إلى الصامتين
أديب السيد
لقد عانى الشعب الجنوبي كثيراً وتعرض لإنتهاكات جسيمة وإحتلال غاشم ، فدارت الأيام وتبدلت الأحوال وإشتعل الجنوب بثورة عرمرمية جبارة ، لكننا منذ من إندلعت ثورة الجنوب التحررية لا نزال نشاهد ونرى حتى اليوم من الصامتين عن كل ما يجري في الجنوب موقفاً ليس منطقياً ، ولا يمكن ان تكون مقاصده شريفة ، فلا شيء يخيف هنا ولا داعي لمثل هذا الصمت المزري ، فالمنطقة الرمادية هي منطقة لا يتواجد فيها الأحرار أبداً ، ولا مكان فيها للشجعان بل هي مكان للجبناء والخائفين والمترممين على حساب غيرهم ، فليس من المنطقي الوقوف في هذه المنطقة الرمادية .
فثورة شعب الجنوب هي لكل شعب الجنوب والوطن الجنوبي هو لكل أبناءه وعلى الجميع ان يشاركوا في الثورة الجنوبية ويضحوا فيها وينتصروا ، فقد ولى زمن تسلق أعناق الآخرين وأندثر زمن الحفاظ على المصالح الذاتية على حساب جهد ونضال ومصالح الآخرين ، والعقلية المريضة والإنتهازية هي التي تفكر التفكير العتيق المتمثل في أنه مادام هناك من يخرج إلى الساحات ويناضل فإن النصر والخير سيعمنا جميعاً وإذا تعرضوا للشر فسيتعرضون له وحدهم فقط .
فلا عذر للصامتين إذاً.. وعليهم أن يشاركوا ويريحوا ضمائرهم إن كانت حية فإن الضمير الحي هو الذي لا يستقر ولا يهدى إلا متى ما أخذ دورة وواجبه على اكمل وجه نحو المجتمع والشعب والأمة . وأفهم أيها اللبيب .
