fbpx
ليكن إختلافنا رحمه !!

ليكن اختلافنا رحمه !!

ياسر اليافعي

حقيقة يجب ان نعلمها جميعاً ان البشر لا يتشابهون، ولن نجد أثنين يفكرون بنفس ألطريقة على الاطلاق ، والخلاف هو سنة الحياة منذ قديم الزمن ، ولا يمكن ان تتفق على رأي معين حتى في اطار الاسرة الواحدة ، فما بالكم بالجنوب الذي مر ويمر بمراحل صعبة منذ زمن بعيد وتتكالب على الامم سوء في محيطة الاقليمي او العالمي

الخلاف يمكن ان نتفاديه أو يتحول الى صراع وربما اقتتال في حال إصرار كل طرف على رأيه والتعصب لوجهة نظره كله بحسب ( المختلفين ) وثقافتهم وتعليمهم ووطنيتهم !!

في الجنوب اليوم يجب ان نحول خلافنا الى رحمه ونتجنب تحويله الى صراع كما حصل في الماضي لأن المعاناة والظلم والجوار الذي وقع علينا يوجب علينا ذلك ، تعبنا من الصراع تعبنا من الخلاف والاختلاف والتخوين وعدم تقبل الآخر

ولذلك لابد من احترام مبدأ الرأي والرأي الاخر وفق قاعدة ” لنتعاون فيما اتفقنا عليه ونتحاور فيما اختلفنا عليه ” لأن الحوار اكيد سيوصلنا الى نتيجة ووفق هذه القواعد نتجنب الدخول في صراع ونوحد صفوفنا على الاقل في الحدود الدنيا ..

والأهم والمهم هو كيف نستفيد من خلافنا بما يفيد قضيتنا وكيف نتعلم من الماضي القريب والبعيد ونحول الخلاف الحاصل اليوم الى خلاف رحمه يخدم الشعب وقضية الجنوب بالدرجة الاولى وهذا ليس بصعب متى ما توفرت النية والإرادة لتقبل الاخر وجعل الجنوب وقضيته والشعبة اولاً

 الحمد لله ان الخلاف في الجنوب اليوم ليس خطيراً صحيح تختلف الوسائل لكن الهدف واحد ، وبما ان الهدف واحد وطرق الوصول اليه كثيرة ومتعددة لماذا لا نجلس الى طاولة حوار ونُأطر الخلاف بما يخدم الجنوب وقضيته العادلة ونتبادل الادوار  وفق الممكن وما تتطلبه القضية سواء على الصعيد المحلي او الاقليمي او الدولي ، وكل فريق او مكون يشد ويُعين الآخر بدل ان يتم الغائه وتخوينه وتحويل الصراع الى صراع داخلي و حتى نوصل بالجنوب وشعبه الى بر الامان ولا نترك ثغرات يستغلها اعداء الجنوب لزيادة الخلاف والتحريض فيما بيننا كما هو حاصل اليوم للأسف

ان عدم تقبل الاخر وتخوينه وإقصاءه وإلغائه لن يخدم الجنوب ولن يخدم احد غير اعداء الجنوب وباستخدام هذا الاسلوب سنعود الى المربع الاول .

ان قناعتي الكاملة ان ما يجمع الجنوبيين اكثر مما يفرقهم سواء كانوا في تيارات الاستقلال او الفدرالية او حتى المشترك لنبحث عن النقاط التي تجمعنا ونبني عليها وستجدون ان الهدف واحد والأفكار واحده  ولكن قد يختلف الاسلوب ، ومن يفرقنا اليوم هو من فرقنا بالأمس  .

واخيراً تجاربنا في التهميش والإقصاء وعدم تقبل الاخر دفعنا ثمنها غالياً ومازلنا ندفع الثمن مر وعلقم ، فهل نتعلم من الماضي ونشجع مبدأ تقبل الاخر ونشر ثقافة الحوار فيما بينا وننبذ ثقافة التخوين !!