبارحها وعلى نفس الوقع لن نستعيد الجنوب في ظل تكرار مواعيد عرقوب , الحقوق تنتزع لا توهب ولن يأتي بها العويل والتظليل وكثرت التطبيل وترويج الأباطيل , خذ حقك بيدك مقدماً وأدفع عن نفسك الشر والأذى فالدول ليست جمعيات خيرية مصالحها القومية فوق كل اعتبار ما فيش فيها شي لله يا محسنين ويا أمة أرحميني ( عمروا لنا الجيوب وأستعيدوا لنا الجنوب ) والعرب ما قصرت فقد حذرت وأنذرت ولنا في أمثالها عبرة فقديماً قالوا : ( أجلس حيث يؤخذ بيدك وتبر ولا تجلس حيث يؤخذ برجلك وتجر) اليوم أضحت شرعية الغربة في العاصمة الرياض ( مجعدرة ) وقيادات الانتقالي في حالة من الأغتراب في عاصمة الأمارات أبو ظبي ( مكندرة ) وحكومة الاستغراب منزوعة الانياب ( مجهذرة ) وأضحى الكل بين محتجز ( رهينة )- وفي جحر ( الكرنتينه )- لا حول لهم ولا قوة ومن أعتمد على غيره أضحى مجعدر , مكندر , مجهدر ومن أعتمد على ذاته قرر مصيره واضحي محرر وبتله على ثور زاحف ولا تغردان لصحاب .

الهامش :

هكذا الحياة والناس قالب بقالب … وأهل هذا الزمان أسباب كل التقلاب .

قلت يا قلب أصبر يمكن الصبر واجب … لكن القلب من بعض لخوان قد تاب .

عادة الجيد ما يمسك بعيدان العثارب … تنحني لا خشب رازي ولا من خير لخشاب .

والنمر طول عمره ما يهاب الثعالب … ما يهمه ظلام الليل يمسي بلشعاب .

قدني على بيدلي …. قلت بالي سيكل نار

رخيص بركب حمار …. ما باك وا سيكل النار .

العثارب : مفرد عثربه وهوشجر خفيف الحمل سهل الكسر أوراقه حامضة تؤكل أيام المجاعة .
مجهذر : يقال فلان مجهذر وجهذر مخلوع الأسنان لأية سببكان .
جعدرة وكندرة : مترادفتان وتعنيان حلق الرأس صلعة .
رازي : قوي وجائت هنا بصيغة النفي .
الكرنتينه : مكان الحجز والحجر الصحي .

 

                                                                        فضل محسن المحلائي