رسول الله أعظم

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

منذ أن بُعث نبيُّ الأمة صاحب الخلق العظيم (وانك لعلى خلق عظيم ) وهو الرحمةالمهداة من رب العالمين ليخرج الأمة من الظلمات الى النور فأشرقت به شمس الإسلام في جزيرة العرب ودخل الناس في دينالله أفواجاً ومكّن الله لنبيه بأن أقاممجتمع العدل والمساواة والتآخي والتراحم

( وما أرسلناك إلا رحمةللعالمين ) هكذا كان صلى الله عليه وسلموهكذا كان صحابته وخلفائه الراشدين المهديين من بعده . أبا بكر وعمر وعثمان وعلي .

رضوان الله عليهم اجمعين.

ومنذ لحظات التأسيس الأولى للدولة الإسلامية فيالمدينة المنورة لم يرق الأمر لليهود عليهم لعنة الله فحاكوا المؤامراتوالدسائس لتقويضها وكان لهم في مجموعة منالمنافقين من ابن سلول وأمثاله خير وسيلة لتنفيذ مخططاتهم التآمرية كما هوحاصل فيزماننا الحاضر . ورد الله كيدهم في نحورهم وكلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله .

ومع اتساع الدولةالإسلامية وانتشار الفتوحات العظيمة وخاصة في عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطابرضي الله عنه حيث شهد سقوط أكبر امبراطوريتين عرفهما التاريخ على أيدي المسلمينامبراطورية فارس وامبراطورية الروم.

فازداد التآمر على الاسلام من فلولهما وبتعاون وتنسيق وتخطيط مع المكر اليهودي الذي لميغب عن المشهد ونتج عنه مقتل الخليفةالفاروق رضي الله عنه على يد أبو لؤلؤة المجوسي لعنه الله.

وبعد ذلك مقتل الخليفة عثمان رضي الله عنه وجاءتبعدها فتنة التشيع لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه والتي تولى كبرها أحد يهود صنعاء عبدالله بن سبأ اليهودي الذي أظهر الاسلام وأبطن الكفر. وتوالت بعد ذلك الكثير من الفتن والمؤامرات على مدارالتاريخ تم التصدي لها وإفشالها على أيدي المؤمنين الصادقين . وحفظ الله دينهوسيحفظه الى قيام الساعة .

وما نحن الآن بصدد الحديثعنه وهو ما تعرض له سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

من قبل حثالات من شذاذالآفاق . ما هو إلا مخطط صهيوني صليبيحاقد الغرض منه النيل من هذه الأمة التي شهدت صحوة اسلامية مباركة وإدخالها في فتن داخلية وخارجية لا تنتهي .

وما هذا الفلم السخيف الا احدى هذه الوسائلالقذرة التي يتم محاربتنا بها . وبالتاليفهو ليس الأول ولن يكون الأخير.

ونحن نراهن على وعي الأمة ونضجها الفكري للتصدي لمثل هذه المؤامرات وإسقاطها ودفنها في مهدها . وذلكبأسلوب راقي وحضاري في ردة الفعل وكيفية التعامل معه .

فالتخريب والقتل والاعتداء على الآخرين ما هوالا خدمة لتلك المخططات التي صنعها الأعداء والذين أحسنوا التوقيت المناسب لرمي سهامهم الحاقدة الى صدورنا لتصيبنا في مقتل .

فهم بالتأكيد كل شئ محسوبعندهم بدقة وإتقان فاختيار الحادي عشر من ايلول لم يكن عبثياً فهو يهدف الى تأجيج وإحياء موجةالعداء الشعبي الغربي تجاه الاسلام والمسلمين .

كما أن هناك بعد آخر وهدف ليس بعيداً عن اذهان صانعيه ألا وهو إجهاض الربيع العربي في سنتهالأولى التمهيدية والذي جاء بالمشروع الاسلامي والذي قطعاً يثيرقلقاً لدى جهات ودوائر صنع القرار في العالم الغربي وأمريكا على وجه التحديد .

ويثير حنقا وغيضا عند فلول وبقايا صنائعها من الأنظمة العميلةالمنهارة . ولذلك كان التركيز على مصر وليبيا وتونس . اللواتي شهدت ثورات حقيقيةوتغيير جذري لأنظمة الحكم التي عبثت ببلدانها ما يقارب نصف قرن من الزمان .

وهي المؤمل في ثوراتها وقادتهاالجدد أن يكونوا نواة لمشروع حضاري يعيد صياغة التاريخ من جديد ويعيد مرحلة توازنالقوى الى وضعها الطبيعي .

وبالتالي ينشر سنأ نوره في الآفاق بعد أن يعمقه في مجتمعه لتصبح قدميه على أرضية صلبة وقواعده راسخة فيأعماق اعماق الأرض ويصعب بعدها النيل منه بحال من الأحوال .

ولهذا نقول ثانية ان ردود الأفعال الغير منضبطة هي في الأخير تخدم الأعداء وتحقق أهدافهم فكم منالدعاية المجانية تم منحها لهذا الفيلم السخيف وكم من ردود الفعل السلبية لدى صناعالقرار في أمريكا والعالم ستوجه نحو الدول العربية وبالذات الدول الثلاث آنفةالذكر . وسيعملون مجتمعين لتقويض المشروع الجديد ولهم من الأعوان في الداخلوالخارج الكثير والكثير.

وأنا هنا لا أقول ان لا نغيرعلى عرض وسمعة نبينا صلى الله عليه وسلم .بل نفديه بأرواحنا وآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا . ونجسد حبه باتباع سنته وتطبيقمنهجه الرباني ونعمل بكل امكانياتنا مجتمعة حكومية وأهلية للتعريف بدينه وهديه لتلكالأقوام الجاهلة للحق ونعمل على اخراجهم من الظلمات الى النور بالحكمة والموعظةالحسنة وبالسلوك القويم والمعاملة الحسنة التي تجعلنا قدوة بحق . وختاماً نسألالله سبحانه وتعالى الذي قال لنبيه صلى الله عليه وسلم (( إنا كفيناك المستهزئين)) أن ينزل أليم عقابه على كل من قام أوشارك بهذا العمل الخسيس والجبان .
وأن يحفظلنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ويقينا شر كل ذي شر و الحمد لله رب العالمين