fbpx
إلى “سفهاء الإصلاح” .. لهذا فقط سيحاكم الجنوبيون البيض !

إلى “سفهاء الإصلاح” ..

لهذا فقط سيحاكم الجنوبيون البيض !

وهيب الحاجب

تخريفاتُ حزب الإصلاح التكفيري وميليشياته وعملائه في الجنوب المحتل مدعاةٌ للسخريةِ والاستخفاف والضحك لدى كل عاقل وحصيف ، وعند ذوي الألباب الناضجة والواعية لمجريات الأحداث السياسية المترتبة على حركتي الشعبين في اليمن والجنوب المحتل .

فقمةُ الغباءِ والانحطاط أن تدعوَ وتروّج تلك الجماعات الإصلاحية المتطرفة لحملاتِ تعبئة شعبية ضد سيادة الرئيس على سالم البيض ، في وقتٍ تعلم هذه الجماعات مسبقاً بأنها لن تحققَ حتى 1% من مبتغاها الدنيء والمغطى بـ”المحاكمة” بعيدة المنال على جماعات إرهابية هي أصلا مطلوبةٌ دوليا ليس فقط للمحاكمة وإنما للإعدام والتصفية فورا ! فلم يشهد التأريخ السياسي المعاصر والحركات الثورية التحررية في العالم أن حُوكِمتْ ثورةٌ أو حتى جماعة حملت السلاح لنيل حريتها واستقلالها من اعتداء أجنبي انتهك سيادة أراضيها وحرية وكرامة مواطنيها ، فأنّى تريدون ، أيها المارغون ، أن تحاكموا ثورةً شعبية يَعدُّها سياسيون ومراقبون أُمّاً لثورات الربيع العربي ونموذجاً حضاريا لها ؟! مع أنه كان من حق الجنوبيين المقاومة وحمل السلاح لتحرير واستعادة دولتهم ، أنّى لكم أيها الناعسون في “أحضان حميد” أن تلجموا ثورةَ شعبٍ من داخل “حضن” يقتاتُ ويقيتكم سحتاً وحراماً .. “حضن” ملوث بدماء الشهداء ولعنات المقهورين والمظلومين ؟!

حقاً .. كنتم ستنجحون في حملتكم العدوانية ضد الرئيس البيض وستظفرون بخمسة ملايين توقيع جنوبي أو ما نسبته 99% من سكان الجنوب إذا كانت حملتكم لمقاضاته _أي الرئيس البيض_ في محكمة دولية كي تلزمه ونظامه بإعادة الوطن الجنوبي المحتل لشعبه المشرد ، وتجبره على تحرير الجنوب ورد الاعتبار للشعب الجنوبي الذي سُلمت دولته على حين غرة ودون الرجوع إليه .. كنتم ستنجحون في حملتكم _التي لا تقل قبحاً ودناءة ًعن امتهان العهر_ إذا كنتم وجّهتم حملتكم لمحاكمة نظام البيض ومنظومة الحزب الاشتراكي لسلبها واغتصابها إرادة الشعب الجنوبي في العام 90م بإقحامه في مشروع وحدوي فاشل تحوّل فيما بعد إلى احتلال عسكري همجي وقبلي متخلّف استباح مقدرات الجنوب وامتهن كرامة شعبه .. ستشمون فقط رائحة النجاح إذا كنتم نحيتم هذا الاتجاه بغية تحميل “الراجل” ونظامه المسؤولية عن الوضع القائم في الجنوب اليوم ؛ وبالتالي إلزامه ، قضائيا ، لتفعيل صفته وموقعه للمطالبة باسترداد وطن شعبنا المشرد قبل رد الاعتبار لإرادته ! أجل كان (عهركم) سيؤتي أوكله بهكذا توجه ، أما ما عداه فلا أعتقد أنكم ستجمعون في الجنوب غير “توقيع الهذياني” و”بصمة الناخبي” وموافقة ضمنية من (ثالث) لم يتجرأ على إعلانها بعد !

ويجب التأكيد هنا على أن مسألة المحاكمة أو المحاسبة أو المعاتبة على ما طال الجنوب والجنوبيين ليست من حق مثل تلك الجماعات المتهم الأول بجرائم الجنوب ، بل ليست هذه المليشيات أهلاً لنصيحة أبناء الجنوب بما يجب أن يفعلوه ؛ فالجنوب مدرسةٌ الثورات لن تنظر لعون عصابات مارغة ومتمرسة على فنون الفحش والفجور والقتل ، بيد أننا أردنا هنا فقط  تنبيه هؤلاء (المرتزقة) إلى أن الشعب الجنوبي لن يسعى إلى غير مبتغاه في استعادة دولته وطرد الاحتلال وإن بهكذا وسائل وسبل قد تكون مساعدة في كسب التعاطف والتأييد على الأقل !

ختاما .. أما مسألة العنف والجماعات المسلحة _المزعوم إصلاحيا_ أن الرئيس البيض يصدرها إلى الجنوب .. فنبشّركم أيها الاصلاحيون والمحتلون جميعا بمقاومة شعبية مسلّحة ستُولد من رحم الثورة الجنوبية في الداخل دون ارتباطات أو دعم أو حتى موافقة ورضا لا من الرئيس البيض ولا من غيره .. نبشركم أيها الغزاة بثورة تزلزل الأرض تحت أقدامكم دون خوفٍ أو وجل من تسمياتكم وتصنيفات أحزابكم السافرة ، أو من خزعبلات محاكماتكم .. ثورة توشك أن تتفجر من ممارساتكم القذرة .. ثورة سيباركها العالم وسيدعمها المجتمع الدولي الذي يأمل منه غباؤكم اليوم محاكمة ثورتنا السلمية .. حينها _لا محالة_ ستقولون إن في الجنوب ثورةً سلميةً حضارية وحريٌّ بنا وبالعالم الاعتراف بمطالبها والإذعان لها !!

hajebpress@hotmail.com