fbpx
يافع نيوز مقبل عبدالله محمد

مقالات للكاتب

هكذا يرحلون بلا وداع

 

سقط فعل ماضي دل على إنك قد غصت حتى أذنيك في الوحل ثم ذهبت إلى تبرير فعلك ذلك بأنك تغتسل من سيصدق بأنك تغتسل!

ولم لا ما دامت طريقة الاغتسال هذه قد سبقك إليها أشخاص آخرون وتستهوي آخرين قادمون في الطريق.

ولأنه لم يكترث أحد لسقوطك أصلاً فإنه لا معنى لتبرير فعلك هذا.

ما كنت أريد السؤال عنه هو لماذا لم يجد أحد في خروج النوبة من المعتقل ـ والمعتقل هو ما يحب الرجل الحديث عنه ـ خروج مانديلا من المعتقل، ليس من الإنصاف وضع قامة نضالية عالمية كمانديلا في مقارنة مع النوبة، ولكن ما أردنا أن نضعه في الميزان هو أن مانديلا حين دخل المعتقل دخل وهو يحمل قضية ومبدأ وهدف ولم يخرج من المعتقل بدونهما، ولأن العميد قد خرج بدونهما كان بينه وبين مانديلا ما بين الثرى والثريا ولا سبيل للمقارنة.

الثورات تاريخ وفي التاريخ شواهد، فكم من مناضل لم يفك أسر معتقله إلا المنفى وكم من مناضل قد علّم الحيطان معنى الكرامة.

اعتقل النوبة ثم ما لبث أن خرج بشكل باهت، لذلك لم يحدث سقوطه زلزال على الرغم من تقديم إعلام المؤتمر والإصلاح وإعلام الانتقالي للنوبة على أنه مؤسس للحراك وقائد الحراك وربما ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك حتى ظن الرجل نفسه بأنه هو الجنوب.

كان اعتقال النوبة جزء من نص في السيناريو الذي جاء ما عرف بالسقوط متمماً له، ولكن ما القصد من اختيار هذا التوقيت بالذات ـ أقصد استدعاء النوبة إلى صنعاء ـ وما رافق ذلك من هيلمان وتضخيم، هل هي حالة الوهج تلك التي تسبق الانطفاء؟.

هل سقط سهم النوبة فأصبح في بورصة المخلفات جنباً إلى جنب مع الناخبي ولا تتحدد قيمته إلا بمقدار الخدمة التي يؤديها لنظام الاحتلال؟

هل كان النوبة مجرد البلاطة التي رصفت بها الطريق التي سيمر منها شخص آخر أهم وأخطر؟

هل وجدت الأصابع التي تدير العملية السياسية في دولة الاحتلال أن ذهاب النوبة إلى صنعاء لم يحقق النتائج التي كانوا يؤملوا لذا يتم الآن ترويج شائعة أن النوبة قد سُمم وأنه خضع لعملية القلب المفتوح ربما لاستجداء عواطف الجنوبيين أو لاختبار درجة الوعي والغباء لدى جمهور الشعب في الجنوب!.

ما زالت هناك أسئلة كثيرة يكتنفها السياق ولعل من أهمها وانطلاقاً من قاعدة أن التواصل لا يمكن أن يتحقق بشكل مباشر وإنما يقتضي دائماً وسيطاً من كان الوسيط بين النوبة وصنعاء؟!.