fbpx
إن لم نتبصر فمصيرنا جميعاً إلى الهاوية

خلال سنوات احتلال بلادنا من قبل المحتل اليمني مرت بنا تجارب عدة ومنها الكثير لا يحتاج إلى تفسير أو تنظير فقد كانت واضحة تماما لمن يريد أن يشغّل عقله ويحكّم ضميره وعملت هذه التجارب على فضح المحتل وأعوانه وحتى طرقه وأساليبه التي اعتاد على انتهاجها في السيطرة والسطو سواء على ثروات شعبنا أو على عقول بعض من يعملون معه ويخونون أهلهم ووطنهم ومع هذا الكم الهائل من الأحداث والتجارب إلا أننا مازلنا على اصرارانا في انتهاج ذات النهج في التعامل مع هذا العدو الذي نسمه بالتخلف وكأننا نحن المتقدمين عليه في استخدام احدث الطرق والتكنولوجيا في ثورتنا ونضالنا السلمي .

 فحتى النضال السلمي له طرق عدة وليس طريق واحد وما نسلكه نحن منذ بداية ظهور الحراك السلمي في العام 2007 هو ذات الطريق ونفس الخطة لا تغيير في مضمونها ولا حتى في شكلها .

 وكأننا ألغينا كل وسائل الإدراك والإبداع فينا ليس هذا فحسب بل وقفنا في طريق كل من يحاول أن يبدع ليس لشيء وإنما كي لا يحسب هذا الإبداع له كشخص ونكون نحن وهنا أوجه حديثي للقيادات في الخارج والداخل ولمن يتحكمون في مصير المكونات البارزة على الساحة الجنوبية .

 افسحوا المجال لأنفسكم لتتحاوروا وأعطوا لآذانكم فرصة كي تسمعوا من بعضكم بعضاً وخذوا ما يفيد في تقدم سير ثورتكم ونضالكم ولا تقتلوا ضمائركم بأيديكم وتعلّموا من بعضكم البعض فليس عيباً أن نتعلم ولكن العيب أن نصر على بقائنا في غياهب الجهل ونسمح لعدونا أن يطلق علينا مسميات تخزينا مع أنها تفصح عن كم الحقد الهائل في قلبه علينا وقد نجحت كل أساليبه في إستدراج الكثيرين من بين صفوفنا كي يعملوا لصالحه ضد أهلهم ووطنهم حين ضيقنا نحن عليهم الخناق ولم نسمعهم بعقلانية بعيداً عن التعصب المتخلف الذي ليس له أسباب منطقية سوى بعض من الفوائد التي قد لا تذكر من الأموال والوعود الوهمية بمناصب أو نفوذ لا يمكن أن يمنحها لكم عدوكم .

 نعم عدوكم فهو ليس صديقكم ولا خليلكم ولا حتى أخيكم فقد تخلى هذا العدو عن أواصر الأخوَّة بيننا وبينه حين سمح لنفسه استباحة أرضنا ثرواتنا ودمائنا وأرواح أبنائنا اللذين مازالوا يسطرون لنا كل يوم ملاحم من البطولة والصمود والتضحية على رغم صغر سنهم عن كيفية حب الأوطان فهل نتعلم نحن الكبار من هؤلاء الصغار معنى الإخلاص الحقيقي والوفاء للوطن بدلا عن خيانته باسم النضال .

 في الأخير لا يهم من منا صاحب الإبداع والفكرة ولا من سيبدأ الخطوة الأولى في طريق الالتقاء في نقطة الوسط للجلوس معا على طاولة واحدة للتشاور والحوار .

 ولكن المهم هو الإسراع في المضي قدما وعقد اللقاء والخروج منه أنشاء الله بكلمة واحدة فقط نلتف حولها فتضمنا معا في حضن واحد لا نهتف إلا باسمه ولا نعمل إلا لأجله ولا نبخل عليه بأرواحنا التي ليست أغلى من أرواح شهدائنا التي قدمت فداء له ومازالت تتقدم مواكبهم .. في إعتقادي أن الجنوب يستحق منا أن نغير من أساليبنا ونبتعد عن حماقاتنا .

 ونلتقي كي نوحد كلمتنا وصفوفنا ونختار قيادة واحدة نسير خلفها ونضع كل ما يثير الخلاف فيما بيننا جانباً لأن المنعطف خطير وإن لم نبصر ونتبصر جيداً سوف يكون مصيرنا جميعاً الى الهاوية .