fbpx
رسالة إلى يافع ..

رسالة إلى يافع

محمد عبدالله الصلاحي

الحمد لله القائل : (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) ، والصلاة والسلام على رسوله القائل (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا)
وبعد :

إلى يافع :

المخاض عسير والمرحلة حُبلى بالمتغيرات ، والأحداث تقول (نكون أو لا نكون) في خضم مُحيط متلاطم بأحداث مُهولة ، وخطوب مزلزلة .
لذا فهي رسالة أوجهها لكم يا سلاطين ومشائخ وأبناء يافع ودعاتها وشبابها ..

يا أبناء يافع الأماجد :

هو ندائي لكم ، وصوت يحمل في نبراته كل أمل بأن نتجاوز ألم التفرق والشتات ، أنتم سياج يافع وحُماتها وحماة الوطن الكبير ، وبكم وعليكم تقوم يافع وتتكئ ، ويستقيم الجنوب ويعتلي .

ترك لنا الآباء تاريخ ناصع وفعل لامع ، إن جسدناه في حاضر وقتنا فلن نظل أو نتوه ، حماية بعضنا بعضا وحفظ الحقوق والدفع عن الضعيف والأخذ له بالحق ممن ظلمه ، هذه هي الشيم النبيلة التي تركها لنا الأجداد فلنسير على هداها ولنتمسك بخطاها .

دمائنا التي تُراق يومياً في الشوارع لا لذنب وإنما لدفاعها عن حق الوطن في أن يسترد حريته لن يكون بمقدورنا القصاص لها عدلاً وهيهات أن نستطيع منع تكرار مثيلاتها أيضاً إن طال بنا حال الشتات والتفرق والتشرذم ، فالوطن يستدعي مننا أن نتحد ، فغايتنا نصرته وهمنا عودة دولته ، ولا يكون ذلك إلا بوحدة الصف وتراص الصفوف .

يا أبناء يافع الأماجد :

دوماً لم يعرف التاريخ أمة أعتلت وأرتفع شأنها إلا وكان لها كبير تُبجله وتُعلي من شأنه حتى يكون له ظهر يتكئ عليه ويستقوي به في أن يقودها إلى عزها ومجدها ، فالتموا حول كباركم ، وأرفعوا من شأنهم ، فالوطن يتطلب أن تكون كلمتنا واحدة ، وشورنا واحد ، وما أتحد قوم إلا وأعتلى شأنهم وما تفرقوا وتشتتوا إلا وذل أمرهم وأفل ذكرهم .

لنا سلاطين ومشائخ هم في صنيعهم أشاوس ، وفي عطائهم أكارم ، ناصروا ثورة الوطن وأيدوا قضيته ، ولهم علينا حق السمع والطاعة ، والأمر والنهي حتى ننتصر لذاتنا ولقضيتنا ، فقوتهم قوة لنا ولوطننا ، وضعفهم ضعفاً لنا ولوطننا ، فلا عزة لنا ولا مجد إن تفرقنا وتشتتنا وأوكلنا أمرنا لكل خوان أثيم .

واليوم العدو يتربص بنا الدوائر ويتقدم رويداً رويداً باتجاه أرضنا أرض الجنوب ، فإذا لم نتحد ونقف صفاً واحداً وجبهة واحدة فلن يكون بمقدورنا صده ومنعه من دخول أرضنا واستحلال مالنا وهدم أملاكنا .

يا سلاطين يافع ومشائخها الأكارم :

أنتم مربط الحل ووثاقه ، ومرد كل خلاف وحله ، وأنتم أساس كل عمل وعموده ، وبداية كل فعل وخاتمته ، بكم يكون صلاح يافع والوطن وعليكم تكون مهمة لم شملهما وتوحيد كلمتهما وقيادة ثورة الوطن .

