fbpx
سياسيا وتقنيا… ماذا يعني تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60 بالمئة؟
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

للمرة الأولى منذ توقيعها الاتفاق النووي عام 2015، أعلنت إيران إنها بدأت تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 60 بالمئة، في خطوة أثارت قلق جيرانها ودول غربية.

وقد جاء الإعلان على لسان رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، الذي أدلى بهذه التصريحات في تقرير بثه التلفزيون الرسمي الإيراني يوم الجمعة.

ويمثل الإعلان تصعيدا كبيرا بعد تخريب ألحق أضرارا بأجهزة الطرد المركزي، في هجوم وقع في نهاية الأسبوع الماضي تقول إيران إن إسرائيل هي التي نفذته. ويمكن أن يلهم الأمر ردا آخر من إسرائيل وسط حرب ظل طويلة الأمد بين الدولتين.

وقد أعربت الخارجية السعودية عن قلقها العميق إزاء هذه الخطوة، وقالت في بيان الأربعاء، إنها “تتابع بقلق” التطورات الأخيرة بشأن برنامج إيران النووي، مضيفة أن رفع مستوى التخصيب هو “الأمر الذي لا يمكن اعتباره برنامجا مخصصا للاستخدامات السلمية”.

من جانبها، أعلنت إسرائيل، على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكينازي، في مؤتمر صحفي بمدينة بافوس الساحلية، الجمعة، أنها عازمة على منع إيران من صنع سلاح نووي.

وقال أشكينازي “سنقوم بكل ما في الإمكان لمنع المتطرفين (في إيران) من النجاح، وبالتأكيد سنمنع هذا النظام من امتلاك سلاح نووي”.

وحذر خبراء أن الخطوة الإيرانية الأخيرة، تمثل تصعيدا خطيرا، على الصعيد السياسي والعسكري على حد سواء.

وقال خبير الشؤون الإيرانية في مركز الدفاع عن الديمقراطيات “FDD” بواشنطن، بهنام بن طالبلو، أن تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة نقاء 60 بالمئة، هو “تهديد تاريخي وتصعيدي بشكل استثنائي”.

وأوضح طالبلو في تصريح لموقع قناة “الحرة”، أن “إيران استمرت في تخصيب اليورانيوم على مدار السنوات الماضية، بنسبة نقاء لم تتعد 20 بالمئة، وهي عتبة اليورانيوم عالي التخصيب”.

“وسيلة سياسية”
واعتبر الباحث في الشأن الإيراني أن تصعيد إيران الأخير، هو وسيلة طهران لبسط نفوذها خلال المحادثات الفنية وغير المباشرة التي تجري في فيينا حول إمكانية عودتها للالتزام ببنود الاتفاق النووي الذي وقع في عام 2015.

وكانت إيران قد توقفت في الأشهر الأخيرة عن الالتزام بالعديد من البنود الرئيسية في اتفاق 2015، ما قلص الوقت الذي ستحتاجه لإنتاج سلاح نووي.

وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها ستركب ما يقرب من 1000 جهاز طرد مركزي إضافي تحت الأرض في مجمع نطنز، لتتجاوز الحد الأقصى البالغ 5000 جهاز طرد مركزي المنصوص عليه في الاتفاق النووي.

وجاءت الخروقات بعد أن قالت إيران في 23 شباط إنها لن تمنح مفتشي الأمم المتحدة الوصول اليومي لمنشآتها النووية أو توفر لقطات أمنية على مدار الساعة لأنشطتها في هذه المواقع.

لكن رغم ذلك، يقول خبراء حسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إن إيران ستكون قادرة على المدى القصير فقط، على إنتاج كميات صغيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة.

ويقول مسؤولون أميركيون سابقون إن الخطوة تبدو وكأنها محاولة لتقوية يد طهران في المفاوضات الجارية بفيينا، وفقا للصحيفة الأميركية.

وأضاف طالبلو أن الأطراف المفاوضة في فيينا، تعرف أن إيران تسعى من وراء هذه الخطوة، لرد الاعتبار بعد حملة التخريب التي تعرضت لها منشآتها النووية، وكان آخرها منشأة نطنز.

وقبل أيام، تعرضت المنشأة النووية ذاتها إلى “عمل تخريبي” كما تقول طهران بعد خلل في التيار الكهربائي، في وقت تؤكد تقارير إعلامية إن إيران بحاجة إلى أشهر لاستئناف تخصيب اليورانيوم في نطنز.

وقال مسؤولون إيرانيون إن الهجوم على مجمع نطنز النووي ألحق أضرارا بأجهزة الطرد المركزي وتسبب في نشوب حريق وانقطاع التيار الكهربائي بالمنشأة. ولم تؤكد إسرائيل ولم تنف قيامها بدور أيضا.

ولفت طالبلو إلى أن تصعيد إيران من خلال رفع نسبة التخصيب فوق العشرين بالمئة، هو أمر “هددت به إيران أكثر من مرة خلال عقد من الزمان، وهي النسبة التي تجعلهم أقرب إلى مستويات اليورانيوم المستخدمة في صنع الأسلحة، والتي تزيد عن نسبة 90 بالمئة”.

ويعتبر معدن اليورانيوم أساسي في صناعة الأسلحة النووية. ويعد إنتاج هذه المادة انتهاكا واضحا للاتفاق النووي الذي أبرمته إيران عام 2015 مع القوى العالمية الست، والذي وافقت فيه على وقف لمدة 15 عامًا لإنتاج اليورانيوم والبلوتونيوم المعدني.

وأشار الباحث بمركز الدفاع عن الديمقراطيات، إلى أنه بينما تدعي إيران أن الخطوات التصعيدية التي تتخذها يمكن عكسها لاحقا، فإن المعرفة التي تكتسبها جراء هذا التصعيد النووي، ستحتفظ بها لما بعد.

وتابع طالبلو أن “الانتهاكات الإيرانية بعد الاتفاق النووي في 2015، قد علمت طهران كل الأمور (التقنية والسياسية)، بداية من الإدخال التدريجي لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وصولا إلى معرفتهم بكيفية التفاوض مع الغرب”.

وتوقع طالبلو أن ترفع إيران من مستوى تصعيدها مستقبلا.

يذكر أنه منذ انسحاب إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي، في عام 2018، تراكمت لدى إيران مخزون من اليورانيوم منخفض التخصيب يبلغ 2443 كيلوغراما، أي أكثر من 12 ضعف الكمية المسموح بها بموجب اتفاق 2015، وفقا لتقرير تشرين الثاني 2020 من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبحسب الخبراء، إذا تم تخصيب هذه الكمية إلى درجة صنع الأسلحة وهي 90 بالمئة، فإن إيران سيكون لديها ما يكفي من المواد لسلاحين.

لكن يختلف الخبراء حول المدة التي ستستغرقها إيران لإنتاج سلاح نووي. ويقدر بعض المسؤولين الغربيين أن الأمر سيستغرق من سنتين إلى ثلاث سنوات لإنتاج رأس نووي بافتراض عدم تدخل خارجي.

في حين يعتقد آخرون، مثل ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، أن إيران يمكن أن تفجر جهاز اختبار في غضون تسعة أشهر، وتبني سلاحا نوويا  في غضون عام، وبعد عامين، تثبت رأسًا حربيًا على صاروخ باليستي.

أخبار ذات صله