fbpx
المفصّـعـون .!

 

المفصّـعـون .!

صلاح السقلدي

لطالما أمعنا بنقد التطرف- أي تطرف كان-،وهو يستحق هذا النقد. فالتطرف هو نقيض الاعتدال والتوسط واللين، ولكن هذا الاعتدال الذي وصفه أحد الفلاسفة بانه فضيلة لها مفعول السحر بالحياة، وبالكلام اللين يغلب الحق البين كما يقال ، حين يتجاوز حده يتحول أيضا إلى تطرف باسم التوسط والمرونة أو قل يتحول إلى انبطاح مهين أو(فصّـاع) مشين ، مثل الذي نراه اليوم من بعض الساسة والحزبيين وحتى بعض المستقلين وهم يتملقون بشكل مقرف لصناع القرار بصنعاء. تراهم يحطون عن قصد من قدر القضية الجنوبية وعدالتها ظنا منهم ان تقديم القضية الجنوبية قربانا امام بوابات الحكومة وعتبات المشايخ سيجلب لهم عين الرضاء ويجعلهم من الحظوة.

   فهذا أحد الأحزاب التي كانت الى قبل اشهر تسمى معارضة تراه يجعل من نفسه  شيخا أكثر من الشيخ نفسه حين اعترض وبشدة على فكرة الفيدرالية كحل مطروح للقضية الجنوبية والتي هي أساسا فكرة لا تحظى بقبول جنوبي واسع- ويزعم بان إقامة دولة من عدة أقاليم هو الحل الأمثل لقضية بحجم القضية الجنوبية، اتساقاً مع ما قاله شيخ قبيلة حاشد قبل أيام  صادق الأحمر، مع اننا نعرف ان الوضع لم يتغير منذ عام الغزو عام 94م ولا حتى منذ  اندلعت ثورة التغيير (المرحومة) قبل عام وان تغير الجلاد فقط وتبادل المعتدون على الجنوب الأدوار، ومع ان احدٍ لم يطلب من هذا الحزب (الوحدوي العسر) ان يعلن تأييده بفك الارتباط مع حلفائه بصنعاء الذين غزو الجنوب ونهبوه واستعمروه باعترافاتهم انفسهم لسبب بسيط  وهو ان هذا الحزب  بحاجة إلى من يفك رباطه المربوط  به إلى بوابة قصر شيح قبيلة (حاشد العظمى ) منذ سنوات. وهذا قيادي حزبي  يصف الذين قدموا استقالاتهم  من حزبه بأنهم:( حثالات) وان حزبه أصبح اليوم نقيا تقيا حد وصفه.!

– مشكلة الجنوب منذ الاستقلال وحتى اليوم انه ضحية لنقيضين من التفكير إما محبٌ غالي أو مبغضٌ قالِ. ضحية عقول ثورية  نزقة اشبه بـ(ثيرانٍ نطاحة )وبين نفوس منهزمة منكسرة أشبه ببقر الجنة (لا نطاحة ولا رماحة) ،يتقن أصحابها  قعدة (القرفصاء )أمام أقدام المعطي والمانح و(تبوس)أبوابه المقفلة و(تلحس) أقفاله الصدئة، كما يعمل ثلة من بعض الساسة والحزبيين وبعض الصحفيين الذين يسكبون مدادهم حسب الطلب والنشطاء المحسوبين  على هذا الوطن( الجنوب) المنكوب بهم والعاملين كهيئة محلفين تصدر الاحكام إصدار الأحكام حسب قاعدة المتهم متهم ولو ثبتت براءته. ولكن يظل هذا الجنوب وبرغم مرارة المأساة وكبر حجم دائرة المؤامرة لا يقبل ان يكون بمربع الباطل وفي صف الطغاة ونخاسي الاوطان وسيظل الجنوب يهتف دوما بشعر الشاعر العربي الثائر أحمد مطر:

(إنني لست لحزبٍ أو جماعة

أو لدكانٍ بضاعة.!

إنني الموجةُ تعلو حُرةً ما بين بين

وتُقضي نحبها دوماً

لكي تروي رمال الضفتين.!

وأنا الغيمةُ للارض جميعاً

وأنا النغمة للناس جميعاً

وأنا الريح المشاعة.

غير أني في زمان الفرز

أنحازُ إلى الفوز

فإن خُـيّــرتُ ما بين اثنتين:

أن أغني مترفاً عند يزيد

أو أصلي جائعاًخلف الحسين

سأصلي جائعاً خلف الحسين.