fbpx
أردوغان يكسر خنصر رابعة.. ما رأي الإخوان
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

رافق توقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استخدام شعار “رابعة” في مؤتمرات حزبه بالمدن التركية، الذي طالما تبناه في خطاباته من قبل، وذلك بالتزامن مع المحادثات بين الجانبين التركي والمصري؛ جدلا وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا والعالم العربي.

 

وطلب أردوغان في مؤتمر حزب العدالة والتنمية بمدينة كهرمان مرعش الأسبوع الماضي من الحاضرين، الهتاف “لنحلف يميننا” بدلا من “لنرفع رابعتنا” كما اعتاد في كل مرة.

 

واختصر أردوغان عناصر شعار “رابعة” التي سبق أن عبّر عنها بـ”دولة واحدة، علم واحد، أمة واحدة، وطن واحد”. إلى ثلاثة عناصر فقط بقوله “دولة واحدة، علم واحد، أمة واحدة”، وطالب من الحاضرين تكرار الشعار بقوله “لنحلف يميننا”.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي تُجرى فيه مباحثات ثنائية بين تركيا ومصر، في محاولة لتطبيع العلاقات بين البلدين التي انقطعت منذ عام 2013، بسبب دعم تركيا لجماعة الإخوان. وأعلنت وزارة الخارجية المصرية الثلاثاء الماضي، عن انطلاق جولة جديدة من المحادثات الاستكشافية بين مصر وتركيا، تمهيدا لتطبيع العلاقات بين البلدين.

 

وأكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الأسبوع الماضي، أنه يمكن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع تركيا هذا العام إذا تم حل القضايا العالقة، في أعقاب الاجتماعات الأخيرة بين البلدين لإعادة تطبيع العلاقات.

 

وكان شعار اليد التي ترفع أصابعها عدا الإبهام للدلالة على رقم 4، أصبح ماركة مسجلة باسم تنظيم الإخوان المسلمين سواء على أرض الواقع في تظاهراتهم أو على صفحاتهم وحساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، عقب قيام أردوغان برفع يمناه بهذه الطريقة عام 2013، فيما سُمي “علامة النصر الجديدة”، والتي تشير إلى فض ميدان رابعة العدوية في مصر. وكتب ناشط تركي:

VatandasTube@

 

لن يرفع أردوغان علامة رابعة مرة أخرى بعد أن بدأت العلاقات مع مصر في التحسن.

ولطالما استخدم أردوغان ورقة الإخوان المسلمين أملا في أن يكونوا مؤثرين في بلدانهم. وفي كل مناسبة كان يصر على الدفاع عنهم واعتبار ما جرى في مصر انقلابا.

 

ونجح أردوغان في استخدام شعار رابعة وتوظيفه “بمستوى بالغ الاحتراف”، فشعار رابعة لم يخدم فقط رؤيته العثمانية الكبرى؛ بل ساعد على تعزيز صورته عند الإسلاميين وجمعهم حوله.

ويقول مراقبون إن الشعار ساعده أيضا في الانتخابات التي أجريت في الماضي، فقد نجح في تسويق صورة الإسلاميين المضطهدين وكسب بعض التضامن. لكن اليوم انقلب عليه الأمر وأصبحوا عبئا ثقيلا يهددون بخسارته للانتخابات القادمة هو وحزبه، وكان لا بد من التخلص منهم.

 

وكتب مغرد “أردوغان في القلب، هو تاجر ورجل أعمال يريد الأتباع وليس المنافسين. سياسته تجاه حلفائه العرب هي الدليل النهائي على ذلك. إنه لا يشجع الإسلاميين العرب لتشكيل منصة جديدة بل ليكونوا القطيع الذي يتبعه”.

 

وتركيا التي تعثرت إمكانية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي طوال السنوات الماضية، اقتنعت بالبحث عن عمق جديد لها، وباتت تبحث عن تزعم العالم الإسلامي وتريد أن يكون لها دور أوسع في منطقة الشرق الأوسط. وتتفرغ كتائب إلكترونية للدفاع عن هذا الدور.

 

ولأردوغان حسابات على الشبكات الاجتماعية، يحاور من خلالها الشباب العربي بطريقة “تتوافق مع رؤيته للدور التركي القائد”.

 

ويؤكد كريستيان براكل، رئيس فرع مؤسسة “هاينريش بول” في تركيا، أن أردوغان يقدم نفسه “كمنقذ للمسلمين الذين يعانون من الاضطهاد والإساءة”.

 

ويتلذذ أردوغان باستخدام الخطب الحماسية النارية على المنابر التي لا تضع رقابة على كلامه، والأهم أنها لا تحلله.

 

شعار رابعة ساعد أردوغان في الانتخابات التي أجريت في الماضي، فقد نجح في تسويق صورة الإسلاميين المضطهدين وكسب بعض التضامن

يذكر أن مسيرة أردوغان منذ بداية تجربته السياسية أصبحت توصف بـ”رحلة إلى الشعبوية”. ويقول سونر جاغابتاي، مؤلف كتاب “السلطان الجديد: أردوغان وأزمة تركيا الحديثة”، “أردوغان هو مخترع الشعبوية في القرن الحادي والعشرين. إن مسيرته تظهر التأثير الاستثنائي الذي يمكن أن يحدثه شخص في دولة بأكملها”.

 

وأثبتت دراسة أن فترة رئاسته الأخيرة هي الأكثر شعبوية بين جميع الزعماء اليمينيين في قاعدة بيانات الشعبوية العالمية التي تتابع مستويات الخطاب الشعبوي في خُطب ما يقرب من 140 من الزعماء في أوروبا والأميركتين.

أخبار ذات صله