fbpx
محاولة الصحفي الياباني إنقاذ صديقه أوقعته أسير داعش
شارك الخبر

يافع نيوز – رويترز

صداقة غير تقليدية تلك التي ربطت مصير المراسل الحربي كينجي جوتو وهارونا يوكاوا، الرهينتين اليابانيين اللذين طلب تنظيم “داعش” هذا الأسبوع 200 مليون دولار للإفراج عنهما.

وكان يوكاوا يحلم بأن يصير متعاقدا عسكريا. ويقول أصدقاؤه إن سفره إلى سوريا كان جزءا من مسعاه لقلب حياته رأسا على عقب بعد إفلاسه ووفاة زوجته بالسرطان ومحاولته الانتحار.

أما جوتو فبدأ العمل مراسلا حربيا متفرغا عام 1996 وكوّن سمعة بوصفه صحفيا حذرا وموثوقا منه لدى عدة محطات تلفزيونية يابانية، ومنها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية “إن. إتش. كي”. وقالت نايومي تويودا، التي عملت معه في الأردن في تسعينيات القرن الماضي: “كان يعرف ما يتعين فعله وكان حذرا”.

والتقى يوكاوا بجوتو لأول مرة في سوريا في إبريل الماضي، وطلب منه أن يأخذه إلى العراق حيث كان يريد أن يعرف كيف يعمل في منطقة حرب، فذهب الرجلان سويا في يونيو الماضي إلى العراق. وعاد يوكاوا بمفرده إلى سوريا في يوليو الماضي.

وأُسر يوكاوا في أغسطس الماضي خارج مدينة حلب. وعملت وحدة في وزارة الخارجية اليابانية على التوصل إلى معلومات بشأنه منذ أغسطس الماضي، بحسب ما قاله أفراد عملوا في هذا المسعى.

وقال جوتو (47 عاما) لوكالة “رويترز” في طوكيو في أغسطس الماضي متحدثاً عن يوكاوا: “كان سيء الحظ ولم يكن يعرف ما يفعل. كان يحتاج إلى شخص ذي خبرة ليساعده”.

وانشغل بال جوتو بخطف يوكاوا في ذلك الشهر، وشعر أنه يتعين عليه أن يفعل شيئا ليساعد صديقه الذي يصغره بعدة أعوام.

وقال جوتو: “أنا بحاجة للذهاب إلى هناك مرة واحدة على الأقل لأرى بعض المعارف وأسألهم عن الموقف الحالي. أريد أن أتحدث إليهم وجها لوجه. أعتقد أن ذلك أمرا ضروريا”، في إشارة للسكان الذين يقدمون خدمات صحفية حرة للمراسلين الأجانب ويرتبون لعقد لقاءات ويساعدون في الترجمة.

وفي أكتوبر الماضي، وضعت زوجة جوتو مولودا هو الثاني له، وفي الوقت ذاته، وضع هو خططا للتوجه إلى سوريا وحمل عدة مقاطع فيديو على حسابه في موقع “تويتر”، أحدها يظهره ومعه بطاقات الاعتماد الصحفية الصادرة عن الثوار في حلب.

وفي 22 أكتوبر، بعث رسالة بالبريد الإلكتروني إلى أحد معارفه، وهو مدرس في مدرسة، ثانوية قائلاً إنه يعتزم العودة إلى اليابان في نهاية الشهر.

وأوضح جوتو لشريك له في مشروع تجاري أنه يتوقع أن يتمكن من التنقل في المناطق التي تسيطر عليها “داعش” في سوريا بسبب جنسيته.

وكشف توشي مايدا، مستعيدا حواره مع جوتو قبل أن يغادر إلى سوريا: “قال لي إنه كصحفي ياباني يتوقع أن يلقى معاملة مختلفة عن الصحفيين الأميركيين أو البريطانيين.. اليابان لم تشارك في القصف ولم تفعل شيئا سوى تقديم المساعدات الإنسانية. لهذا السبب كان يعتقد أنه سيضمن تعاونا من جانب الدولة الإسلامية”.

وأكد أصدقاء جوتو أنه سافر من طوكيو إلى إسطنبول ومن هناك إلى سوريا وأنه أرسل رسالة في 25 أكتوبر تفيد بأنه عبر الحدود وأنه في أمان.

وقال جوتو في فيديو سجل قبيل توجهه إلى الرقة، عاصمة “داعش”، متحدثا عن صديقه المفقود: “أيا كان الذي سيحدث.. أنا مسؤول عنه”. تلك كانت آخر مرة شوهد فيها قبل الفيديو الذي أصدرته “داعش” هذا الأسبوع.

أخبار ذات صله