خذوا من تاريخ آبائكم عبرة ، ومن الحاضر تأييد ونصرة ، ومن المستقبل ثُقب النظرة ، وأمضوا على ضوء هذا متسلحين بالإرادة متمسكين بالهمة والعزيمة ، فالخطر المحيط بنا حادق ومحدق ، ويتطلب فعل جاد ومُجهد ، ولا نرى سبيل لصده غير وحدتنا وتماسكنا وترابطنا كجسد واحد ، ووطن واحد يصُعب كسره وتجاوزه .

أنتم في موضع من يأخذ على كاهله الواجب ، ويسترد الحق الضائع ، ولستم معنيين بأمركم وما يخصكم فقط وإنما أمر كل العامة من أبناء الوطن .

راهنت يافع عليكم ومعها راهن كل الوطن في أن تكونوا خير قواد ومعين لنصرته ، وأنتم أهلٌ للثقة وموضع لحملها ، وسيكون الشعب لكم خير معين وناصر ، فشدوا وثاق أمركم فيما أُخترتم لأجله ، ولا تركنوا لتردد الرأي وخلافه ، فإنكم والله أقوياء بوحدتكم ووقوفكم سنداً وعوناً لبعضكم ومن خلفكم كل أبناء يافع والجنوب ، فخذوا ناصية الأمر وتقدموا ميدانه ولكم الأمر وعلينا السمع والطاعة فيما اختاره الله .

يا علماء يافع ودعاتها الحُجج :

أنتم منبر الحق وعموده وسنام الشرع وبيانه ، والحُجة التي لا تُجارى ، والكلمة التي لا تُبارى ، والنور الذي لا يُوارى , أنتم من تُوجدون الثقة في نفوس العامة وقولكم ذو مسمع ، ورأيكم ذو مأخذ ، اصطفاكم الله أن جعلكم من حملة علمه وورثة أنبيائه ، فمضيتم في حياتكم حاملين لكتابه وهدي سنته تُعلمونه وتُدرسونه .

تعلمون أن الدعوة لوحدة الصف وتوحيد الكلمة هي من صميم دعوتكم والشرع الذي اصطفاكم الله أن جعلكم مُمثليه وحاملي رايته ، وفي هكذا وضع نحن اليوم في أشد الحاجة الماسة إلى إرشادكم ونصحكم وننتظر منكم دوراً تنويرياً شرعياً يدعو لوحدة الصف وإعلاء الحق وإرجاعه الذي لا يتحقق إلا بتوحيد الصفوف ولم الرأي .

لم يعد خافياً عليكم أن الأمل من حق تأتينا به صنعاء ليس سوى وهم يمكر بنا وبديننا ، سيما وأن من استفرد بحكم صنعاء هي عصابة مرقت من الدين الصحيح وحادت عنه ، والحق هنا يستدعي أن نحفظ وطننا من شر تقدم هذه الجماعة باتجاهه ، وفي هذا يقع عليكم عبء النصح والارشاد وحث الناس على وحدة الصف حتى يستوي عودنا ويقوى لنواجه به من أراد بنا وبوطننا شراً ومكراً .

يا شباب يافع الأبرار :

أنتم شمس يافع في الظلام وفجرها الوضاء الوضاح ، وخير من يدفع عنها في الزحام ويذود عليها في الصدام ، أنتم عماد النصر ودعامة الثورة وخير من نستبشر بتأييدهم ونصرتهم للحق ، زاد فيكم أنكم شباب تُوجدون الأمل وتدفعون الألم .

الواقع يتطلب منكم أن تتصدروا جهود الفعل ، وتُجسدوا أقواله إلى واقع ، وما ظننا فيكم إلا خيراً وأملنا فيكم بحد سطوع الشمس في كبد السماء .
لا تركنوا إلى كل قول من شأنه أن يستغل همتكم وعزمكم فأنتم ذخيرة الوطن الكبير وسلاحه الذي لا يُهزم ، وأنتم أمل النصر وبشارة الخلاص .

وخاتمة نأمل من الله العلي القدير أن يجمع كلمتنا ويُوحد صفنا ويُعلي رايتنا وينصر الحق المتمثل في قضية وطننا ومن توكل عليه ودعاه فما خاب .