fbpx
الجنوب بكل ولكل ابنائه/ نجيب محفوظ
شارك الخبر

القضية الجنوبية مرت بمنعطفات خطيرة ولكنها عدّت هذه العراقيل والمنعطفات وها هي الان تقترب من تحقيق النجاح وتحقيق الهدف والفضل بعد الله تعالى يعود للحراك الجنوبي السلمي الذي كان مفجراً لهذه الثورة الجنوبية المباركة وهذه حقيقة يعرفها ويعلمها الجميع ولا ينكرها إلا جاحد او مكابر ، حيث استطاع الحراك الجنوبي السلمي توصيل القضية الجنوبية اولاً وقبل كل شي إلى أعماق وجدان الضمير الشعبي في كل محافظات الجنوب من باب المندب الى المهرة ، وصارت جزءاً من الثقافة الجماعية للجنوبيين … وأصبحت القضية الجنوبية هي الهم الأول والرئيسي لجميع ابناء الجنوب بمختلف اطيافهم وتوجهاتهم  وبمختلف أعمارهم فترى الصغير قبل الكبير والأنثى قبل الذكر يتسارعون إلى ميادين الشرف والكرامة للمشاركة في هذه الثورة المباركة ، وها هو الشعب الجنوبي قد قطع شوطا كبيراً في مسيرة نضاله … ومن اعظم الأمور التي رافقت ثورة الجنوب السلمية هو موضوع التصالح والتسامح والذي كان يعد من اهم الأمور التي ساعدت في تخطي القضية الجنوبية لكثير من العقبات ثم تتابعت الامور والنجاح يرافق الثورة الجنوبية وإن كان ببطى إلا ان ما وصلت اليه اليوم القضية الجنوبية يعد أمراً ساراً وفي الاتجاه الصحيح خاصة وان القضية الجنوبية اصبحت محل نظر واهتمام كثير من دول الجوار وبعض دول العالم .. وهذا في حد ذاته يعد نجاحاً وتقدماً في مسيرة القضية الجنوبية ، وأيضاً من الأمور الطيبة المهمة التي حققت نجاحات كبيرة جداً هي تكوين النقابات ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الشرعية وغيرها من الأمور التي تسير في طريق فك الارتباط عن الشمال كما فعلت بعض الحركات وبعض اعضاء الاحزاب التي ما زالت مرتبطة بالمركز صنعاء . إلا انه مع كل هذه النجاحات والانتصارات ما يزال لدينا كثيراً من الامور التي يجب القيام بها حتى تحقق ثورتنا نجاحاتها وتمشي قدماً نحو تحقيق الهدف المركزي وهو نيل التحرير والاستقلال واستعادة دولتنا الجنوبية ، واهم هذه الامور وحدة الصف الجنوبي على ان يصطف الجميع صفاً واحداً ، وان يترفعوا عن الخلافات الجانبية والنزاعات الحزبية والشخصية وان يغلبوا المصلحة العليا لأبناء الجنوب ، متمثلين الأفق البعيد برؤية كلية شاملة تتجاوز مطبات الواقع وجدليات السياسة ، لان النزاع سبب الفشل ، والله تعالى يقول (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )).

 ويجب العمل كفريق واحد من اجل تحقيق الهدف المنشود … وإن أي عمل جنوبي يجب أن يستوعب كل ألوان الطيف السياسية والاجتماعية والفكرية ، وان يكون للشباب دورهم الفاعل في صنع مصيرهم ورسم معالم مستقبلهم .. وأن يكون للمرأة دورها الرائد وصوتها القوي وحضورها الفاعل .

وختاماً أعلموا ان الجنوب أمانة في أعناقكم ، ودماء الشهداء أمانة في أعناقكم ، يكفي إن نتذكر دماء هؤلاء الشهداء ، ومعاناة أسرهم من بعدهم ، ومعاناة الأسرى الجنوبيين في السجون حتى نتعامل مع هذه القضية بإخلاص وجد ونسعى جميعاً للخروج من الواقع المؤلم ، ونصطف كلنا صفاً واحداً كأننا بنيانٌ مرصوص …

أخبار ذات صله