fbpx
لولا تاج ما كان الحراك

الشيخ : عبدالسلام بن عاطف جابر

عشر سنوات مرت على إعلان تأسيس التجمع الديمقراطي تاج في ٧-٧-٢٠٠٤ ولو أعمل الجنوبيون عقولهم في الأمر لاعتبروه يوم انطلاق الثورة السلمية -الحراك- ففي هذا التاريخ أعلنت تاج هدف تحرير واستقلال دولة الجنوب العربي . . . بل وكان هذا التاريخ آخر عام احتفل به نظام صنعاء بعيد النصر ، ومنه بدأت معاناة النظام ، وصراخه من وراء الكواليس .

وفي الوقت الذي كان الكثير من الجنوبيين يسخرون من دعوات تاج للتحرير والاستقلال ، كان القادة المؤسسين يواصلون دعوتهم للجنوبيين بضرورة الانضمام لمسيرة التحرير . . . وقد حدثني صديق أنه في ٢٠٠٥ أو ٢٠٠٦ كان في تايلند ؛ وزارهم في مقيلهم شخصان يدعوان للانضمام إلى مسيرة تحرير الجنوب العربي ، وقال : حينها سخرنا منهما ، وضحكنا ، وقلنا لهما خزنوا معنا والله يرزقكم من غيرنا ، كنا نعتقد أنَّها دعوة مجانين ، أو فارغين وجدوا شيء يشغلهم ، فنسيتهما ونسيت اسميهما  . . . وبعد أكثر من سنة إذا بأحدهما في قناة الجزيرة ينافح عن التحرير والاستقلال (يعني الأستاذ عبده النقيب)  فتذكرته ، وبعده بأشهر إذا بالآخر عبر قناة أخرى يتحدث بنفس الكلام (يعني القائد المؤسس الدكتور عبدالله الحالمي) . . . وإذا بكل من قابلته من الجنوبيين متأثرين بحديثهما ، وأصبحا حديث المجالس والأسواق ، في كل مكان يتواجد فيه الجنوبيين…!

انتهى كلامه .

وفي هذا المقال لسنا بصدد ذكر تاريخ تاج ، فهذا الأمر يحتاج إلى كتاب ، ولا للدعاية لتاج فهي ليست في منافسة سياسية مع أحد . . . فقط نتذكر في عيدها العاشر ، فالذكرى تنفع الوطنيين . ونضع عناوين تدل الشعب على إخلاص رجال صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه .

والعناوين كثيرة , ومنها  ؛ تاج أول تنظيم سياسي جنوبي تأسس من أجل هدف واضح “تحرير واستقلال الجنوب العربي”  في ٢٠٠٤ . . . وأول تنظيم جنوبي يحصل على اعتراف ضمني بقضيتنا عندما سمحت بريطانيا بإعلان التأسيس . . . وأول تنظيم يفتح قنوات اتصال مع المنظمات الدولية ، وعبر هذه المنظمات استطاعت تاج ترتيب الملاجئ السياسية للقيادات الذين استهدفوا بالداخل ولم يعد لهم مأوى إلَّا السجن أو الموت .

وأول تنظيم جنوبي  – أو الوحيد – الذي دخل مجلس العموم البريطاني ليلقي كلمة باسم الشعب الجنوبي ممثلة بالأستاذ عبده النقيب .

وأول تنظيم وضع خطة استراتيجية للتواصل الجنوبي -الجنوبي عبر لجنة الاتصال التي تم تشكيلها برئاسة الوالد سالم الجعري ، وقد قامت اللجنة بالاتصال بالقيادات السابقة كالرئيس علي ناصر والرئيس العطاس وغيرهما ، كم اتمنى أن يفصح الوالد سالم الجعري بما سمعه منهم آن ذاك ، لو فعل ذلك لعرفهم الشعب على حقيقتهم .

وكانت تاج صاحبة مشروع الهيئات القيادية للحراك في المحافظات في نهاية ٢٠٠٧ ومطلع ٢٠٠٨ ، ولم تسعى للسيطرة عليها بل جعلت تشكيلها حسب رغبة الناس في الداخل . .  . وهي صاحبة مشروع الهيئة العليا لقيادة الحراك في الداخل  -لقاء العسكرية-  في الربع الأخير من ٢٠٠٨ والذي أفشله الحزب الاشتراكي ، وتحوَّل مسمَّاها إلى المجلس الوطني الأعلى .

وللعلم فقط ؛ فكل القيادات الجنوبية في الداخل انضمت لتاج في ٢٠٠٧ ؛ من الزعيم باعوم إلى جمال عبادي ، والخبجي والشنفرة والقمع والعسل ، وشكري ، والبيشي ، والصلاحي …… إلى آخر قائمة القادة …! ولكن العناصر الاشتراكية بقدرة قادر عادوا إلى الحزب الاشتراكي من وراء الكواليس ، وكانوا هم اللاعب الرئيس في شق الصف في لقاء العسكرية التاريخي ، وكانوا اللاعب الرئيس كذلك في دق تاج مع الأسف…!

وفي ٢٠٠٩ أصبح واضح للجميع – المحب والكاره للحراك الجنوبي –  دور تاج في إدارة الثورة ، وكونها صمام الأمان ، وقدرتها على احتواء أي اختلاف أو انقسام جنوبي ، مهما كان حجمه . . . وهذا جعلها هدف الاسقاط والضرب لكل مبغض لمطلب “التحرير والاستقلال” ، فتآمر عليها الجميع ؛ نظام صنعاء – الحزب الاشتراكي واللقاء المشترك – القيادات الفاشلة تاريخياً الطامحة في السيطرة على تمثيل الشعب الجنوبي وثورته …!!!

ما أدى إلى انقسام في قيادة تاج العليا بين الموالين للقيادات التاريخية وللحزب الاشتراكي وبين الموالين للجنوب ؛ وتم تعطيل دور تاج ، وتم ضرب قيادة الشرق الأوسط بسجن الأستاذ بدر الصلاحي وبعض معاونيه ، وبعد خروجه من السجن فشلت كل محاولاته انقاذ تاج ومعه الأستاذ صالح اليافعي والأستاذ جلال عبادي ومن معهم .

والخلاصة ؛ إن شعباً خرج من بين صفوفه مثل هؤلاء الأبطال المؤسسين ، الذين سخر منهم الجميع عندما خرجوا على العالم بدعوة تحرير واستقلال الجنوب في ٢٠٠٤ قادرٌ على أن يخرج من بين صفوفه من ينقذ الثورة الجنوبية مما هي فيه ، ومهمة إنقاذ ثورة أسهل من خلقها بكثير .

شكراً للقادة المؤسسين الحقيقيين ، لا أجد ما أقوله لكم اليوم ؛ إلَّا دعوة إلى الله في هذا الشهر المبارك أن يجازيكم خير الجزاء على حُسن صنيعكم مع شعبكم .