fbpx
بل تدفع … بل تدفع

بل تدفع … بل تدفع

محمد بالفخر

                                               

     ثلاثة عشر مليار ريال مخصصات لمشايخ القبائل في اليمن تصرف لهم على مدى عقود من الزمن كما تابعنا من خلال وسائل الاعلام اليمنية وتابعنا ذلك الترحيب بتصريحات رئيس الحكومة التوافقية  انها لن تدفع  ولن تعتمد بعد اليوم .

 مليارات من الريالات التي تدفع لصالح المشايخ في اليمن ولعقود لشراء ولاء اولئك البشر وليتم تمكينهم من استعباد المواطنين  وإذلالهم  و تتيسر لهم الملايين لشراء اناس او ظلم اناس آخرين .  فبمال الشعب يظلم الشعب وبمال الوطن ينتهك حق المواطن.

 وأنا هنا لست بصدد الترحيب او التشكيك او غيره بتصريح باسندوة لكن لي وقفة مع كل هذا العبث المستمر لسنوات طوال ألم يكن هؤلاء المسؤلين على علم بهذا النهب المنظم للمال العام وتحت مسمى شؤون القبائل وكأن ما يعطى للمشايخ هو لإصلاح شؤون القبيلة ولإيصال الخدمات لتلك القبيلة او مساعدة محتاجي القبيلة أو انشاء مشاريع لسكان تلك المنطقة التي تقطنها القبيلة وكأن الشيخ الفلاني هو الحارس الامين لصرف تلك الملايين المعتمدة في وجوهها لكن ما حدث انه كما يقول المثل  ( عطاء من لا يملك لمن لا يستحق )

ويستحضرني مشهد اولئك المحتاجين الذين يتوافدون لوزارة الشؤون الاجتماعية لتسلم الريالات القليلة كمعونات للفقراء والأرامل التي لا تكفي شخص واحد لبضعة ايام شهر فما بالك بألفي  ريال لأسرة كبيرة بل ولا تسلمها إلا كل بضعة اشهر وبعد ان يمتهن الفرد ويذل ويستخف به . ذلك مشهد يختلف عن   مشهد المشايخ المتخمين البطون الذين يتبجحون وهم يتسلمون الملايين من مصلحة شؤون القبائل وينظرون لمن حولهم من رأس انوفهم !

اليس المشهدين يبعثان على الاحباط والغضب كيف يصرف لذلك الشيخ ( شيخ منظر ) تلك الملايين وتمتد يده لأخذها وهو في غير حاجة لها فهو الذي يمتلك السيارات الفارهة والبيوت المشيدة والأراضي الشاسعة المترامية الاطراف و الخيالية المساحة والتي حصل عليها اما نهبا من شخص ضعيف كما حصل لأراضي تهامة او محاباة من المسؤل الفلاني او غنيمة وفيدا كما حصل لأراضي الجنوب أو .. أو ..  الى اخر تلك الطرق التي نعرفها جميعا والتي بها حصل ويحصب كل اولئك القوم على ما يمتلكون .

وكيف يعطى المواطن البسيط او الارملة التي تعيل كتيبة اطفال لا عائل لهم وهم يتسلمون المال الحق الذي يجب على الدولة دفعه لهم ليكفيهم ذل السؤال او يمنع من تحول البعض الى مجرمين يهددون السكينة العامة كيف يأخذوه بكل انكسار وذل وتخرج احداهن دامعة العين اين ستذهب بتلك الفتافيت البسيطة .

او ذلك العجوز الفقير او الرجل العاطل وهم يقبلون الالفين ريال او ثلاثة آلاف   ماذا ستشتري  او يشتري بها ومن يسدد من الدائنين اولا فبدل ان يخرج احدهم مستبشر المحيى ضاحك السن يخرج بهموم اكثر من التي دخل بها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

ولا نقول الا لكم الله هو خير معين ولن تفيدكم دموع باسندوة بشئ .

وأعود لأقول هل فعلا تستطيع الحكومة القائمة الان تمنع هذا العبث وهل سيكون باسندوة قادرا على تخطي الخط الاحمر ويقف في وجه مشايخ ألفوا الجباية من كل مكان حتى من خارج الحدود كما هو معلوم !

أم انها شعارات وتصريحات في الهواء

هل بإمكان حكومة الوفاق وهم فرقاء متشاكسون ان تترجم تضحيات الشباب وحلمهم  بإقامة دولة نظام وقانون دولة مدنية حقيقة ؟

 ام أن القبيلة ستكون لها الغلبة وسنسمع احد  مشايخها وقد رفع صوته اعلى من صوت باسندوه  ويقول بل ستدفع  بل ستدفع !!

خاتمة :

للشاعر احمد مطر

يا ايّها البرامكة:

من وضع الستر لكم

بوسعه ان يهتكه

ومن حباكم بدم

من حقه ان يسفكه .

قد ترك الماضي لكم عبرته

فلتأخذوا العبرة مما تركه.

mbalfakher@gmail.com