fbpx
لا تذلوا علينا ديننا !!

بقلم : فاروق المفلحي

لست أدري من اين ابدأ  ولكن سأبدأ بما قاله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما استبد بأحد الاشخاص الخوف والرهاب من سيئة زوغان عينه فترى النساء.   وكان يمشي في زحام  سوق المدينة  المنورة . وهو يحني رأسه، فصادف ان لمحه الخليفة عمر  .   فسأله  الخليفة ما ذا دعى بك  الى ان  تحني رأسك  فقال حتى لا يزيغ نظري الى وجووه النساء .!! فنهره عمر وقال له ( يا هذا لا تذل علينا ديننا ) ..

و اذا قارنا كيف كنا نتعايش ونتسامح ونقبل الاخر من غير ديننا  ونجيره  وندافع عنه  . فقد عدت الى قانون الحقوق والتعايش الذي وضعه الرسول  لحماية  وتعايش المسلمون واليهود والمسيحيون والصابئة في المدينة المنورة .

حوى هذا الدستور اثنين وخمسين بندا، كلها من رأي رسول الله. خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين، وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان.

وقد دُون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء. وضع هذا الدستور في السنة الأولى للهجرة، أى عام 623م. وأكد أنه في حال مهاجمة المدينة من قبل عدو عليهم أن يتحدوا لمجابهته وطرده.(منقول)

 

ما جعلني اكتب هذا.  هو تغريدة على صفحة الفيس بوك . للأستاذ والناشط السياسي علي سيف حسن الضالعي حفظه الله . فقد كتب في تغريدته . بما معناه هل يستطيعون انصار الله تحمل وقبول اداء صلاة التراويح من قبل السنة في مساجدهم ؟؟ وهو سؤال مخيف ومفزع !!في  ان تصل العداوات والاحقاد والتربص والغل   بنا الى ان نقتتل على اداء صلاة التراويح . فكيف ببقية الامور !!.

 

هنا اشعر باننا جميعا في مأزق . واذكّر بكتاب (الريحاني)  في رحلته الى جزيرة العرب . حيث ذكر في كتابه انه مر بتهامة ونزل في منزل احد الشيوخ . فاستقبله  الشيخ  وقال .. والله كنت سوف احسن وفادتك  واكرمكم ولكن نحن في شهر الصوم  . فسامحني واعذرني

ويقول كان يقولها  وهو يشعر بالتقصير  والخجل . في انه لم يكرم ضيفة المسيحي . واضاف الريحاني أنني اعرف انكم في شهر الصوم   ولكنني  فقط عرجّت لاسلم عليكم .  فكان رد الشيخ  التهامي المهيب  .هذه  ارضك ونحن اخوة و عرب . ولك من يصاحبك  ويحميك طوال الطريق .

 

يقول الريحاني.  تركنا  فجأة الشيخ وقلت في نفسي لديه مشاغلة .  وقمت  بدوري واستاذنت واعددت  حقائبي وامطيت جمالي وتحركت القافلة . قال واذا بشاب  ينطلق على حصان.  وهو يشير علينا بالتوقف . توقفنا وعندما اقترب منا سال عني وقال هذه هديتك من والدي واعذرني( فرمضان يخزي المضيف) .!! وهذا اقل ما نقوم به نحوكم من واجب .

 

يقول وضع بيدي صرة صغيرة وثقيلة وتبينت انها  ريالات فضية ( ماريا تريزا ). يا لكرم ذالك الشيخ التهامي . تذكروا كيف كنا في عهد الرسول وفي عهد قريب   من تاريخنا الحديث وكيف تحولنا ( وتدعوشنا) وتنكرنا .  قست قلوبنا وتوحشت  اخلاقنا وتجهمت ملامحنا . اليس هذا الذي نعانية هو ما يضعف علينا ديننا وما يسلبنا محبة الناس كل الناس قاطبة  . فديننا كله محبة  فحولناه الى خصومات وعداوات وخلافات على سنن وسبل وضم .

 

ولكن   من يقنع محاربي  الدواعش وهم لا يجيدون سوى الفتك ولا يفرحّهم ويطّيب مشاعرهم !! الا جز الكفوف وحشد مواكب الصلب والاعدامات .آلا يدركون  ان الحروب تفقد الانسان  اخلاقة  وتعمل على توحشه , وتفقد الأمة توازنها وتخل  بقيمها  وامنها .وانه وفي المجاعات قد أجّلت الحدود وكذلك هي في الحرب .

مخيف ما يجري في العراق مهد التعايش  وحاضرة  الامة الاسلامية . ومخيف اذا قيل لي أن أنصار الله وقد اصبحوا بقوة  دولة  مهابة,  ولا يمنحون الامان لمصلي التراويح .

. برات فورد . في 17 يوليو 2014م