fbpx
كتابات ترمي الى التضليل وتعميق التباينات جنوبا

 

د. عبدالله محسن طالب
بعد متابعتي لمنشورات البعض من الكتاب الجنوبيين بشأن اللحظة الراهنة للمشهد السياسي وما يجري من حوارات في الرياض، وبعد اتمامي لقراءتها والمناقشة مع اخرين، شدني إلى البعض منها تباينها في جل فقراتها مع ماعنونت به، وأخذا بالاعتبار ضرورة اتفاق العنوان والمحتوى المدون، اتضح لي أن المحتوى قد مثل خطوات ترمي إلى التضليل ومحاولة إيجاد حالة من الجهل للحقائق، ومخاطبة البسطاء من القراء بما يوسع من جهلهم وعدم درايتهم، وبخطاب وكلمات مضللة، مدونة بحالة من الانفصامية، بماساقته من ادعاءات وأفكار واضحة الثنائية ، فتارة تنم عن رؤية ترى المخرج للقضية الجنوبية في اليمن الاتحادي، وتارة أخرى اي خطوات او تفاهمات لاسيما من الانتقالي،هي انتقاص من اهداف شعب الجنوب في الاستقلال واستعادة دولته، وهي خيانة للقضية الجنوبية؛ وهذا ماتجده في جل تلك الكتابات فلا تدري في اي اصطفاف تضع هؤلاء الكتاب..

ليست المرة الأولى التي نطالع فيها كتابات لا تخدم سوى تعميق الاختلافات الجنوبية الجنوبية، وفي لباس من الغيرة على القضية الجنوبية، وعلى وجه الخصوص في الفترات التي تشهد تفاهمات التقارب الجنوبي، كما نلمس حاليا من تقارب وتلاقي للمجلس الانتقالي مع الرئيس عبدربه منصور هادي، وتسارع وتائر التنفيذ لاتفاق الرياض، فتظهر أصوات تزعم انها أكثر جنوبية من سواها، وتحاول التشويش على حملة الراية الجنوبية، وتبث بوسائل عدة ما يراد منه التجهيل لبسطاء المجتمع والعامة، والدفع باتجاه الحد من الالتفاف حول المجلس الانتقالي، الأداة السياسية الأكثر فاعلية وتنظيم لحركةالجنوب نحو مستقبله المنشود وقضيته العادلة ..

لا أهتم كثيرا عندما أجد كاتب من الشمال يتحامل على اي مكون من مكونات الجنوب الداعية لاستعادة الدولة الجنوبية بفك ارتباط ٢٢مايو، وقد لا اعتب عليه كثيرا ان هو تمادى بتطاوله، فهذا بدافع مصالحه الشخصية والحزبية وثقافة الوحدة او الموت؛ لكن يؤلمني الكاتب الجنوبي حينما ينبري بوعي او بدون وعي ووفقا لطبيعة المشهد السياسي واحداثه، حينا يرى مستقبل الجنوب تحت لواء اليمن الاتحادي دونا عن سواه، وفي لحظات تصدي الآخرون لنجاحات المجلس الانتقالي ،وتمسكه الصريح باستعادة الدولة، وان بطرائق لاتقيم للسياسة وزنا، ولاللظروف المحيطة اقليميا ودوليا تقديرا ، وحينا اخر وفي ظروف موضوعية، ومع نجاحات سياسية للمجلس الانتقالي، وتقارب له مع راس جنوبيي الشرعية، وانتقاله للعمل في سبيل استعادة الجنوب إلى مواقع تجعله أكثر قربا من شرعية مشروعه وطنيا واقليميا ودوليا،- حيث بات طرفا فاعلا في العملية السياسية، وتدول كهيئة جنوبية خالصة-؛ تجد هذا النوع من الهجوم عليه، وتصوير خطواته بالتخلي عن أهدافه التي تأسس في سبيلها ؛ بهذا الوجه الاخر من الكتابات وللأسف يخدم جنوبيون مشروع يتناقض مع مايزعمون انهم حملة رايته، فان كانت رأيتهم القضية الجنوبية، فان اليمن الاتحادي والعودة لباب اليمن لايخدمها ولايخدم اليمن..

ان مهاجمة الانتقالي حينما يتفق والشرعية، ويقترب من جهود استعادة وحدة الجبهة التي يقودها التحالف، نجدها لا تأتي إلا من أولئك ذوي العداء مع القضية الجنوبية، والفهم غير السوي لمستقبل الجنوب والعلاقة مع الشمال؛ فعجبا عندما يرفض الانتقالي اليمن الاتحادي يكتبون تحت رايته ونعني اليمن الاتحادي، وعندما يمارس سياسة النفس الطويل، والمشاركة في التسوية السياسية، ويمارس دوبلماسية دولة؛ ويقيم الحوارات والاتفاقيات مع الشرعية ،ويحرص على الاقتراب إلى جنوبيي الشرعية، يكتبون هؤلاء تحت راية القضية الجنوبية، ويتهمون الانتقالي بترك ساحات القضية الجنوبية، وهذا يعني أنهم ليسوا سوى جزء من جماعات الوحدة او الموت، ولايهمهم غير ان لا يكون للانتقالي حضور ، غير مهتمين بما ينتج عن هكذا كتابات من تعميق التباين الجنوبي الجنوبي، بكل أطرافه ومكوناته، وكلها ذات أصالة جنوبية. الشعب والأرض وحدهما من يمنح الاصالة..

أكتوبر 2020