fbpx
فاتكم القطار يا هؤلاء – بقلم : لطفي شطارة
شارك الخبر
فاتكم القطار يا هؤلاء – بقلم : لطفي شطارة

 

فاتكم القطار فاتكم القطار .. مقولة شهيرة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح  وجهها لخصومه السياسيين وهو يعيش بدء لحظات إحتضاره  كسياسي ورئيس دولة بعد 33 عاما من الفشل .. اليوم اراها مناسبة لتكرار هذه المقولة على الرغم أن قائلها ليس بنموذج ، ولكن العبارة تنطبق عليه وعلى القيادات الجنوبية السابقة .

نقول للحررة البررة من القيادات الجنوبية التي تريد حتى اليوم أن تكون هي الموجهة وهي القائدة لقضيتنا الجنوبية التي فشلوا في إدارة دولتها عندما كانوا في سدة السلطة وتقاتلوا عليها تم رموا بشعب في غياهب وحدة مع نظام أبتلع الجميع ، لقد فاتكم القطار يا هؤلاء .

في الجنوب حراك شعبي ومعاناة شعب يتجرعها كل يوم ليس بسبب ممارسات النظام المخلوع وحده والذي أستحل الجنوب في عام 1994 ، بل هي نتاج الحسابات الخاطئة والقرارات القاتلة التي أتخذتها تلك القيادات الجنوبية التي تسمي نفسها اليوم بـ ” التاريخية ” منذ توليها السلطة في الجنوب بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1967 وحتى أمس بقرارها رفض المشاركة في لقاءات القاهرة بين جنوبيين وسفراء اوربيين .

هذه القيادات أثبت أنها ما تزال تعيش وهم ” الزعامة ” ووهم أن الجنوب ” ملكنا ونحن من يقرر مصيره ” ، هذه القيادة التي طعنت الشعب الجنوبي مرارا  بقرارات قاتلة ومصيرة دون أن تدرس أبعاده المستقبلية ، إذ أعتقدت برفضها المشاركة في اللقاءات التي أجراها ممثلي مجموعة الدبلوماسيين الاوربيين الذين تقودهم بريطانيا أمس مع عدد من الشخصيات الجنوبية في محاولة لتقريب وجهة النظر الجنوبية والدفع بهم الى المشاركة في الحوار الوطني المزمع اجراؤه خلال الاسابيع القادمة ، بأنه لن يكون للجنوب أي مستقبل دون أن تقرره تلك القيادات.

بصراحة قرار مقاطعة هذه اللقاءات التي جرت في القاهرة أمس وادارها سفير بريطانيا في صنعاء السيد نيوكلاس هوبتون لم أستغربه من تلك القيادات التي تدعي قيادتها للحراك الجنوبي وتدعي أنها القيادة المؤقتة للجنوب وبدون أي تفويض من الشعب الذي كانوا هم سببا في نكبته او شركاء في المعاناة التي يتجرعها منذ الاستقلال وحتى اليوم ، فالعقل والمنطق يقولان أن ” صاحب الحاجة معنى بالطلب ” أي أنه سواء كانت هناك دعوة مباشرة او عبر وسطاء فليست هذه حجة لرفض اللقاء وتجاهله ، كما وجهت الدعوة لي ولغيري من الذين حضروا ، فبدون شك أن تكون الدعوة قد وجهت الى الرافضين المشاركة ربما بحجة أنهم ” كبار ” والاخرين ” أطفال ” سياسة لم يفطموا من الدماء التي أوصلتهم للسلطة او الاموال التي يعبثون بها حتى اليوم بأسم شعب الجنوب ومعاناة أهله .. بل أن هذه القيادات اصدرت بيانا مضللا للجنوبيين عشية اللقاء ذكرت فيه وبشكل متناقض يعكس إنفصامها السياسي المعروف ، إذ قالت أنها لم تحضر اللقاءات لسبب عدم وضوح أجندة اللقاء وأنها لم تتلقى دعوة رسمية للمشاركة فيها .. أنه عذر أقبح من ذنب ومبرر يؤكد أنها تلقت دعوة للمشاركة في الحوار لانها وحسب بيانها أكدت بـ ” عدم وضوح الاجندة ” يعني أنها تلقت الدعوة ولكن لعدم وضوح الاجندة قررت عدم المشاركة ، تم تنفي تلقيها دعوة ، فكيف عرفت أن الاجندة غير واضحة اذا لم تتلقى دعوة للمشاركة في اللقاءات .. مبررات تعكس أن هذه القيادة غير مسؤولة على الاطلاق ، وتؤكد أيضا أنها لا تملك قضية ، بل كشقت أن مآربها وطموحها يقتصر في كيفية أن يساوموا خصومهم للوصول الى السلطة ثانية في الجنوب عبر ركوب هذه القضية أذا ما تحقق لها ذلك.

