يافع نيوز – خاص –

إعداد / محمد عبدالله الصلاحي

# اعتصام مدروس ..؟

مع إن أُعلن الاعتصام المفتوح في ساحة الحرية حتى تعالت أصوات جنوبية تستنكر إعلانه نظراً لأنه اعتصام غير مدروس في نظرهم ، لا توجد له خطة تضمن توفير الغذاء والدواء والخيام وكيف سيحضر الناس ويتواجدوا ..؟

كل هذه الاستحضار هو انتقاص بحق ثورة مستمرة منذُ سبع سنوات ، وكأن لا أحد سيحضر الاعتصام حتى تتوافر فيه خيمة للنوم ..!

بدأ الاعتصام ورأينا كيف توافدت الجماهير من كل حدب وصوب للتخييم في الساحة غير مكترثين لما كان يعدها البعض عوائق وموانع تحول بينهم وبين الاعتصام .

ما نحن بحاجة إليه ليس دراسة في كيفية توفير خيام للاعتصام أو ما شابه نحن بحاجة إلى خطة عمل وبرنامج مدروس في نقط واحدة وهي متى سيُصعد المعتصمون وكيف , ومتى سيتمدد الاعتصام ويتوسع في الساحة وإلى جوار المقرات والمكاتب الحكومية المهمة ..؟

وهذا لا يأتي بخطط ودراسات قبل تنفيذ الاعتصام وإنما مواكبة لها وفي أثناء وجوده .

# ماراثون السقوط ..؟!

على نحو دراماتيكي عجيب توالى سقوط محافظات الشمال في قبضة الحوثي ففي حين صمدت صعدة ستة حروب حتى سقطت ، وصمد مركز علمي يضم بضع مئات من طلاب العلم المتسلحين بأسلحة أقصاها سلاح رشاش بضعة أشهر حتى سلم للحوثي بإتفاق ، سقطت كل من عمران وصنعاء وأمانة العاصمة وحجة والحديدة وإب وتعز وذمار في غضون شهرين والأربع الأخيرة في (24) ساعة ..؟!

بقدر ما هو الأمر مُحير ، هناك أيادي تُخطط وتُسهل من خلف الستار لكل هذا ، مسلحو الحوثي ما هم إلا واجهة للعبة كبيرة تُدار من خلف الكواليس بين أطراف تجمعها المصالح المشتركة .

على مسافة قريبة من انتصارات الحوثي يقف عفاش كرأس حربة في هذا يدفعه الحقد والبغض للانتقام ممن أزاحه عن كرسي السلطة ، وحين يُنظر لتوالي سقوط المحافظات الواحدة تلو الأخرى وبهذه السرعة الدراماتيكية يبدو الأمر بطريقة سخرية وكأنه سباق بين المحافظات في ايها يسبق الأخرى في السقوط ..!

# مكون لكل مخيم ..؟!

أُعلنت إحدى مناطق الجنوب إقامة مخيم لها في ساحة الاعتصام ، وفور الاعلان عن مخيمها بادرت بإصدار بيان سمت فيه رئيساً للمخيم ونائباً له ولجنة إعلامية مكونه من بضعة اشخاص ومثلها لجنة مالية وأخرى تنظيمية ورابعة أمنية وخامسة لجنة غذائية وتموينية .

كل هذه اللجان سيكون مردودها جيد على مخيم الاعتصام الذي يخيم فيه أبناء هذه المنطقة لكن مسألة ورود لجنة إعلامية وأخرى أمنية فأعتقد أن لا سبب لوجود مثل هكذا لجان في كل مخيم فردي والاكتفاء بلجنة إعلامية واحدة لكل الاعتصام تضم نخبة من اعلاميي الجنوب ولجنة أمنية واحدة تتولى حماية الساحة من مداخلها ومخارجها يتم تشكيلها من كل مخيم ، وهو الأصح حتى لا نُوجد تشكيل بقوامه هو أشبه ما يكون بمكون ، أو قد يكون نواة لمكون في مستقبل الأيام .

# ساحة كل الوطن ..

تتواتر بعض الدعوات في أنه يجب منع أعضاء حزب الاصلاح من الجنوبين الانضمام لساحة الاعتصام ، المُبررات في هذا واهية لا ترتقي لمستوى سماعها حتى ، ناهيك عن كون المنع عمل غير ثوري ، ولا يمت للثورة بصلة .

