fbpx
الجنوب وقياداته وهادي وانتصاراته

اتابع بصمت منذ اسابيع قليلة مضت ردود الفعل المتباينة حول ذهاب بعض قيادات الثورة الجنوبية إلي صنعاﺀ واجتماعها مع الرئيس اليمني هادي فكما اشرت تباينت ردود افعال الشارع الجنوبي وانقسم على نفسه بين مؤيد ومعارض لتلك الخطوة التي اعتبرتها انا شخصيا مفاجأة على الاقل بالنسبة لي فيما يخص مطلق شرارة الثورة الجنوبية ومؤسسها القيادي العميد ناصر علي النوبة الذي كان حتي قبيل سفرة المفاجئ ولقائه بهادي واعلان مباركته لكل خطوات هادي على درب التسوية السياسية المتمخضة عن مؤتمر الحوار الوطني كان اكثر قادة الثورة الجنوبية رفضا للحوار ومخرجاته واكثرهم تمسكا بخيار استقلال الجنوب واستعادة دولته السابقة.

في خضم تبعات ذلك كنت منهمكا في البحث عن مبررات كافية لهم محاولا باستماته شديدة التماس العذر لهم عبر البحث طويلا في نتائج تلك الخطوة وانعكاساتها على الجنوب وقضيته وثورته السلمية المشتعلة منذ ثمانية اعوام.

كنت اميل تارة لمؤيدي ذهاب النوبة وغيره من القيادات إلى صنعاﺀ ولقائهم بهادي عند توقفي عند نقطة واحدة الا وهي لا ضير من الجلوس مع خصمك أي راس النظام او الدولة التي تناضل لنيل استقلالك منها والتباحث معه حول ما يعود بنتائج ايجابية تعزز من موقفك النضالي وتقرب موعد النصر وتارة اخرى اميل لتيار الرفض ليقيني التام ان تلك الزيارات لم تأت بما يفيد القضية على اعتبار إن الرئيس هادي يمثل نظام اجتاح الجنوب وانتهك حقوق شعبه وعاث في ارضه نهبا وفسادا وما هادي الا رئيسا انتقاليا وغدا أو بعد غد ستعود السلطة والحكم لغيره ممن دفع الجنوبيين للخروج إلى الشوارع والساحات والميادين والمطالبة باستعادة دولتهم القائمة قبل مايو 90 م.

وبذلك تكون التزامات هادي أو أي اتفاقيات مبرمه معه غير مضمونة التنفيذ في عهد خلفه الذي يجب علينا ان نتأكد انه سيتعامل مع الجنوب وفق مبدا فاقد الشي لا يعطيه وبين فريقا التأييد والرفض وحجج ومبررات كل فريق استخلصت إن المستفيد من زيارات القيادات الجنوبية للعاصمة اليمنية صنعاﺀ هو النظام الحاكم في صنعاﺀ ورئيسه الجنوبي هادي واستنتاجي مستندا على حقائق عدة منها ان النظام بكافة مكوناته بما فيها المتصارعون ضمن بقاء الوحدة لأطول فترة ممكنة  وما ادراك ما بقاء الوحدة بالنسبة لهم .

إما فوائد الرئيس هادي تتمثل في انه  اليوم يخوض حرب ضروس ضد طرفي النفوذ القبلي والسياسي هناك وان كلاهما متربصا به ويسعى لإزاحته اليوم قبل غد عن كرسي الحكم وإن تمكنه من هدم سور الموقف الجنوبي المتشدد من الوحدة واختراق قلعة الرفض القاطع لمخرجات الحوار الوطني سيمنحه زخما بل مكاسب سياسية واعلامية هو في امس حاجتها الآن أكثر من أي وقت آخر مضى اضف إلى ذلك انه سيمنحه الشعور بالنصر لتحقيق ما فشل سلفه صالح في تحقيقه الا وهو شق الصف الجنوبي واستمالة بعض قياداته الكبيرة إلي صفه وذلك كافيا لزيادة رصيده في بنك الدعم الخارجي .

وبالتالي استمرار ضغط الخارج على اطراف الصراع اليمني بضرورة تمديد الفترة الانتقالية وبقاء هادي رئيسا لليمن لفترة إضافية وهو ما يعمل جاهدا لتحقيقه وبما انني استخلصت تلك النتيجة التي قد يختلف معي حوله البعض من زيارات القيادات الجنوبية المتسارعة لصنعاء ولقاء هادي أرى إن استمرار الثورة الجنوبية والتمسك بخيار النضال السلمي وتنويع فعالياته وتفعيلها ورفع مستوى الأداء الاعلامي الجنوبي والخروج برسالتنا الاعلامية إلى خارج الحدود ومخاطبة العالم بكل لغاته ضرورة ملحه جدا وهو الضمان الوحيد لتحقيق الجنوبيين الهدف ونيل المطلب مع عدم ممانعتي لخيار الجلوس مع الطرف الآخر ومحاورته ولكن على نقطة واحدة وهي مطالب الشارع الجنوبي واهدف ثورته.