fbpx
ونحن من يحرسنا ؟

الخميس وجهت وزارة الداخلية اليمنية بمنع حركة السياح والدبلوماسيين الأجانب في اليمن مالم يكونوا تحت الحماية الأمنية المرافقة لهم، ووجهت الوزارة إدارات الشرطة بالمحافظات وأمانة العاصمة وكذا الشرطة السياحية بعدم السماح للسياح الأجانب وكذا الدبلوماسين بالتحرك بين المحافظات بدون الحماية الأمنية المرافقه لهم. لا يوجد بلد في العالم يسير فيه السائح برفقة الحراسة الأمنية إلا اليمن ،حتى في البلدان غير المستقرة امنيا كالعراق بعد سقوط صدام حسين كان الجنود يقفون على مسافة بعيدة من الاجانب ويحرصون على ان يعكسوا صورة ايجابية عن بلدهم. مالا يعرفه كثيرون وهذا ما اخبرنا به سياح ومندوبو قنوات فضائية ان الحراسات الأمنية التي كانت تكلف بحمايتهم قبل سنوات كانت تتحول الى عبء على الضيف، حيث يتحمل نفقاتها ومأكلها ومشربها وحتى ثقل دم اكثرهم من المرافقين الذين لا يفارقون من كلفوا بحمايته ليتحولوا الى مراقبين وجواسيس عليه،بل ان من الأجانب من يأتي برفقة زوجته او صديقته فلا يجد متنفسا للحديث معها فالمحرم ثالثهما . مراسل قناة فضائية عالمية قال لي ذات يوم بتذمر ان المرافق الأمني الذي كلفته وزارة الإعلام بمرافقته طلب منه ان يحجز له تذاكر طيران من صنعاء الى عدن وحجز في الفندق ومصروف يومي لا يقل عن مائة دولار وهو ما جعله يفكر بقطع زيارته والعودة الى مقر القناة. قد تظن وزارة الداخلية انها تقدم لهؤلاء الأجانب خدمة عظيمة وهي ترسل الأطقم والمرافقين الأمنين برفقتهم وكأنهم سجناء ينقلون من السجون الى قاعات المحاكم ، في حين أنها في الحقيقة لاتقدم لهم ولنا سوى الصورة الحقيقية عن فشلها وضعف أدائها، كما انها بمثل هكذا إجراء انما تطلق رصاصة الرحمة الأخيرة على ما يمكن تسميته بالنشاط السياحي ،بدلا عن الترويج له. ربما لاتعلم هذه الوزارة المغمضة العينين الا عن رؤية انجازات الوزير الترب وأدائه للصلاة اماما على عدد من وكلاء الوزارة وضباطها وخروجه ليلا متنكرا ،وكأنه من الخلفاء الراشدين ، ان اكثر ما يستفز زوار هذ البلد التعيس هو مناظر الجنود والمسلحين في الشوارع والنقاط العسكرية والقبلية التي لا تعد ولا تحصى ، فكيف سيكون الحال اذا ماتم تكعيف هؤلاء مرافقين مدججين بالسلاح، يبتزونهم ويكتمون على أنفاسهم. ما أخشاه هو ان يتطور الحال بهذه الوزارة وتحت التأثير بحالة الإعجاب بمنجزات وزيرها لأن تلزمنا جميعا غدا وتحت مبرر الحفاظ على سلامتنا بعدم الحركة او الأكل او الشرب أو النوم إلا بوجود مرافق أمني ، من الشرطة العائلية و الأسرية أسوة بالشرطة السياحية المكلفة بحماية السياح.