fbpx
هدايا باسندوه : مكانس في الشمال وأكفاناً إلى الجنوب

هدايا باسندوه :

مكانس في الشمال وأكفاناً إلى الجنوب

بقلم / سعدان اليافعي

تعددت أشكال وأنواع المكانس التي بشر بها رئيس حكومة وفاق اليمن ” أبشركم بأنني آتيا لكم بمكنس كبير احمله …” القول لسيدي باسندوه .

هكذا إذا حكاية مشاكل اليمن وأزماته المفتعلة تتلخص في هذا المكنس الكبير وفي شوارع الشمال التي تكثف تلك الحكومة جهودها المضنية لتنظيفها وتكنيس شوارعها التي كانت مسرح بل ملعب التحدي التي عاشها اليمن في كل محفظاتها الشمالية ، خلال عام من المأساة بين فريق كلا يرمي بالتهم على الفريق الآخر .

ففريق الزعيم المخلوع يلخص معاناته من تلك الشوارع بان السكينة العامة والأمن غاب للأسر الساكنة مما جعلها تغادر المنازل ولا زالت التظاهرات من قبلهم لتنظيف الشوارع مستمرا قاصدين بالتنظيف مغادرتها من الاحتشاد .

لكن العجب العجاب بالفريق الآخر ” المنتصر” الذي شمر عن السواعد لتنظيف تلك الشوارع من تخم ما عاشوه خلال عام من راحة ورفاهية صرفت لأنصارهم في تلك المخيمات ما لذ وطاب لتتكدس الفضلات من النعيم ألهني الذي عاشوه .

فذلك الفريق غير آبهين عن تلك الضحايا والقتلى الذين سقطوا وكانوا ينشدون الثورة الحقيقة لا لتقاسم سلطة زائلة أو هديا دموع وحمل مكانس .

يا رحمتاه لتعز صاحبة النصيب الأكبر من تلك الضحايا في شمال اليمن فكما تدين تدان ، وبقدر ما تعطي ستأخذ فنصيبها وذلك حسب إعلان متلفز من حامل تلك البشرى السارة إليهم بما يعني كلامه ” المكنس الكبير أتيا إليكم مقابل صمودكم وتضحياتكم الأكبر لما كنتم تعتقدوها ثورة ، ها نحن كحكومة وفاق نرد لكم الجميل بمكنس كبير انتم أهل له وتستحقوه بكبر محافظتكم ونضالكم فمكنسكم هذا غير مكانس بقية المحافظات التي أعطيتها تلك الهدايا .

لكن إشكالية عاشتها الحكومة وخاصة رئيسها باسندوه الذي سوق كل ما لديه من هدايا وبضائع كاسدة في المحافظات الشمالية ” مكانس ودموع ” لم يتسنى له إلا يجمع كافة وزرائهم ومستشاريه للبحث له عن هدايا أخرى يهديها لشعب آخر حسم أمره انه شعب الجنوب إن فكر بزيارته أو استطاع إن يطأ أراضي الجنوب بأمان، وخلال عمليات البحث والتنقيب لم يجد له ما يناسب وضعه الذي يعيشه في تلك المحافظات الملتهبة لان شوارعه ليس مليئة بالعلب البلاستيكية والقراطيس والقمامة والفضلات من نعيم عاشوه خلال ثورتهم فقط بل شوارعها تختلف عن شوارعكم فقد بدلت معالمها واتجاهاتها ودمرت أرصفتها بمنجزرات دباباتكم ومدرعاتكم وأسلحتكم الثقيلة التي أطلقت في كل مكان وبكل اتجاه في محفظات الجنوب منذو عشرون عاما ونيف بعد حرب دمرت وأكلت الأخضر واليابس ولا زالت مستمرة حتى اللحظة .

سيدي شوارع الجنوب تتكدس بجثث الأبرياء  ورائحة البارود وأبين خير شاهد فالطفولة لا زالت تتساقط وتقتل براءتها  أينما وجدت في المدارس والشوارع المنازل وحتى أحضان الأمهات فما زال مسلسل الاغتيال مستمر وبدون نهاية فالطفلة حنان سقط صريعة لحظة كتابتي هذا المقال .

 

اذا سيدي سأقترح لك هدية قد يكون له قبول لدى شعبي بعد إن عجز مستشاريك عن الحلول لأقول لك أهدنا أكفانا نغطي بها جثث شهدائنا ورفعها من شوارعنا لنشيعها إلى مثواها الأخير فحلقة التشيع لدينا ألفنائها ومستمرة يوما لكل شهيد وأكثر من شهيد ولن ينتهي حتى تحرير الوطن .

ولا تنسى سيدي ان تحمل معك قطع أكثر من القماش لنصنع منها أعلام جنوبية نرفعها في التظاهرات التي نقيمها تحت أزيز رصاص حكومتكم .

ووصيه من أطفال الجنوب يبلغوك بان الهدية التي يحبوها ويكونوا ممتنين لك هي علب الألوان التي لا يزيد عن اللون الأحمر الأبيض والأزرق والأسود فأطفال الجنوب يحبوها حتى النخاع ومتيمين فيها ورضوعها منذ الصغر ليرسموا بها على وجوههم وأجسادهم أعلام دولتهم كما يرسموها على جدران منازلهم وجبالهم وشوارعهم ومنتزهاتهم إن أبقى لهم الاحتلال منتزهات .