fbpx
واقعنا وفلسفة التفاؤل والتشاؤم / بقلم : عارف ناجي علي
شارك الخبر
واقعنا وفلسفة التفاؤل والتشاؤم / بقلم : عارف ناجي علي

 
ان مشاعر القلق والعبث والضياع والفراغ واليأس ,مشاعر متواكبة قلما يسير الواحد منها بمفرده !وذلك لان اليأس هو النتيجة الطبيعية التي لابد من ان تفضي إليها حياة خاوية قد ارتفع عنها كل الإيمان وليس أيسر على الإنسان بطبيعة الحال من يدع نفسه تستسلم لنداء العبث لكي لأتلبث ان تنحدر فوق طريق اليأس والضياع وهنا يجئ المتشائمون فيأهملون على ابراز الطابع الدرامي للوجود البشري ويرسمون إمام الناس صورة قاتمة للحياة الإنسانية بوصفها حياة الم وصراع وعذاب ويأس .وليس في استطاعة اية فلسفة بلا ريب ان نتجاهل مافي الوجود البشري من طابع درامي اليم ولكن ليس في وسع أي مذهب فلسفي أيضا إن يغلق الدراما البشرية على نفسها لكي يجعل منها قصة تافهة يرويها أحمق ..ومهما كان من امر تلك الفلسفة التشاؤمية التي تشدد على نغمة اليأس  وتعمل على تأكيد نبرة القلق فان كل حياة إنسانية سوية لابد من ان تجد لنفسها في صميم نشاطها العملي –حلآ واقعيا لمشكلة الشر الخاصة بها ولعل هذا ما قصده الفيلسوف الطبيب ألبير شفيتر حينما قال (انني اذا كنت متشائمآ نظريآ فانني متفائل عمليآ والحق ان الحياة وجب الحياة امران لاينفضلان ,فنحن لانملك ان نعيش دون ان نتفتح للحياة بل دون ان نكتشف كل يوم اسبابآ للحياة وحب الحياة وعلى حين ان الياس يجئ فيغلق الكائن البشري على نفسه لكي يجعل منه ذرة روحية تافهة لاتحيا الا مع مشاغلها الخاصة  ومشاكلها الذاتية نجد ان الأمل يحطم قيود الإنسان الذاتية لكي يفتح امامه اسباب التواصل مع العالم والآخرين وعلى حين ان الانقسام والانفصال والعزلة سمات ثلاث تسير دايمآجنب الى جنب مع القلق والعذاب الياس .نجد ان التكامل والتواصل والمشاركة سمات أخرى تسير جنبآ الى جنب مع السكينة والغبطة والامل وربما كان الموجود البشري  اليوم أحوج مايكون الى الانتصار على اسباب القسمة والوحدة والانفصال  حتى يكفل لنفسه حياة سوية لاتمزقها عوامل الياس والقلق والعذاب وليس من شك في ان العالم المعاصر الحافل بمظاهر التخصص هو الذي عمل على فهم عرى الوحدة التي كانت تربط الانسان البدائي بالعالم . ولكن علينا الان ان نحاول مرى اخرى استعادة اسباب الاتصال بالعالم  حتى نحقق ضربآ من التكامل والتواصل بين العالم الاصغر  والعالم الاكبر  ولعل المسولية الكبرى التي تقع اليوم على عاتق  الأد باء و الشعراء وعلم النفس  ورجالات الأخلاق انما هي العمل على الاخد بيد الإنسان  من اجل تحقيق التواصل مع العالم 

أخبار ذات صله