fbpx
يا ميفع حبذا لو كان موضوعك خاليا من “الكباش” / نجيب محمد يابلي
شارك الخبر
يا ميفع  حبذا لو كان موضوعك خاليا من “الكباش” / نجيب محمد يابلي

نشرت الزميلة “التجمع” موضوعاً موسوماً ( علامات على الطريق إلى المؤتمر العام الاستثنائي للأدباء.. “هل في الأدباء والكتاب كباش وذئاب”!؟..) للعزيز على قلبي “ميفع عبدالرحمن” وأثار هذا الموضوع وهو في أطار الرأي استياء عند البعض من الأعزاء وكان من بينهم أكاديميين وطلب بعضهم رائي في الموضوع ..

 

يرى العزيز “ميفع” أن الإعلان عن إتحاد الأدباء والكتاب الجنوبيين بأنه “تمزيق للذاكرة والضمير، إلا أنه ذكر كوكبة من أدباء وكتاب جنوبيين وكوكبة أخرى من أدباء وكتاب شماليين وتساءل هل أفراد الكوكبة الأولى “كباش” وأن أفراد الكوكبة الثانية “ذئاب” .. البعض يفسرها بأن توصيف الجنوبيين بـ”الكباش” كانت متعمدة حتى وأن جاءت أمام توصيف مغاير “ذئاب” يظل ميفع (مدموغاً بالاتهام ) لأن الإنسان عندنا (يتحسس) من كلمة “كبش” سواء في صفوف المثقفين أو العامة وعندنا مثل عدني ( يا كبش عبو ـ من اجى لعب به).

 

القضية ليست بالبساطة التي تصورها العزيز “ميفع” لأن الوطن كلمة أسمى مما تعيشه الأرض التي لم تجسد حتى اللحظة “كلمة وطن” ، لأن الوطن تحتضن شعباً .. وعندنا قبائل يطلقون على المتعصب للوطن لفظ “شوفيني” أما المتعصب للقبيلة فهو ” عصبوي” أي مشدود للعصبية الناسفة للمدنية.

 

قراءة التاريخ عندنا كلها زائفة لأن الذي يكتبها هو المنتصر أي الحاكم وحتى الآن لم يقدم الشماليون قراءة علمية وواقعية تسمى الأمور بمسمياتها في الشمال القائم تأريخه وحاضره على عنصر القوة والتمييز والطائفية والعنصرية ، هناك قبيلة تعتبر نفسها وريثة للحكم الهاشمي ولذلك فالثروة العامة حكراً لها .. القبيلة قوة استعمارية دانت لها في التاريخ الحديث هناك سكان مستعمرات إب وتعز والحديدة والبيضاء وغيرها .

 

الجنوبيون بالمقابل لم يقدموا قراءة موضوعية عن الجنوب الذي كان مكون من المستعمرة عدن وسلطنات وإمارات ومشيخات في محمية عدن الغربية ومحمية عدن الشرقية ولكل منها أرضها وسكانها وتاريخها ولهجتها حتى عام 1963م.

 

 بقيام ثورة أكتوبر التي لم تحقق الاندماج الاجتماعي في الجنوب وهو (أي الجنوب ليس هوية بل القبيلة هي الهوية) لذلك أتمنى على أخواني في الجنوب (وهم أصحاب قضية عادلة .. وأشار عزيزي “ميفع” إلى ذلك) بأن يقدموا مشروعهم الحضري والحضاري في كيفية فهم الجنوب الجديد وليس جنوب (1967 ـ 1990).

 

منذ قيام ما تسمى دولة الوحدة وحتى يومنا هذا غابت قناعات وحلت محلها قناعات أخرى ، كان الجنوبيون يزايدون على قضية الوحدة والكل كان مخطئاً لأننا اعتمدنا العواطف وتركنا العقل في “الفريزر” ، سرنا في طريق الظلال لأننا كعرب لا تحركنا العقول بل تحركنا العواطف والأناشيد الوطنية الاستقلالية ، اذ لا يوجد في الصين نشدي ” أنا صيني واسأل التاريخ أن صيني ” ولا يوجد في اليابان مع أنهما أمتان عظيمتان ونحن أمة تقف في طوابير التسول والسحت واسأل عن طوابير اللجنة الخاصة.


لا حرج في تشكيل إتحاد جنوبي للكتاب والأدباء وإنما الحرج في ألا يفهم الجنوبيون أنفسهم وإلا يعتمد الجنوبيون سياسة أو ثقافة الكراهية رغم أنها مكرسة عند قبائل شمال الشمال تجاه الجنوب عامة وعدن خاصة.

تمنيت لو أن عزيزي “ميفع” أسقط كلمة “كباش” وبحث عن كلمة أخرى.

* صحيفة (عدن الغد) الورقية

أخبار ذات صله