كل أبناء الجنوب بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم السياسية لهم الحق في الانضمام إلى ساحة الاعتصام ، وليس بمقدور أي أحد منعهم من ممارسة حقهم في تأييد الجنوب .

الدعوة إلى هذا هي دعوة لإثارة البلبلة في ساحة الاعتصام وخلق نوع من التنازعات والخلافات بين صفوف ثوارها نحن في غنى عنها .

والقول بأن وجودهم يُمثل مُبرر للحوثي بدخول الجنوب هو عذر أقبح من الذنب ، يُظهرنا وكأننا مسلمين أمرنا في الجنوب لمزاجية الحوثي ومدى رضاه عنا أو سخطه علينا ، والقول بأن الجوار الخليجي والمجتمع الدولي يرى في الإخوان حركة إرهابية وبالتالي قد يؤثر وجودهم في الساحة على خيار دعمهم للجنوب أقول الجوار والمجتمع الدولي يعلم مدى حجم الاخوان في الجنوب ، لذا لا داعي لإثارة من هكذا دعوات تضر ولا تنفع تُفرق ولا تجمع ، الأهم من ذلك هو والأصح هو دعوتهم للالتزام ببرنامج الاعتصام الصادر عن اللجنة التنظيمية ، وبذلك يُقفل باب التخوف من مسألة وجودهم في الساحة .

الوطن يتسع للجميع ما أثبتوا حسن النية تجاهه ، والثورة ليست حكراً على فئة معينة من الشعب ، على هذا الأساس يجب أن تكون نظرتنا .

# تنافس مطلوب ..

البعض يقول بأن تسمية مخيمات الاعتصام بأسماء المناطق سيولد نبرة مناطقية تُهدد وجود الاعتصام واستمراره ، لكنني أرى أن هذه نظرة غير صائبة فنحن قد تجاوزنا مسألة الخلاف المناطقي وردمنا هوّة العداوة التي كانت ، الأخطر هو أن يتم تسمية هذه المخيمات بأسماء المكونات التي تُفاجر في خصومتها وتدابرها إلى حد لا يُصدق .

أن تتسمى مخيمات الاعتصام بأسماء المناطق والقرى والقبائل هذا أمر جيد يدفع للتنافس المحمود ، وسيسعي كل مخيم يحمل اسم منطقة ما ، أن يتفوق على مخيم المنطقة الأخرى في التنظيم والترتيب وكثافة الحشود ، ثم إن المخيمات لن تكون بأسماء مناطق مركزية كمخيم أبين ومخيم شبوة ومخيم يافع ومخيم الضالع ومخيم ردفان حتى نتخوف من إعادة إنتاج عداوة ماتت ، بل إن التسميات ستتعمق أكثر وتتسمى بأسماء المناطق والقرى والعزل وهذا من شأنه أن يقفل باب التخوف من تداعيات مرتبطة بالماضي .

لا نملك إلا أن نقول : (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) .

# ضرورة النجاح الأمثل ..
حتى نضمن نجاح أمثل للاعتصام يجب انشاء منصة تتولاها اللجنة الإعلامية للاعتصام ، ومهمة هذه المنصة إدارة البرنامج الإعلامي للاعتصام بشكل احترافي ، بعيداً عن الفهم السائد والمتعارف عليه بين الجنوبيين عن المنصة .

# نقطة نظام ..

مخيم الإعلاميين ، مخيم الأطباء ، مخيم المهندسين ..
النخب المتعلمة والأكاديمية والمثقفون المفترض أن يكونوا أول من يبادر في نصب الخيام في الساحة للاعتصام ، ومن ثم الجميع سيحتذي بهم ..

# انتباه ..؟
باب المندب جنوبي .
لعل البعض ينسى هذا أو لا يعلمه ، لذا نلاحظ وكأن مساعي الحوثي للسيطرة عليه لا تعنيهم ..؟!

# كيفية التصعيد ..؟
الاعتصام لم يُكمل أسبوعه الأول ، بالتأكيد خطوة حصار المعسكرات ومن ثم اسقاطها هي خطوة تصعيدية لكن لم يأن أوانها بعد ..