fbpx
صــورة ومعنــى.. عن لقاء الزبيدي والسفير الأمريكي

 

كتب – صلاح السقلدي.
قد يكون فعلا  اللقاء الذي جمَــعَ رئيس هيئة رئاسة  المجلس الانتقالي الجنوبي السيد عيدورس الزبيدي بالسفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل كسائر اللقاءات الاعتيادية التي يجريها السفير مع باقي القوى اليمنية في الرياض، ولقاءات روتينية يجريها هذا السفير وغيره من سفرا الدول الكبرى  لمناقشة الأوضاع المضطربة باليمن وبالمنطقة ،ولكن  لقاءه  مع مجلس الانتقالي يختلف بعض الشيء عن سائر اللقاءات وعن سائر القوى التي يلتقيها هذا السفير. ويحمل أي اللقاء دلالات سياسية كبيرة –على الأقل في نظر المجلس  الانتقالي-، فهذا اللقاء لم يكن يتم بهذا الشكل العلني ويصبح مادة إعلامية لوكالات الأنباء المختلفة الى قبل شهور، وتحديدا الى قبل التوقيع على اتفاق الرياض، حين كانت الآلة الإعلامية  المحلية وحتى بعض الإقليمية  مكشرة بوجه القضية الجنوبية وتعتبر المجلس الانتقالي بل وكل من يحمل الخطاب الجنوبي مجرد مليشيات وجماعة انقلابية انفصالية، متمردة على الشرعية المزعومة يجب اقتحام  معقلها الرئيس عدن وسحقها تحت جنازير الدبابات الشرعية الوحدوية.
    -بمعنى أوضح فأن هذا اللقاء -والذي لم يكن الأول مع سفير أمريكي، مثلما لم يكن الأول مع سفير غربي وأوروبي،-  يمثّـــل انفتاحا سياسيا غربيا لافتا تجاه القضية الجنوبية، ورسالة أمريكية أوروبية للداخل والخارج يستعصي  على خصوم القضية الجنوبية تجاهلها أو التقليل من شأنها حاليا وفي قادم الأيام ،كما يعني هذا  فيما يعنيه أن القضية الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي وبسائر القوى والشخصيات الجنوبية  المخلصة بالداخل والخارج قد فرضت نفسها على المسرح الدولي كقضية وكمجلس انتقالي يحوزان المشروعية  السياسية الداخلية والدولية ،بصرف النظر عن  مصير اتفاق الرياض، سواء نُــفِد َأم لم  ينفذ بعد أن صار تنفيذ بنوده السياسية بالنسبة للجنوب مجرد تحصيل حاصل. وهو الاتفاق الذي لا ينكر أحد أنه كان البوابة السياسية التي ولج منها المجلس الانتقالي الى رحاب الدولية, واُشهرت فيها القضية الجنوبية بالمحافل الدولية فضلا عن الإقليمية بمجرد التوقيع عليه…قضية تستحق أن تنال حلا سياسيا وطنيا عادلاً.
   – بقي أن نقول أن هذا لا يمنح الانتقالي حالة من الزهو والخيلاء بوجه الآخر.،فهو بحاجة لدعم الجميع والتعاون معهم وإشراكهم بالقرار وبأي خطوات من خلال مواصلته لما بدأه قبل شهور من حوارات بالداخل والخارج،خصوصا وأن التوجه الاقليمي والدولي يشير الى شطب القضية الجنوبية من أجندة التسوية القادمة.
*صلاح السقلدي.