fbpx
“الإرهاب” يضرب الجنوب مجدداً.

كتب/ علي عبد الله البجيري
مرة أخرى يعود شبح التفجيرات الإرهابية ليخيم على محافظات الجنوب المحررة، فقد ذَكّرَت تفجيرات واغتيالات محافظتي عدن وابين التي حدثت الاسبوع الماضي الأهالي بتلك التفجيرات الدامية التي حدثت في السابق وجعلتهما من أسخن مناطق الجنوب وأكثرهم تعرّض للإرهاب.
هذا ما اثبتته الايام من ان الأعمال الإرهابية لن تتوقف في الجنوب، طالما هي تدار وفقا لأجندات سياسية وعسكرية تقف خلفها قوى متنفذه في سلطة الشرعية اليمنية. وما يؤكد ذلك هي التصريحات الشهيرة للشيخ طارق الفضلي شيخ قبائل آل الفضلي، التي كشفت بأن هناك لجنة برئاسة علي محسن الأحمر وعضوية رشاد العليمي وغالب القمش، وحميد درهم من الأمن القومي، تتعامل مع القاعدة وطلبت منهم تصفية قادة الحراك الجنوبي.( موثق بالصوت والصورة ).
يتفق الجميع على إن الارهاب استهدف ولايزال يستهدف الجنوب وقياداته ومناضلية بصورة ممنهجة. كما ان ضحية تلك الاستهدافات تطال أيضا المواطنين الذين ذاقوا ويلاتها حين شهدوها لأول مرة تضرب بلدهم بعد قيام الوحدة عام 1990م، حينها بدأت عمليات الاغتيالات وعمليات الخطف والتفجيرات.
هكذا استمر الحال وشعب الجنوب يتصدى للأعمال الارهابية ويعاني من نتائجها، بينما ضحاياها مواطنين أبريا، من بينهم اطفال ونساء. و هذا ما يتضح في ترويجات إعلام الشرعية وذبابها الاكتروني، من حيث حملات التحشيد وخطابات الكراهية وتوزيع الاتهامات، والدفاع عن تلك الجماعات الارهابية، و مهاجمة من يطالب بخروج القوات الغازية المعادية للجنوب ، وإرسالها إلى جبهات المواجهة لتحرير عاصمة اليمن صنعاء. إن التحشيد الإعلامي هذا بالنهاية يخدم خطاب وتوجهات قيادات بعينها في الشرعية اليمنية تلك القيادات الداعمة والراعية للإرهاب فكرا وعملا منذ زمن طويل .
من جانب آخر فإن التوتر الأمني الناجم عن التحسب لاية عمليات إرهابية، يستخدم كورقة تستفيد منها القوى المتنفذه في الشرعية اعتقادا منها أن ذلك التوتر الأمني
سيشكل ضغط يخدم توجهاتها ومصالحها، والتي ترى الجنوب ساحة صراع يخدم اهدافها للسيطرة على الثروة وحكمه بعقلية القرون الوسطى.
أن الشرعية الإخوانية الإرهابية تعمل حاليا على توتير الأجواء بالتزامن مع المشاورات والتحركات الاقليمية والدولية لإحلال السلام في اليمن، لذلك فهي تقوم بافتعال الخروقات الأمنية وتوظيف تلك الاعمال الإرهابية لنفس الأغراض والأهداف .
إن الهجومين الإرهابيين الأخيرين في كلا من عدن وابين تزامنا مع تحركات دبلوماسية للقيادات الجنوبية اقليميا ودوليا. نحن الجنوبيون ننظر إليها بتفائل كبير، لما يمكن ان تحمل في طيها متغيرات كثيرة، ذو إنعكاسات إيجابية على قضيتنا الجنوبية.
وهنا نطالب الأشقاء في المملكة العربية السعودية إزالة الشكوك أو تأكيدها من الموقف تجاه نضالات شعب الجنوب وتصديه لتلك القوى الإرهابية والتي تأتمر من عناصر متنفذه في الشرعية تحضى بالرعاية والدعم من قبل المملكة.
ويهمنى هنا أن أسجل الملاحظات الأربع التالية:
أولاً: إن الشرعية الاخوانية تقرع طبول الحرب وشن الأعمال الارهابية وتوتير الساحة الجنوبية، وتهدد بجولة مواجهات جديدة.
ثانياً: هناك حرب إعلامية وتصريحات عدائية،
وتحريض للفتنة والكراهية، نرى فيها مقدمات لأعمال حربية صريحة، تهدد امن واستقرار الجنوب وشعبه.
ثالثاً: ندعو كل ابناء الجنوب إلى رص الصفوف والنظر إلى المخاطر التي تهدد وطنهم ومستقبل اجيالهم القادمة، وتناسي الخلافات التي يصنعها ويفخخها أعدائهم، ولعل في صراحة حديث الشيخ طارق الفضلي وما كشفه يكفي لإقناع من لم يقتنع بعد ، فما يحدث اليوم ما هو إلا امتداد لتلك الأفكار الإرهابية والعقلية القبلية اليمنية التي كشفها الشيخ طارق الفضلي منذ وقت مبكر.
رابعاً: إن ما يمر به وطنا اليوم يفرض علينا وحدة الصف الجنوبي وتناسي الخلافات، وإتخاذ كل ما يلزم لمواجهة “خطر جدي” يهدد الجنوب وشعبه ومستقبل اجياله القادمة، فالجنوب هدف لتلك القوى التي تسعى للسيطرة على ثرواته الهائلة وإذلال أبنائه وأجياله القادمه؟!