ياسر اليافعي
لاشك ان الجنوب اليوم امام مفترق طرق تاريخي، وامام فرصة تاريخية لا تعوض لاستعادة دولته في ظل معطيات ومتغيرات كبرى على الأرض، وفي ظل سقوط قوى الاحتلال للجنوب في العاصمة اليمنية صنعاء.

ولأن نحنُ تكلمنا كثيراً وفي مقالات عديدة منذُ 2009 وناشدنا قيادات الحراك بالتوحد وتشكيل حامل سياسي للقضية والسيطرة على الأرض إلا انه نرى عكس ذلك توسع في الخلافات وعدم مبالاة بتضحيات شعب الجنوب الكبيرة.

واليوم وفي ظل هذه الظروف والمتغيرات المحلية والاقليمية يتوجب علينا ان نحط النقاط على الحروف ونكشف عن حقيقة من يتلاعب بوحدة الصف الجنوبي ويستهتر بتضحيات الشهداء ولا يفكر في استغلال المرحلة ويقدم تنازلات من أجل الجنوب وشعب الجنوب.

لذلك يتوجب علينا اليوم ان نقول الحقيقة للمواطن في الجنوب الذي قدم كل ما يملك من أجل انتصار ثورته والذي ينتضر بفارق الصبر لحظة الانتصار ويحزنه ما يشاهد ويرى من تفرق وتشرذم في الصف الجنوبي في وقت عصيب كهذا .

ومن وجهة نظري كمتابع للأحداث منذ 2007 أرى ان تيار البيض وتيار باعوم هم السبب الرئيسي في منع أي تقارب جنوبي وهذه هي الأسباب :
اولاً: هم من يمثل التحرير والاستقلال بحسب بياناتهم تصريحاتهم وشعارتهم لكن لم يتوحدوا وكل واحد يكن العداء للأخر بل حتى مكوناتهم شهدت انقسامات خطيرة وكارثية

..
ثانياً : أي عمل جنوبي لا يشتركون فيه يشنون عليه حملة كبرى تخوين وتشكيك وحتى بلاطجتهم دفعوا بهم لتخريب فعاليات جنوبية كثيرة وعديدة منذُ سنوات .. ومؤتمر القاهرة 2011 وما لحقه خير دليل وما حصل له من تحريض وتشكيك وتهديد لمن حضر .
ثالثاً : لم يستطيعوا إيجاد حامل سياسي يمثل تيار الاستقلال في الداخل والخارج بل متخبطين وضائعين وتائهين كالذي يتخبطه الشيطان من المس .
رابعاً :كل قياداتهم عاجزة ومشلولة ولم تقدم جديد للساحة الجنوبية سواء الرئيس البيض أو باعوم وقد تجاوزهم الزمن وهناك إصرار من بعض المستفيدين وأصحاب الاستغلال للدفع بهم حتى لا يخسروا مصالحهم .
خامساً : لم يستطيعوا التعامل مع مجريات الأحداث والفرص الكثيرة والمتعددة التي اُتيحت لهم .
سادساً : لم يستطيعوا الوصول الى هيئات دولية او منظمات لعرض مطالب شعب الجنوب
سابعاً : تسببوا باحباط كبير للشارع الجنوبي كونهم يرفعون شعارات وواقعهم معاكس لما يرفعون من شعارات .
ثامنا : حاولوا ان يبرزوا شخصيات شبابية او غيرها ليس لها شعبية ولا مثقفه ولا مستوعبه لما يدور من احداث المهم ان هذه القيادات مخلصة “للشلة”  وترفع صور البيض وتأتمر بأمرهم ..
تاسعاً : عطلوا كل المبادرات الداعية لوحدة الصف وفرخوا معظم المكونات الأساسية الجنوبية الشبابية والنسائي وغيرها ..

عاشراً : الكثير منهم يستخدم ” مصطلح الاستقلال للإستغلال والاسترزاق ..
الحادي عشر : قناة عدن لايف تتبع تيار البيض فرقت وقزمت الحراك وشتت مكونات الحراك.

تركيزنا على تياري البيض وباعوم لأنهم من حمل حلم الشعب الجنوبي ” التحرير والاستقلال” والشعب يعلق عليهم آمال كثيرة وكبيرة والانتقاد يأتي بعد حالة إحباط تسببوا بها للشارع الجنوبي بسبب عدم توحدهم وإحساسهم بالمسؤولية تجاه المتغيرات المحلية والدولية.

واخيراً الجنوب أمانه في أعانقنا جميعاً دعونا ننسى ما مضى ونركز على الحاضر من اجل الجنوب من اجل الشهداء ومن اجل استغلال الفرصة التاريخية المتاحة.