أقولها وبمرارة أن هذه القيادات التي تريد أن تتذاكى على شعب الجنوب اليوم برفعها الصوت العالي وتزايد على معاناته ، ولا يريدون له المشاركة الفعالة في الحوار الوطني الذي يرعاه المجتمع الدولي ليقرر مصيره عبره ،  بأنكم شركاء علي عبدالله صالح في الوضع الذي يعيشه شعبنا في الجنوب اليوم .. فأنتم مثله .. شقيتم حراكنا الذي خرجنا به سلميا بأموالكم التي توزعونها يمينا ويسارا  ليس لدعم الحراك بل لشراء الولاءات لكم وليس للقضية ، واليوم تريدون أن تطفئون بصيص الأمل والنور الذي بدأنا نراه من النفق المظلم الذي أسهمتم في بنائه مع طاغية صنعاء .

نقول لكم إن كنتم تجهلون ونذكركم .. لقد طفنا بقضية شعبنا كل المحافل الدولية حتى وصلت الى ما وصلت عليه اليوم ، فشحتنا ثمن تذاكر تنقلاتنا للوصول بقضيتنا الى واشنطن ولندن وباريس وبروكسل ، في الوقت الذي كنتم بعيدين عنه وصامتين عن معاناته في مسقط وجدة ودمشق ، بل يتذكر كثير من أخواني الجنوبيين الذين كان لهم شرف الخروج بالقضية علنا دوليا وفي وقت كان الطاغية المخلوع في أشد قوته وبطشه ، بأننا لم ننام في فنادق مرفهين بل نمنا في غرف فوق ” دكاكين ” ومحال تجارية لجنوبيين غيورين على قضيتهم من أجل أن نوصل الصوت الجنوبي الى مؤسسات القرار في واشنطن ونيويورك ولم ننتظر منها دعوة لنأتي اليها ونتفضل عليها بشرح قضيتنا كما تفعلون اليوم للأسف ، ولن أنسى ما حييت عندما فتح أبطال حقيقيين كالمفلحي والعيسائي والفقيد السلفي رحمة الله عليه غرف نومهم فوق دكانهم المتواضع بنيويورك ، أقتسمنا اللقمة التي يطبخونها بأنفسهم للتقليل من تكاليف الغربة الباهظة سويا ، وناموا هم على ارض الغرفة ليتركوا لي وزميلي الاستاذ عبده النقيب القادمين من بريطانيا أسرتهم لننام عليها ، لن أنسى الدبلوماسي الذي اجبره الوضع في الجنوب أن يتحول الى سائق أجرة أخي سعيد سرور أبن الضالع الذي ترك سيارته وطاف معنا في نيويورك وواشنطن ، ولن أنسى الابطال البسطاء أحمد مثنى وغازي علي أحمد والسفير اللاجىء عبدالرحمن العبادي الذي كان يرشدنا بخبرته الدبلوماسية هو ومثنى وسرور ، كنا مجموعة مغمورة ولكننا حملنا قضية شعب في وقت كان الجميع صامتا حتى من أصدار بيان تنديد عن جرائم صالح بالجنوب.. لقد طفنا وقطعنا المحيط لنشحت تلك المؤسسات والدول وقتا لتستمع لقضيتنا ، طفنا لنتوسل الخارجية الامريكية والكونجرس والمعاهد السياسية المقربة من صناع القرار في أمريكا أن تمنحنا قليلا من الوقت لوضعها على حقائق الكارثة التي عاشها ويعيشها شعبنا في الجنوب بسبب ممارسات طاغية صنعاء المجرم علي عبدالله صالخ وبلاطجته الذين أستباحوا الجنوب وأستحلوا ثرواته وأذلوا شعبه .

إننا نقول لتلك القيادة لقد بلغ السيل الزبى .. ونتمنى عليكم أن لا تكونوا حجرة عثراء على طريق الحلول التي يريدها شعبنا ، نتمنى منكم أن تستريحوا وتريحوا الشعب الذي أنتم من صنع كوارثه بقراراتكم الخاطئة ، بل والقاتلة أيضا .. نتمنى منكم أن تفسحوا الطريق لجيل من السياسيين الشباب يتولى قيادة المرحلة بعد أن أحرقتم الجنوب وأهله بقرارتكم الفاشلة .. نتمنى عليكم أن تعيشوا ما تبقى من أعماركم في مراجعة أخطائكم وتعلنوها بشجاعة في كتب تستفيذ منها الاجيال القادمة حتى تتعلم من دروس وعبر التاريخ وتبني لتنعم بمستقبلها القادم دون تكرار تلك الكوارث السياسية التي صنعتموها لأبائهم واضعتم بلد وأجيال بكاملها .

والله المستعان

* عدن برس

أخبار ذات صله