fbpx
كارثة حضرموت و الحكومة النائمة في العسل

تتعرض المكلا لكارثة بيئية فظيعة قد تستمر لسنوات 
و قد تتسع لتصل الى مناطق أبعد على امتداد الشريط الساحلي اليمني و مياهنا الأقليمية و ما ورائها

رائحة المازوت تخنق اجواء المكلا التي كانت معطرة برائحة البحر الشهية
و تلوث مياه بحرها الصافية و تقتل أحيائها البحرية و ثروتنا السمكية القيمة و مستشفى الأطفال القريب من هناك يمتلئ هواءه بعادم للحياة يستقبل بالموت أطفالا يولدون للتو !!

لو كنا نعيش في دولة غير اللا دولة التي اسمها اليمن 
لسارعت الحكومة بتلافي اتساع حجم الكارثة و لو بالاستعانة بشركات عالمية متخصصة في التصدي لهذه الكوارث .. نتذكر هنا كارثة تفجير الناقلة الفرنسية ليمبيرج لكن كان هناك من يمد لنا يد العون .. أما اليوم فمن ننادي ؟؟

و كان البروفيسور محمد سعيد المشجري أستاذ العلوم البيئية بجامعة حضرموت والرئيس السابق للهيئة العامة لحماية البيئة بالجمهورية قد كشف – بحسب احد المواقع – عن ترسب مادة المازوت من موقع الباخرة شامبيون 1 الجانحة على شواطئ المكلا في وقت قصير الى كل شواطئ المكلا وفوه ومناطق أخرى من سواحل حضرموت على طول مئات الكيلو مترات وأكد احتمال وصولها الى المناطق والبلدان المجاورة بسبب ان شواطئ المكلا في هذه المواسم تتسم بالتيارات البحرية القوية.

وسوف يؤدي تلوث الشواطئ بهذه المادة النفطية “المازوت” – و الكلام لازال للبروفيسور المشجري – الى إلحاق الضرر بكافة الكائنات الحية البحرية دون استثناء وينتج عن ذلك خسارة فادحة بكافة هذه الكائنات وبالثروة السمكية لمنطقة التلوث والمناطق المجاورة لها وإلى انخفاض كبير جدا في إنتاجية صيد الأسماك الذي يعتاش منها ملايين البشر نظرا لعدة أسباب :
نفوق كميات هائلة من الأسماك وبكافة الأنواع والأعمار نتيجة التسمم أو الاختناق بتلك المادة النفطية الخطيرة كذلك نفوق بيض ويرقات العديد من الأسماك التي تعيش في مناطق قريبة من سطح البحر أو تقطن الطبقات العليا منها وعزوف الناس عن شراء الأسماك خوفا من أخطار استهلاكهم للأسماك الملوثة. مما يؤدي الى عدم تناول الأسماك لرداءة طعمها لفترة زمنية طويلة بسبب توقف الصيادين عن الصيد في المناطق الملوثة خشية تلف معداتهم.

و كانت جهود ادراة ميناء المكلا للتصدي للكارثة غير موفقة حيث قاموا بمحاولة سحب السفينة من موقعها الى مكان أعمق ولكن النتيجة كانت كارثة أخرى لأنه حدث تشقق في خزانات السفينة مما أدى الى تسرب المازوت بكميات هائلة وهذا يعتبر خطأ فادح وسوء إدارة من ميناء المكلا مع هذه الحوادث . وكان يفترض – كما أقترح المشجري – تفريغ المازوت من الباخرة المجنحة الى خزانات بسفينة اخرى ثم سحبها ان كان لديهم امكانيات للسحب مالم تترك السفينة في موقعها مشيرا الى أن هذا يثير عدة تساؤلات اين خطة الطوارئ لدى ميناء المكلا ؟
و أين الجهات المختصة في إرشاد السفن في مثل هذه المواسم ؟!!
من ناحية أخرى كانت موانئ عدن قد ترددت بإعطاء أمر خروج السفينة من الميناء بسبب عدم جاهزيتها وعمرها الافتراضي وتهالك محركاتها ورغم ذلك سمح لها بالإبحار رغم مناشدات ميناء المكلا ومحافظ حضرموت بعدم صلاحيتها ورغم ذلك أعطت الأذن بالإبحار اليها!

و يملك هذه السفينة رجل أعمال يدعى العيسي المعروف بامتلاكه لاسطول سفن قديمة و متهالكة رميت كخردة في البلدان التي استخدمت سابقاً فيها و يقال ان احدى سفنه كانت ستحدث كارثة مماثلة في ميناء مصفاة عدن لولا يقظة العمال هناك لتلافي المشكلة بسرعة !
كل ذلك و حكومتنا نائمة في العسل و لم نسمع حتى الان انها استدعت العيسي او حاسبته أو حتى وجهت له مجرد لفت نظر لابعاد كوارثه المسماة سفن عن شواطئنا التي لا ينقصها من الاهمال و العبث الا كوارثه !!
أو حتى حملته قيمة أي تعويضات يجب ان تدفع للمساعدة في الحد من انتشار الكارثة !

منتهى التسيب !!!

حتى الاعلام اليمني لم يتناول الكارثة بجدية !!

اما الحكومة فهي تبدو كالعادة أبعد ما تكون عن تحمل اي مسؤولية في اي شهر في العام فكيف في رمضان شهر الصيام و النيام ؟؟

لا ادري هل ما حدث في المكلا ..هو الكارثة …أم ان الكارثة في الأصل هي …في حكومتنا اللا رشيدة ؟؟