fbpx
فرصة حقيقية أمام هادي / رأي الخليج
شارك الخبر
فرصة حقيقية أمام هادي / رأي الخليج

 

حصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على دعم داخلي وخارجي غير مسبوق يعينه على إعادة ترتيب أولوياته، لإخراج اليمن من محنه الكثيرة ومن الصعوبات التي يواجهها في عملية الانتقال إلى مرحلة عنوانها الأمن والاستقرار، بعد أكثر من عام على الاحتجاجات المطالبة بالتغيير.

داخلياً، منح الجيش واللجان الشعبية المشكلة من رجال القبائل في محافظة أبين، الرئيس هادي فرصة حقيقية لاستعادة هيبة الدولة التي فُقدت طوال السنوات التي بقي فيها الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الحكم، بانتزاع مجاميع مسلحة مساحة واسعة من أراضي الدولة شمالاً وجنوباً، إذ حقق الجيش في أقل من شهرين ما عجز عن تحقيقه النظام السابق في سنوات، ووجد تنظيم “القاعدة” نفسه خارج مناطق النفوذ التي حصل عليها خلال السنوات الطويلة الماضية، في كل من جعار وزنجبار بأبين، ورداع في البيضاء وعزان في شبوة، وخسر معاقل لم يكن يعتقد أنه سيأتي اليوم الذي سيخرج منها.

وحصل هادي على دعم أكبر من الأسرة الدولية بالقرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي عن اليمن، حيث جدّد تأييده المطلق له وللقرارات التي يصدرها، العسكرية منها والمدنية، ولوّح باتخاذ إجراءات عقابية لمن يعمل على عرقلة هذه القرارات، بموجب المادة (41) من ميثاق الأمم المتحدة.

تؤكد هذه المؤشرات وقوف دول العالم كافة إلى جانب الرئيس هادي، ويبقى الأهم هو استغلال الدعم وترجمته على أرض الواقع، والتحرك بشكل سريع لمعالجة الأوضاع الداخلية، وإعطاء رسالة للأطراف السياسية والعسكرية والقبلية معاً مفادها أن الدولة جاهزة للتعامل مع الأمور بطريقة مختلفة عن تلك التي ظل يتعامل بها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والتي ارتكزت على لعبة التوازنات السياسية والقبلية والمناطقية، وهي السياسة التي جلبت لليمن كل هذا الخراب الذي يعيشه اليوم، وجعلت الكل يتمرد على الدولة وينشئ كيانه الخاص به.

على الرئيس هادي استغلال هذا الحشد الدولي لبناء نموذج جديد للدولة لا يرتكز على الولاء للفرد، بقدر ما يرتكز على الولاء للوطن، فالرجل يحظى باحترام القوى السياسية كافة، فضلاً عن تأييده من قبل قطاع واسع من الشعب، يرى فيه قدرة على إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، فهو ليس محسوباً على قبيلة ولا على مؤسسة عسكرية أو على مؤسسة سياسية، بعدما تمكن خلال الأشهر القليلة الماضية من النأي بنفسه عن مؤسسة حزب المؤتمر الشعبي العام

من المهم أن يتحرك هادي اليوم وليس غداً لمعالجة الملفات العالقة، بخاصة في مؤسستي الجيش والأمن، مستغلاً حالة التأييد غير المسبوقة له ولقراراته داخلياً وخارجياً، ويبدأ بإجراء عملية جراحية شاملة، حتى وإن بدت معقدة، لنقل اليمن من حالة المراوحة في أوضاعه الحالية إلى مرحلة جديدة تكون قادرة على جلب الاستقرار والأمن للبلاد، والذي بدوره سيجلب الاستثمار إلى بلد يحتاج إلى الخروج من عنق الزجاجة بأقل الخسائر الممكنة.

أخبار ذات صله